دعا محقق بالأممالمتحدة متخصص في حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية يوم الخميس إلى مقاطعة شركات مرتبطة بالمغتصبات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لكن الولاياتالمتحدة انتقدت الدعوة ووصفتها بأنها "غير مسؤولة وغير مقبولة". وقال ريتشارد فولك -المقرر الخاص والمستقل بشأن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- إنه ينبغي مقاطعة الشركات ومن بينها هيوليت باكارد وموتورولا وفولفو وكاتربيلر إلى أن تلتزم بالمعايير والممارسات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. ولا تزال المغتصبات التي بنيت على الأرض التي احتلها العدو الصهيونى في حرب عام 1967 عقبة رئيسية أمام استئناف محادثات السلام الفلسطينية الصهيونية المتوقفة منذ أواخر 2010. ويعيش حوالي 311 ألف مستوطن صهيوني و2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية. وقال فولك -وهو أكاديمي أمريكي يهودي- في مؤتمر صحفي "التركيز على نشاط الشركات هو في جانب منه تعبير عن الإحباط إزاء العجز عن تحقيق امتثال الكيان الصهيوني لهذه الالتزامات القانونية الأساسية وعدم فاعلية جهود الأممالمتحدة للتنديد بتوسع المغتصبات." وتابع قوله "صدرت دعوات على مدى عقود طالبت الكيان الصهيوني بوقف بناء المغتصبات. محاولة تجاوز الأسلوب التقليدي الذي تندد من خلاله الأممالمتحدة بأشياء هي محاولة للاضطلاع بدورنا بجدية كافية لكي نشعر بأنه ينبغي لنا أن نحاول استخدام أي تأثير لدينا لتغيير السلوك." وتعتبر الأممالمتحدة المغتصبات الصهيونية بالضفة الغربية غير قانونية. ويرفض الكيان الصهيوني هذا ويميز بين حوالي 120 مغتصبة وافق على بنائها وبين نحو 100 موقع استيطاني أقيمت دون موافقة حكومية. ورفضت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة تقرير فولك بينما وصفته البعثة الصهيونية بأنه "شديد التحيز" و"منفصل تماما عن الواقع". وقالت رايس في بيان "دعوته الي مقاطعة شركات خاصة هي دعوة غير مسؤولة وغير مقبولة." وأضافت قائلة "توصيات السيد فولك لا تفعل شيئا لدعم تسوية سلمية للصراع الصهيوني الفلسطيني وتسمم في الواقع الأجواء لتحقيق السلام." ويقول الفلسطينيون إن المغتصبات تحرمهم من إقامة دولة متصلة جغرافيا وقابلة للبقاء. وقال فولك "قضية تقرير المصير للفلسطينيين بأسرها مهددة هنا." وتابع قائلا "سأعمل بشكل وثيق في هذه المسعى لاعطاء قوة ملموسة لمخاوفنا بتحميل هذه الشركات التي تدير أنشطة مربحة (في الضفة الغربية) مسؤولية في هذه القضايا الأساسية المرتبطة بحق تقرير المصير." وقدم فولك قائمة تضم 13 شركة في تقريره المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنه يشير إلى أن هذه الشركات جزء صغير من الشركات العاملة في المغتصبات اليهودية أو التي تتعامل معها. وإلى جانب المقاطعة حث فولك أيضا منظمات المجتمع المدني على إقامة دعاوى قانونية والتصدي للشركات "لاسيما عندما يمكن إثبات المزاعم عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتصل بالأنشطة الاستيطان." وقالت كاتربيلر في بيان ان تقرير فولك غير صحيح ومضلل و"يعكس اراءه الشخصية والسلبية تجاه الكيان الصهيوني." واضافت الشركة انها تبيع منتجاتها الي الحكومة الامريكية التي تقوم بعد ذلك بارسالها الي الكيان الصهيوني. وقالت هيوليت باكارد ان فولك "بعيد عن ان يكون خبيرا مستقلا وغير متحيز في هذا الامر" وان الشركة لها سياسة قوية لحقوق الانسان وتتقيد بأعلى المعايير في كل سوق تعمل بها. ولم يصدر تعقيب فوري من موتورولا وفولفو. وعين مجلس حقوق الانسان الذي مقره جنيف فولك في منصبه في 2008 لكن الكيان الصهيوني منعه من دخول البلاد او الاراضي الفلسطينية التي تحت سيطرته الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة