وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى الخرطوم المحطة الأخيرة من جولته الأفريقية ويتوقع أن يمارس كوشنير ضغوطا على المسؤولين السودانيين الذين سيلتقيهم في وقت لاحق اليوم الاثنين لدفعهم لقبول نشر قوة دولية وأفريقية مشتركة بإقليم درافور غربي البلاد. وسيبحث كوشنير ملف دارفور مع الرئيس السوداني عمر البشير ووزير الخارجية لام أكول. وترفض الخرطوم نشر قوة مشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي مؤلفة من 20 ألف عنصر. وقبل وصوله للخرطوم زار كوشنير أمس العاصمة التشادية نجامينا حيث التقي الرئيس إدريس ديبي كما زار مخيمات اللاجئين من إقليم دارفور إلى شرق تشاد. وقد أكد ديبي أن بلاده لا تعارض من الناحية المبدئية نشر قوة دولية على الحدود الشرقية لتشاد مع إقليم دارفور مشيرا إلى أن المقترحات المتعلقة بنشر قوة في شرق تشاد سيعلن عنها بحلول 25 يونيو وهو موعد اجتماع دعت فرنسا إلى عقده لبحث أزمة دارفور. وسيشارك في الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الصيني يانغ جيشي ومندوبون آخرون من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة. وتوجه اليوم إلى أديس أبابا ممثلو الحكومة السودانية برئاسة وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق للمشاركة في الاجتماع الذي يعقد بمشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للاتفاق على الحزمة الأخيرة من الخطة التي تتضمن نشر قوة مختلطة قوامها 23 ألف جندي في دارفور. ومن المتوقع أن تناقش الاجتماعات التي تستمر اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء الخلافات في ملف نشر هذه القوة التي اعترض السودان على بعض جوانبها خاصة ما يتعلق بمهام القيادة والتحكم. وذكر مصدر سوداني أن هذه النقطة قد حسمت بالفعل بعد أن تلقى الرئيس السوداني توضيحا بشأنها من الأمين العام للأمم المتحدة لا يعترض فيه على تولي قادة عسكريين أفارقة مهام القيادة والسيطرة، بيد أنه لم يعرف بعد دور المنظمة الدولية التي عليها تمويل العملية وكانت حتى وقت قريب ترفض التخلي عن قيادة هذه القوات. ويقول خبراء في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنه طالما أن العملية تتم بتمويل من المنظمة الدولية فمن الطبيعي أن تتولى قيادة العملية, ولكنهم أشاروا إلى أنه من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق وسط تفوض فيه الأممالمتحدة صلاحيات القيادة على الأرض للاتحاد الأفريقي على أن تحتفظ بالقيادة الكلية للعملية.