خالد البلشي: ترحيبٌ بعودة "هيكل" ومؤسسته في حفل توزيع جوائز الصحافة العربية    «التنسيقية» تنظم صالونًا نقاشيًا عن قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي    رئيس الوزراء القطري يبحث مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي العلاقات الاستراتيجية    سفير الصومال يشيد باستمرار الدعم العسكري المصري لمقديشو    25 لاعباً بقائمة الزمالك لخوض السوبر الأفريقي..ضم الونش و4 صفقات جديدة    خالي من السكان.. انهيار عقار جزئيًا في المعادي    انقضاء دعوى تتهم عباس أبو الحسن بدهس سيدتين في الشيخ زايد بالتصالح    مصر وألمانيا تحصدان جوائز أفلام الطلبة بمهرجان الغردقة    خبير: إسرائيل ستفشل على جبهة لبنان كما حدث لها في غزة    بعد واقعة مدينة الإنتاج.. عمرو عبد العزيز: حريق الاستديوهات ورا بعض مش طبيعي    هيئة الدواء: ضخ 156 مليون عبوة أدوية للقلب والسكر والأورام    أسباب كثرة الإصابة بنزلات البرد.. وطرق الوقاية    عبدالرحيم علي ينعى خال الزميل أبوالحسين غنوم    مبادرة خُلُقٌ عَظِيمٌ.. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب بالقاهرة    مياه الفيوم: ورشة عمل لتعليم السيدات مبادئ أعمال السباكة    الرئيس الإيراني: حزب الله يدافع عن حقوقه وندعمه في هذه المعركة    سماعات طبية لضعاف السمع.. وتطبيق للتواصل مع الخدمات    تفاصيل الحلقة 7 من «برغم القانون».. إخلاء سبيل إيمان العاصي    مستشار أممي: الطوارئ المناخية أبرز المخاطر المُهدّدة للعالم خلال العقد المقبل    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    مصروفات كليات جامعة الأزهر 2024/2025.. للطلاب الوافدين    فانتازي يلا كورة.. دياز وجاكسون "الكروت" الرابحة في الدوري الإنجليزي    تروي ديني: دياز سيكون رجل ليفربول الأول بعد رحيل صلاح    فتح باب التسجيل للنسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام    "المصريين": مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل تتويج لجهود الدولة    رسالة خاصة من تريزيجيه ل أحمد فتحي بعد اعتزاله    محافظات ومدن جديدة.. تفاصيل منظومة إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم    إسرائيل صنعت «البيجر» بنفسها ثم فخخته    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    لأول مرة.. شراكة بين استادات الوطنية والمتحدة للرياضة واتحاد الكرة لتدشين دوري الأكاديميات    السجن 10 سنوات للمتهم بتهديد سيدة بصور خاصة بابنتها فى الشرقية    Natus Vincere بالصدارة.. ترتيب اليوم الرابع من الأسبوع الأول لبطولة PMSL للعبة ببجي موبايل    إعلام بنها ينظم ندوة "حياة كريمة وتحقيق التنمية الريفية المستدامة".. صور    الكبد الدهني: أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    عاجل - حماس تطالب الجنائية الدولية باعتقال قادة الاحتلال: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في لبنان وغزة    نتيجة تنسيق كلية شريعة وقانون أزهر 2024/2025    الإحصاء: 21.5 مليار دولار صادرات مصر لأكبر 5 دول بالنصف الأول من 2024    تعيين قائم بأعمال عميد "فنون تطبيقية بنها"    الجيش الإسرائيلي يطالب سكان منطقة البقاع الموجودين داخل أو قرب منزل يحوي أسلحة لحزب الله بالخروج خلال ساعتين    محكمة برازيلية تبقى على الحظر المفروض على "X" لعدم امتثالها لطلبات القاضى    مهرجان مالمو للسينما العربية يعلن عن مواعيد الدورة الخامسة عشرة    قبل XEC.. ماذا نعرف عن متحورات كورونا التي حيرت العلماء وأثارت قلق العالم؟‬    العين الإماراتي: الأهلي صاحب تاريخ عريق لكن لا يوجد مستحيل    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    وزيرة التنمية المحلية تلتقي بنقيب أطباء أسنان القاهرة    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    تصالح فتاة مع سائق تعدى عليها فى حدائق القبة    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    شوبير يكشف أسرار عدم انتقال سفيان رحيمي للأهلي.. موسيماني السبب    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملك الأردن ل "بي بي إس" : كل بلد عربي سيمر بمراحل مختلفة من الربيع العربي
نشر في الشعب يوم 11 - 08 - 2012

تناقلت وسائل الإعلام تفاصيل المقابلة التي اجراها الإعلامي "تشارلز روز" مع الملك الأردني عبد الله الثاني ، وبثتها شبكة التلفزة (بي بي اس PBS) وتبثها قناة (بلومبيرج Bloomberg) الأميركية اليوم، والتي تناولت العديد من القضايا الأردنية المحلية والإقليمية وفي المقدمة منها سورية ، والدولية
وقد اعتبر الملك الأردني ، أن «التحدي الكبير الماثل اليوم أمام الجميع، بما فيهم الأردن، هو كيفية تعريف كل بلد لنفسه، فالمصريون يتساءلون ماذا يعني أن تكون مصريا، وفي تونس، ماذا يعني أن تكون تونسيا، وفي ليبيا ما معنى أن تكون ليبيا، ويريد المواطن الأردني اليوم أن يعرف ماذا يعني أن يكون أردنيا، وفي سوريا، بعد أن تنجلي الأحداث، سوف يتساءل السوري ماذا يعني أن يكون سوريا.. إن هذا هو التحدي الأكبر، وكل بلد مشغول الآن بشؤونه الداخلية».
