شنت قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية حملة تفتيش وتمشيط واسعة في مدينة الصدر بحثا عن البريطانيين الخمسة الذين اختطفوا أول أمس الثلاثاء . كما قدمت موظفة حكومية شاهدت عملية الخطف تفاصيل جديدة عن العملية وتحدثت عن الكيفية التي أفلت بها غربيان آخران بصعوبة من الخطف على يد المسلحين خلال اقتحامهم مبنى وزارة المالية في شارع فلسطين. وفي لندن قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت إن بلادها تعمل بشكل وثيق مع السلطات العراقية لمعرفة الحقائق وضمان الإفراج عن المخطوفين. وعلى نفس السياق نفى التيار الصدري مسئوليته ن اختطاف البريطانيين ردا على تصريحات لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري التي رجح فيها وقوف مليشيات من جيش المهدي وراء عملية الاختطاف. وقال مسؤول آخر هو عبد المهدي المطيري إن حجم وتنظيم العملية التي تمت يوم الثلاثاء يتجاوز قدرات جيش المهدي. وكان زيباري قد قال- في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي - إن جيش المهدي ربما يكون مسؤولا عن خطف البريطانيين الخمسة مشيرا لوقوع مبنى وزارة المالية في شارع فلسطين القريب من مدينة الصدر معقل جيش المهدي. وأضاف أن المليشيات التي تعمل خارج إطار القانون بالمنطقة لها صلات جيدة بالشرطة وتحدث عن اختراقها لقوات الداخلية وقوات الأمن. كما قال زيباري – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية - إن موقع المبنى وطبيعة العملية وعدد من شاركوا فيها تشير إلى أن الأمر يتعلق بمليشيات لا بمجموعة إرهابية على حد قوله . وقد نفت وزارة الداخلية أن يكون الخاطفون وحدة منشقة من وحداتها. وكان المهاجمون الذين يعدون بالعشرات يرتدون زي الشرطة ويمتطون سيارات رسمية. في التطورات الميدانية الأخرى قالت الشرطة إنها عثرت على 23 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة من بغداد خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. كما قتل مدني وأصيب خمسة آخرون عندما انفجرت سيارة متوقفة في منطقة مدينة الصدر ببغداد. وقتل مسلحون العميد علاء عبد الرزاق مع اثنين من حرسه الشخصي في جنوب شرق بغداد وفي حادث مشابه قضى عقيد الشرطة محمد شاكر بإطلاق النار من سيارة مسرعة وسط غرب العاصمة. أما في المحمودية فقتل ثلاثة مدنيين وأصيب 21 آخرون عندما سقطت عدة قذائف مورتر في قرية أبوشمعة في المحمودية جنوبي بغداد. وفي الخالص لقي عشرة أشخاص مصرعهم بينهم أربعة من رجال الشرطة وجندي عراقي في معركة بالسلاح اندلعت حينما حاولت الشرطة اعتقال مسلحين في المدينة. كما قتل خمسة أشخاص وأصيب 15 آخرون في الفلوجة غرب بغداد في هجومين بقذائف المورتر على منطقتين مختلفتين بالمدينة. سياسيا يلتقي اليوم الخميس الرئيس العراقي جلال الطالباني -الذي يزور الولاياتالمتحدة لثلاثة أسابيع- نظيره الأمريكي جورج بوش. وقد حث بوش اليوم السلطات العراقية في لقاء بدائرة الفيديو المغلقة مع كل من رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبي الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي على تحقيق تقدم في عملية المصالحة.