أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية تفكيك عدد من شبكات التجسس قالت إنها تعمل على أراضيها لصالح قوات الاحتلال بالعراق. وجاء في بيان أصدرته الوزارة أمس السبت- بحسب رويترز- إن طهران تمكنت من كشف وتفكيك عدة شبكات تجسس تتضمن عناصر تسللت إلى مناطق في غرب وجنوب غرب ووسط إيران. وأضاف البيان أن هذه الشبكات كانت تعمل بتوجيه من أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الاحتلال وبدعم من بعض المجموعات والحركات العراقية المؤثرة في الساحة العراقية. ولم يذكر البيان أي دولة بالاسم أو يحدد الجماعات العراقية التي يتهمها مشيرًا إلى أن المزيد من المعلومات سيتم نشره خلال الأيام القليلة المقبلة. ولم يتضح ما إذا كانت شبكات التجسس التي أعلن عنها مرتبطة باحتجاز إيران مؤخرًا لأمريكيين من أصل إيراني من بينهم الباحثة "هالة إسنفدياري" التي تعمل في الولاياتالمتحدة واتهمتها الوزارة بأنها مرتبطة بجهود تقويض حكومة إيران. ولكن واشنطن رفضت بشدة هذه الاتهامات ودعت إلى الإفراج عن الباحثة. ويأتي الإعلان عن هذه الاتهامات قبل المحادثات المقررة يوم الاثنين في بغداد بين إيرانوالولاياتالمتحدة بشأن الأوضاع في العراق, حيث تتقاطع مصالحهما في البلد المحتل. وكانت تقارير صحفية قد تحدثت مؤخرًا عن أن الرئيس الأمريكي "جورج بوش" أعطى الضوء الأخضر للاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA", لتنفيذ ما وصفته ب"عملية سرية تهز استقرار الحكومة الإيرانية". ونسب تقرير نشرته صحيفة بريطانية لمصادر أمنية أمريكية موافقة بوش على قيام المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" بعمليات "سوداء" في إيران تهدف "لإسقاط النظام الحاكم فيها". فقد أقر بوش، بحسب صحيفة "صنداي تليجراف"، وثيقةً تسمح ل "CIA" بتنفيذ حملة دعائية وتشويهية بهدف زعزعة وإسقاط نظام الملالي الحاكم في طهران. وإستنادًا لخطة المخابرات الأمريكية، فإنه سيتم ممارسة ضغوط هائلة على الاقتصاد الإيراني من خلال التلاعب بالعملة الإيرانية والصفقات الدولية المالية. كما تضمنت الخطة، عمليات تخريبية للبرنامج النووي الإيراني حيث كشف مسئولون أمنيون في واشنطن عن بيع أجزاء معدات معيبة لطهران بهدف تعطيل وتخريب عمليات تخصيب اليورانيوم. وتعطي الوثيقة التي أقرها بوش للمخابرات الأمريكية الضوء الأخضر لجمع معلومات استخباراتية على الأراضي الأمريكية، وهو المجال الذي يفترض أنه حكر لمكتب التحقيقات الفيدرالي، من خلال الأعداد الكبيرة للإيرانيين والمهاجرين في الولاياتالمتحدة. ويرجع المراقبون الخلاف بين البلدين لتعارض مصالحهما في المنطقة, حيث تسعى كل دولة لتقوية نفوذها كما هو الحال في العراق, ولا يُستبعد - حسب هؤلاء المراقبين- حدوث اتفاق قريب يقضي بتقسيم المصالح والنفوذ بينهما خصوصًا بعد الاجتماع المرتقب بين سفيري الولاياتالمتحدةوإيران في بغداد غدًا.