وفي الشأن السوري، قال الملك الأردني أنه يوجد في الأردن نحو 150 ألف لاجئ، وهناك طفرة كبيرة في حجم التدفق للاجئين في الفترة الأخيرة، حيث يبلغ المعدل اليومي حوالي 1000لاجئ.
وأشار إلى تقدير المجتمع الدولي للأردن في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، ورغبته في تقديم المساعدة للتخفيف من الأعباء التي يتحملها الأردن.
وأكد عبد الله الثاني أهمية ضمان وحدة سورية لما تشكله من مصلحة استراتيجية على المستوى الإقليمي، محذرا جلالته من تطور الأوضاع في سورية نحو الأسوأ وخشيته من تزايد العنف الطائفي.
وحول الجهود الأمريكية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، قال أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما «قد فعل ما بوسعه» لدفع جهود السلام بين الصهاينة والفلسطينيين في ظل التحديات الاقتصادية الدولية التي أشغلت جميع الأطراف عن القضية.
مبيناً أن أحد أهداف هذا العام «أن تبقى محادثات السلام الصهيونية الفلسطينية جزءا من النقاشات السياسية خلال عام الانتخابات الأمريكية»، مضيفا أنه وبالرغم من أن قضايا دولية أخرى، مثل الربيع العربي وسورية وإيران قد تجذب اهتمام الإعلام أكثر، إلا أنها قضايا جانبية مقارنة بالقضية الجوهرية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية. وفيما يلي نص المقابلة:
ورداً على سؤال قال الملك : لا أحد يعلم تحديدا، وكجزء من المجتمع الدولي، أن أفضل ما نتطلع إليه هو الحل السياسي، ولو نظرنا إلى الوراء عدة أشهر، فقد كنا مع إشراك روسيا لأننا شعرنا أن ذلك كان أفضل خيار مطروح على الطاولة، وكان السؤال: ما شعور روسيا بالنسبة للنظام وسياسة تسمح بانتقال سلمي؟ ولا يزال ذلك هو الخيار الأفضل على الطاولة، لكن المشكلة الوحيدة أننا شهدنا على مدى الشهرين الماضيين نزعة نحو العنف الطائفي وبداية حرب أهلية محتملة وذلك عندما بدأت شرائح مختلفة من المجتمع السوري تهاجم بعضها البعض، وعليه، فإننا نقوم بما يتوجب علينا على المستوى السياسي، لكن الواقع على الأرض قد تجاوز بالفعل التعقيدات السياسية التي رسمناها لأنفسنا، وعليه فالوضع الراهن مربك جدا.
لقد كنا قلقين بشأن ذلك من البداية لأنه كلما كان لديك أزمة في أي مكان في العالم، يكون المتطرفون موجودين لاستغلال الوضع، لقد كنا منذ بداية الأزمة نرصد عمليات دخول تنظيم القاعدة إلى سورية، نحن نعلم أنهم موجودون هناك، ولكن من الواضح أنه بسبب الفوضى، فإن كل ما نعرفه هو وجودهم هناك لذا علينا إبقاء العيون مفتوحة للتعامل مع هذا التحدي.
وعن وجود أمل أمام خيار ما أسماه تشارلي روز ؛ الانتقال السياسي؟
قال الملك الأردني :علينا أن نأمل ذلك، وواجبنا هو مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي،لكن لا يمكننا أن نكون ساذجين في الوقت نفسه،وكما قلت، لقد كنت قلقا على مدى الشهرين الماضيين من أن نزعة الصراع قد تغيرت داخليا على أرض الواقع، وهي كذلك.
وعن تغير ما أسماه روز " حدوث تغير في النزعة؟
قال عبد الله الثاني،أن طبيعة تركيبة قطاعات المجتمع وعناصره المختلفة في سورية إشكالية، فسورية تختلف عن العراق ودول أخرى في المنطقة بسبب وجود فسيفساء في تركيبة المجتمع، هناك عناصر عديدة ومختلفة منهم العلويون وهناك السنة والمسيحيون والدروز والأكراد والآشوريون، وبالنظر إلى هذه الفسيفساء، فإنك لو وضعت جميع الأقليات معا، فإنهم سيشكلون الغالبية العظمى من السكان في سورية، وعندما تعم حالة من الفوضى، نصل إلى مرحلة قد تتضارب مصالح تلك الجماعات بعضها البعض أحيانا،وهذا يجعل من الصعوبة بمكان بالنسبة لنا مواصلة التركيز على الصورة الأكبر،وقد رأينا هذا المستوى من التدهور على أرض الواقع، مما ولد عندنا المخاوف،وعندما نصل إلى هذه النقطة،تغيب عن ناظرنا القضية المنطقية المتمثلة في محاولة إيجاد حل سياسي،ما زلت أعتقد أن هناك أملا، ولكن ما يقلقني هو أننا كلما طال بنا الزمن ونحن نسعى إلى حل سياسي، تتزايد الفوضى ويمكن أن ندفع بسورية إلى الهاوية، لذلك فإن وجهة نظري هي: دعونا نتحرك بأكبر سرعة ممكنة، عقد المؤتمر بعد المؤتمر أمر جيد، والمنتديات الدولية التي يشارك فيها الروس والصينيون لا بأس بها،ولكن لا وقت كاف للقيام بكل ذلك، ربما يحاول السياسيون جمع الناس معا في مؤتمرات دولية، ولكن هناك واقعا على الأرض قد يتجاوزنا، إن لم يكن قد تجاوزنا بالفعل الآن.
وعن مفهوم الهاوية قال الملك: الهاوية هي حرب أهلية شاملة مطلقة لا مخرج منها إلا بعد سنين، لذلك أنا أقول فقط إنني أشعر بالقلق إزاء الصعوبات الداخلية، ومرة أخرى أكرر، نحن نبحث عن انتقال سلمي للسلطة في سورية، من المهم جدا أن نقنع المعارضة أن تمد يدها إلى العلويين، بحيث يشعرون بأن لهم مصلحة ومكانة في مستقبل سورية وأنا لا أعرف إن كنا نقوم بما يجب في هذا السياق.
وعما إذا كان (يجب على الجيش السوري مد يده إلى العلويين بحسب أسئلة تشارلي روز) قال
الملك عبد الله الثاني،هناك الجيش السوري الحر إلى جانب التنظيمات المختلفة، ولكن أعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على الأرض فقط لضمان إشراك العلويين في النقاش حول المرحلة الانتقالية، لقد تحدثنا إلى الروس والصينيين حول هذه المسألة وهم متفهمون تماما لكنني لا أعتقد أننا في وضع يمكننا أن نطمئن فيه.
وعن ما اسماه روز (لعبة الإيرانيين وأين يلعبون؟) قال من الواضح أن فقدان سورية بالنسبة للإيرانيين خارج نطاق تأثيرهم سيكون ضربة كبيرة لهم من الناحية الإستراتيجية، لذلك فمن وجهة نظرهم سوف يستمرون في دعم النظام لأطول وقت ممكن.
وعن تزويد إيران لسورية بالأسلحة قال الملك ، نعم وتوريد الأسلحة، لأنه من الواضح أن بقاء النظام في مصلحتهم، ليس من أجل السوريين فقط بل أيضا لإيصال الدعم لحزب الله.
وعما هو في اعتقاد الملك الردني في ذهن الرئيس الدكتور بشار السد قال : هذا سؤال جيد، لقد كان لي لقاء مع الرئيس بوتين هنا منذ شهرين، وكانت وجهة نظره أن الغرب يقول أن على الأسد الرحيل ومن بعدها نجد حلا سياسيا قابلا للديمومة، أما وجهة نظر بوتين فكانت دعونا نجد حلا سياسيا يوفر له مخرجا، ولذلك كان السؤال: هل نعطي الرئيس السوري ما فيه الكفاية من الخيارات؟ ولكن في نفس الوقت أعتقد أن بشار متمسك بموقفه، ويعتقد أنه على حق، ولا يجد النظام أن أمامه خيار سوى مواصلة ما بدأه.
