تطورت موجة الاحتجاجات في البلدان العربية والاسلامية ضد الفيلم المسيئ للنبي الكريم، حيث ادنلعت عصر اليوم، الجمعة، مظاهرات حادة أمام سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عدة دول عربية، ووصلت إلى درجة محاولة اقتحام السفارة الأمريكيةبالخرطوموتونس، مما أدى إلى مقتل متظاهر سودانى وإصابة خمسة متظاهرين تونسيين. جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن قوات مشاة البحرية أرسلت لليمن استجابة للأحداث الأخيرة وأيضا "كإجراء احترازى". ففى الخرطوم قال شهود إنهم سمعوا صوت إطلاق نار عند مجمع السفارة الأمريكية، بعدما أفاد مصدر طبى أن متظاهرا سودانيا قتل قرب السفارة الأمريكية خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين يحتجون على فيلم مسىء إلى الإسلام، وقال المصدر الطبى إن المتظاهر قتل دهسا بآلية تابعة للشرطة اندفعت فى اتجاه المتظاهرين الذين كانوا يرشقون عناصر قوات الأمن بالحجارة. وكانت قوات الأمن السودانية أطلقت فى وقت سابق اليوم القنابل المسيلة للدموع لمنع حوالى عشرة آلاف متظاهر من الوصول إلى مقر السفارة الأمريكية فى الخرطوم، بعدما هاجموا السفارتين الألمانية والبريطانية، وكان المتظاهرون عمدوا فى مستهل مسيرتهم الاحتجاجية إلى إضرام النار فى السفارة الألمانية فى الخرطوم كما هاجموا السفارة البريطانية القريبة منها، ورشق المتظاهرون السفارتين بالحجارة وحاولوا كسر السياج الخارجى لكل منهما. وفى تونس قال شاهد إن خمسة محتجين على الأقل أصيبوا برصاص الشرطة قرب السفارة الأمريكية فى تونس وحريق ضخم داخل مجمع السفارة، بعدما أطلقت الشرطة التونسية النار فى الهواء بعد أن كانت استخدمت فى وقت سابق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا بعد ظهر اليوم بالمئات أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة للتنديد بالفيلم المسىء للإسلام، وارتفعت سحابة دخان كثيف فوق مبنى السفارة، وتدخلت قوات الأمن بعد أن استهدفت بالحجارة ومقذوفات من قبل متظاهرين بينهم بالخصوص سلفيون متشددون. وكانت الشرطة ردت فى البداية بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع قبل إطلاق نار فى الهواء فى الشوارع المحاذية لمبنى السفارة، حيث كان المتظاهرون يحاولون التجمع من جديد، ولم تعرف نوعية الرصاص الذى أطلقته قوات الأمن التى تستخدم عادة الرصاص المطاطى لتفريق التظاهرات العنيفة، وقال أحد المتظاهرين "إنهم يطلقون النار لمنع مجموعات أخرى من الوصول" إلى مبنى السفارة. وقال شاهد إن المحتجين تسلقوا سور مجمع السفارة الأمريكية فى تونس وحطموا نوافذ وأشعلوا النار فى أشجار بداخلها، وأمكن رؤية حريق كبير داخل المجمع. وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع صوب مئات المحتجين الذين كانوا يتظاهرون عند السفارة. وفى لبنان قتل شخص وأصيب 25 آخرون بجروح فى مواجهات فى شمال بيروت بين قوى الأمن وإسلاميين قاموا بإحراق مطعم أمريكى للوجبات السريعة، احتجاجا على الفيلم المسىء للإسلام، وأطلقوا هتافات ضد زيارة بابا الفاتيكان للبنان. وفى العاصمة السورية دمشق نظم نحو 200 شخص بعد ظهر اليوم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية المغلقة منذ أشهر، تنديدا بالفيلم المسىء للإسلام، ورفع المتظاهرون أعلاما سورية وصورا للرئيس بشار الأسد الذى يواجه منذ سنة ونصف سنة انتفاضة شعبية تحولت الى نزاع مسلح. كما رفعوا لافتات تندد بالفيلم. من جهته ندد وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيلى بالفيلم المسىء إلى الإسلام وبأعمال العنف التى استهدفت السفارة الألمانية فى الخرطوم، وقال الوزير الألمانى فى مؤتمر صحفى فى الوزارة "أدين هذا الفيلم الذى لا يمكن تحمله والجارح، ولكنه لا يمكن أن يبرر أعمال العنف أدين بشدة الهجوم على السفارة الألمانية فى الخرطوم". وفى العاصمة الأفغانية كابول أحرق متظاهرون أفغان بعد ظهر اليوم صورة للرئيس باراك أوباما فى شرق أفغانستان خلال التجمع الوحيد فى البلاد بما فى ذلك كابول، حيث لم يسجل أى تجمع مناهض للفيلم المسىء للإسلام.
وفى العاصمة أدان عناية الله بليغ أمام جامع بلى خيستى المركزى الذى اكتظ بالمصلين العمل الذى قام به "يهوديان أمريكيان جرح فيلمهما المسلمين فى جميع أنحاء العالم"، مؤكدا أن "هذين اليهوديين والرئيس (باراك) أوباما يجب أن يتحملوا مسئولية مقتل دبلوماسييهم (فى ليبيا). هذا يدل على عجز إدارة أوباما التى لم تتمكن من التحكم فى أفعال مهينة إلى هذه الدرجة"
