أجبرت الهجمات المتتالية لحركة طالبان على قاعدة عسكرية اميركية بولاية وردك، جنوبي العاصمة الأفغانية كابل، إلى إخلائها من الجنود خاصة بعد أن سقط فيها 12 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال شاهد الله شاهد، المتحدث باسم حاكم الولاية، إن القوات الأميركية انسحبت من القاعدة دون التنسيق مع السلطات المحلية. ومن جانبه، أكد إلهام منصور أحد القياديين الميدانيين لحركة طالبان، أن مقاتلي الحركة تمكنوا من السيطرة على القاعدة الأميركية بمديرية "سيد أباد" بولاية وردك، بعد محاصرة استمرت أربعة أيام. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من صباح أمس، وأسفر عن مقتل 12 وإصابة أكثر من خمسين شخصا في سيد أباد بولاية وردك التي انسحبت منها القوات الأميركية. واستهدف الهجوم المزدوج قاعدة للجيش الأميركي، حيث وقع انفجار أول نفذه شخص راجل، فتح الطريق لشاحنة مفخخة فانفجرت عند مدخل القاعدة. وكان أسوأ هجوم تعرضت له القوات الأجنبية بالولاية منذ بدء الحرب قبل عشرة أعوام، حين أسقطت طالبان مروحية نقل العام الماضي مما أسفر عن مقتل 38 عسكريا بينهم 30 أمريكيا من "فرقة سيل" أبرز وحدات البحرية الأمريكية. وتتصاعد هجمات المقاومة الأفغانية مع اقتراب الموعد النهائي لسحب الناتو معظم قواته هناك عام 2014، وتشتد المخاوف من عجز قوات الأمن الأفغانية وقوامها 350 ألف فرد دربهم الحلف على التصدي لمقاتلي طالبان عقب انسحاب القوات الأجنبية. من جهة أخرى، قرر قائد القوات الأميركية بأفغانستان اليوم الأحد تعليق البرنامج التدريب لكل المجندين الأفغان الجدد، بعد زيادة حالات القتل لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه سيجري أيضاً إعادة التحقيق باحتمال ارتباط الجنود الأفغان بطالبان. وأضافت الصحيفة أن قرار إعادة التحقيق سيشمل أكثر 27 ألفاً من عناصر الجيش الأفغاني، بعد مقتل أكثر من 45 عسكرياً أميركياً بأيدي جنود أفغان هذه السنة. وقال المتحدث باسم قوة (إيساف) "لقد قمنا مؤقتا بتعليق عملية تجنيد أفغان جدد حتى يتم التحقق من الجنود الذين على صلات بالمتمردين. نحن قلقون بشأن هجمات تنفذها عناصر من داخل القوات ونحن بصدد التدقيق بشأن القوات الأفغانية". وأضاف جيمس جرايبل: "إنها محاولة من إيساف وشركائنا الأفغان لتقليل عدد تهديدات الدخلاء". وجاء قرار تعليق التدريب بعد زيادة هجمات أفراد الأمن الأفغاني على جنود قوات الاحتلال، حيث يخشى المسؤولون أن تكون عناصر تابعة لطالبان قد تسللت إلى برنامج التجنيد. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة