نفى الرئيس محمد مرسي، خلال لقائه مع هيلارى كلينتون و رؤساء المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية فى الولاياتالمتحدة، صباح أمس، أن يكون طالب نظيره الأمريكى باراك أوباما، باتخاذ إجراء استثنائى ضد صناع الفيلم المسىء للرسول، مؤكدا أنه طلب إجراء تشريعيا من خلال الكونجرس، مثلما حدث عند إصدار تشريع ضد الإرهاب. وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، إلى أن الرئيس أكد خلال اللقاء الذى عقد فى مقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأممالمتحدة فى نيويورك؛ «ضرورة قبول الآخر، وتقبل الاختلافات بين الأديان، كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود على المستوى الدولي، لإزالة الصورة النمطية السلبية عن المسلمين».
ووفقا ل علي، فقد أكد مرسى أهمية فتح حوار بين أصحاب الديانات، لتعظيم النقاط المشتركة، وتقليل نقاط الخلاف، وشدد على أن «المرأة والرجل فى مصر متساوون فى الحقوق والواجبات، كما أن المرأة تعمل فى كل المجالات».
وأبدى الرئيس اندهاشه مما يثار حول اضطهاد المسيحيين فى مصر، مؤكدا «يمكن لمسلمين أن يختلفوا فيما بينهم، ويمكن لمسيحيين أن يختلفوا فيما بينهم، ولكن عندما يختلف مسلم ومسيحى تصبح مشكلة كبيرة».
وشدد الرئيس على أن مصر دولة مدنية وطنية ديمقراطية دستورية حديثة، حسب وثيقة الأزهر، وأنها تحترم اتفاقيات السلام، وتريد فى إقامة سلام شامل وعادل، مع إعطاء الفلسطينيين حقهم فى تقرير المصير.
وأضاف أن الشعب المصرى حريص على مد جسور الصداقة مع كافة الشعوب، ومنها الشعب الأمريكي، مؤكدا «نقدر للولايات المتحدة دعمها للربيع العربي، ومسايرة الديمقراطية فى مصر، التى تتحرك نحو مزيد من التعاون القائم على التوازن، والمصالح المشتركة، وهى مرحلة تعامل ندية.
وحول الوضع الأمنى فى سيناء، على خلفية التطورات الأخيرة هناك، وتصاعد المواجهات مع التنظيمات الإرهابية هناك، قال مرسى «مصر لديها حساسية إزاء حديث أى دولة أخرى عن سيناء، فنحن مسئولون عن أمنها، وإذا كانت هناك مشاكل، فنحن نعمل على حلها».
من جانبها، قالت مستشارة الرئيس الأمريكى لشئون الأديان، داليا مجاهد، التى حضرت اجتماع مرسى «سألته إن كان طلب من أوباما اتخاذ إجراءات قانونية ضد صناع الفيلم المسىء للرسول، لأن هذا مستحيل من الناحية القانونية فى الولاياتالمتحدة، فأجاب بأنه يعلم القيود الدستورية، ولكن يجب أن يكون هناك حل لحالة عدم الاستقرار والتحريض على الكراهية».
وأضافت مجاهد أن «الرئيس مرسى شدد على أنه لا يمكن مشاهدة سكان غزة يموتون جوعا، لذلك فإن معبر رفح سيفتح لأغراض إنسانية، معتبرا أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر، يجب أن تكون ندية، مع رفضه لأى تدخل فى الشئون الداخلية لمصر».
وفى لقائها مع مرسي، سعت وزير الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، إلى طمأنته على مضى الولاياتالمتحدة قدما، فى خططها لتوسيع المساعدات الاقتصادية لمصر، رغم الاحتجاجات المناهضة لأمريكا، على خلفية الفيلم المسىء للرسول مؤخرا، مشددة على التزام إدارة الرئيس الأمريكي، بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية للقاهرة.
وكشف مسئول فى الخارجية الأمريكية، عقب الاجتماع الذى استمر 45 دقيقة، أن ما سمعه من كلينتون، هو أنها ملتزمة بتنفيذ التعهدات الأمريكية السابقة لمصر، مضيفا أنها قامت بمسعى شخصى لإقناع الكونجرس الأمريكى بالإبقاء على المساعدات لمصر والدول العربية الأخرى.
وأضاف المسئول «المصريون أمامهم طريق طويل وشاق، لإنجاز إصلاحات الميزانية التى ستكون ضرورية، وأن يفعلوا ذلك بطريقة تساعدهم فى السير قدما فى عمليتهم الديمقراطية»، مشيرا إلى أن كلينتون ومرسى ناقشا عددا من المسائل الأمنية، بما فى ذلك تصاعد التهديد الذى يشكله المتشددون فى سيناء.
وقال المسئول إن مرسى حدد فى محادثاته مع كلينتون خطط حكومته لتنفيذ إصلاحات اقتصادية، فى إطار مسعى أوسع لنيل حزمة قروض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، بدعم من الولاياتالمتحدة.
ووفقا للمسئول الأمريكي، فإن الجانبين تناولا المسألة الإيرانية، لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستتريث فى دعم اقتراح مرسي، بأن تشكل إيران ومصر وتركيا والسعودية، مجموعة جديدة لإيجاد حل لوقف العنف فى سوريا.
وفى حديث لقناة سى بى أس الإخبارية الأمريكية، عن العلاقات المصرية الأمريكية، قال مرسى إن العلاقات «دافئة وليست ملتهبة، بالضبط كالفرق بين أن نكون أصدقاء وبين أن نكون أعداء»، موضحا «لسنا أعداء بالطبع، وبالتأكيد نحن أصدقاء»، فيما رفض التعليق على تصريحات أوباما، التى قال فيها إن «مصر ليست حليفة، لكنها ليست عدوة»، حيث قال مرسى ضاحكا «لقد قالها الرئيس الأمريكى بطريقة أخرى». الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة