حصل الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، خلال لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، بمقر إقامته بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على وعد بالحفاظ على التزام إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية للقاهرة، بل والمضى قدماً فى توسيع المساعدات الاقتصادية. وذكرت وكالة رويترز، أن «كلينتون» طمأنت الرئيس مرسى، بأن الولاياتالمتحدة ستمضى قدما فى خطط لتوسيع المساعدات الاقتصادية، على الرغم من احتجاجات مناهضة لأمريكا ألقت ظلالاً جديدة على علاقات الولاياتالمتحدة مع المنطقة، بعد الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم. ونقلت الوكالة عن مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قوله: «إن كلينتون أكدت لمرسى استمرار التزام إدارة أوباما بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية للقاهرة». وأضاف المسئول: «إن مرسى حدد فى محادثاته مع كلينتون خطط حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء لتنفيذ إصلاحات اقتصادية فى إطار مسعى أوسع لنيل حزمة قروض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى، والتى تدعمها الولاياتالمتحدة». وتابع المسئول: «إن كلينتون التى قامت بمسعى شخصى لإقناع المشرعين بالإبقاء على المساعدات الأمريكية إلى مصر ودول عربية أخرى فى مسارها، تعتقد أن هذه المخاوف تبددت»، موضحاً أن مرسى وكلينتون ناقشا تصاعد التهديد الذى يشكله الجهاديون فى شبه جزيرة سيناء، وهى منطقة حيوية لعلاقات مصر مع جارتها إسرائيل، وتناولا مسألة إيران، لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستتريث فى دعم اقتراح مرسى بأن تشكل إيران ومصر وتركيا والسعودية مجموعة جديدة لمحاولة إيجاد حل للعنف فى سوريا. فيما اكتفت رئاسة الجمهورية، بذكر أن لقاء «مرسى وكلينتون» تناول تطورات الأوضاع الداخلية فى مصر، والوضع الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط. فى سياق آخر، أرسل «مرسى» عدة رسائل خلال لقائه برؤساء المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية فى الولاياتالمتحدة، فى مقر بعثة مصر لدى الأممالمتحدةبنيويورك، برعاية البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة فى نيويورك فى إطار تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الديانات. وشدد مرسى على ضرورة قبول الآخر وتقبل الاختلافات بين الأديان وأن الإسلام هو دين التسامح. وعقب كلمته، دار حوار بين الرئيس مرسى وممثلى الديانات الثلاث، تعجب خلاله الرئيس مما يثار بشأن اضطهاد المسيحيين فى مصر، وقال: «يمكن للمسلمين أن يختلفوا فيما بينهم ويمكن للمسيحيين أن يختلفوا فيما بينهم، ولكن عندما يختلف مسلم ومسيحى تصبح مشكلة كبيرة». وفى لقاء مع تليفزيون «بى. بى. إس» الأمريكى، أعلن مرسى رفض مصر تدخل أى قوة أجنبية فى سوريا، معتبراً أن الجهود الدبلوماسية الرباعية لمصر وإيران والسعودية وتركيا قد تسهم فى وقف الحرب الأهلية الدامية المستمرة فى سوريا منذ 18 شهراً، مؤكداً أنه ليس لدى الرئيس الأسد خيار إلا الرحيل. فى المقابل أكدت مصادر دبلوماسية تبدل موقف مصر تجاه الأزمة فى سوريا، وموافقة الرئيس محمد مرسى على بقاء نظام بشار الأسد، فى واحدة من نتائج اجتماع أصدقاء سوريا فى القاهرة، الذى غابت عنه السعودية، لغضبها من موقف «مرسى»، ما رفضت مصر تأكيده أو نفيه رسمياً، بعد تسريبات إيرانية كشفت هذا التغير فى الموقف المصرى، ويراقب المشاركون فى الدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حسم الموقف المصرى تجاه رحيل الرئيس السورى، خلال الكلمة التى يلقيها «مرسى» اليوم، فى مشاركة هى الأولى لرئيس مصرى منذ 23 عاما. وقال الدكتور أحمد عبدربه أستاذ السياسة بجامعة القاهرة إنه بات من الواضح أن الموقف المصرى بدأ يدرك التغيرات، التى تجرى على الأرض فى سوريا، التى حسمها الأسد على نحو كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف فى تصريحات ل« الوطن»: لا يمكن أن نعزل الموقف المصرى عن موقف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، التى خففت حدة الضغط على الأسد، فى الأسابيع الثلاثة الماضية، بسبب انشغالها بالانتخابات الرئاسية. وقال مصدر دبلوماسى مصرى ل«الوطن» إن كلمة «مرسى» أمام الجمعية ستكون بمثابة «مربط الفرس» لموقف مصر، وأضاف: كل المعطيات تقول إنها ستركز على سوريا والأسد على وجه الخصوص، وستكون أقل حدة من الكلمات التى ألقاها الرئيس، سواء أمام قمة مكة أو قمة عدم الانحياز، التى انعقدت فى طهران الشهر الماضى.