وأعتقد أنني ذكرت هذا عدة مرات من قبل: لا أعتقد أن الأمر يتعلق فقط ببشار، فالمسألة ليست مسألة فرد، بل هو النظام وكيف يعمل.
وإذا كان الأمر كذلك وكان على بشار التنحي تحت أي ظرف من الظروف، هل هناك من يحل محله وهل لديه القدرة على التواصل والانتقال بسورية سياسيا، ما دام النظام لا يسمح بذلك؟ أنا أعتقد أن البنية العلوية سوف تنهار حينها،وهذا هو السبب في وجوب التواصل مع العلويين وجعلهم يشعرون بأن لهم حصة كبيرة في مستقبل سورية وهذا مهم جدا، لذلك لا بد من التواصل مع العلويين.
وبالنسبة لبشار، إذا كنت أقرأ الطريقة التي يفكر فيها بالشكل الصحيح، فإنه مستعد للقيام بما يقوم به الآن إلى أجل غير مسمى.
وحول مزاعم ل تشارلي روز هل على الرئيس الأسد الانتظار حتى برى ما حدث لمبارك والقذافي وصالح؟ اعتبر الملك أن الخيارات لا تبدو جيدة جدا، إذا كانت هناك سياسة للخروج أين سيذهب؟ يوجد جدل في الخارج الآن، وأنت تعرف أن بعض الناس يقولون أيضا إنه قد وصل إلى مرحلة لن يسمح له فيها بالمغادرة بسبب الجرائم التي ترتكب ضد الدولة.
مشدداً على ما قال انها جرائم حرب، هناك فكرة تقول إن أخف الشرور هو أن يوقف العنف المستمر، وبالنظر إلى عقليته،لدي شعور أنه إذا كان لا يستطيع أن يحكم سورية الكبرى ربما يسعى إلى حكم جيب علوي، هذا شيء لا بد من أخذه بعين الاعتبار.
وهذا سيكون بالنسبة لنا، كما أعتقد، السيناريو الأسوأ لأن ذلك يعني تفكك سورية، وهذا يعني أن يبدأ الجميع بوضع اليد على الأراضي، ولا منطق في ذلك بالنسبة لي لأن سورية حينئذ سوف تنغلق على نفسها،ومن شأن ذلك أيضا أن يخلق المشاكل التي سنحتاج إلى عقود للخروج منها،وسيكون ذلك مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لي، وقد حدث في إحدى الحروب لا أعلم بالضبط، وأعتقد أنها حرب 1973 حين عادت القيادة السورية واتخذت من إحدى المناطق العلوية مقرا لها في جنوب تلك القاعدة العلوية، لقد حدث هذا من قبل، وهذا هو السبب في قناعتي أننا بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع لأن الآخرين ربما يحددون وتيرة تسارع الأمور في سورية وهذا يقلقني، إذا كانت هناك خطة أخرى باء أو جيم، يجب أن نكون على بينة من ذلك، وأعتقد أن هذا هو السبب في الحاجة إلى حشد جهودنا للتأكد من أن التحول في سورية يسير بالطريقة الصحيحة.
وعن إمكانية استخدام الاسلحة الكيماوية قال الملك انه يرجو من الله ألا يفعل، لأنني أعتقد أن ذلك سيكون كارثة لكثير من الدول في المجتمع الدولي، كان خطأ القذافي أنه استخدم قواته الجوية ضد شعبه، والآن نحن نشهد استخدام الأسد لطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية ضد شعبه، وقد نجح إلى حد ما في تحقيق أهدافه من استخدامها، أما الأسلحة الكيماوية فهي شيء يخيف الجميع وما يخيف معظمنا هو احتمالية وقوع الأسلحة الكيماوية في الأيدي الخطأ، واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء.
وعليه، فإن هناك مستويات عديدة من الاهتمام بالوضع في سورية، نحن نعمل على الصعيد السياسي لإيجاد حل، وإذا ما استخدم الأسلحة الكيماوية، فهل هذا هو المطلوب لكي ينتفض الناس فجأة ويجعلوا المجتمع الدولي يتخذ موقفا، أعتقد أنه يدرك ذلك، وآمل أن يفهم أن هذا سيكون سوء تقدير كبير، والأمر الأكثر تعقيدا من ذلك، ماذا سيحدث إذا وقعت بعض مستودعات التخزين في الأيدي الخطأ؟ أعتقد أنني قلت قبل عدة أسابيع أنه يجب تأمين مواقع الأسلحة من قبل المجتمع الدولي.
وعما إذا كانت الأسلحة الكيماوية ستكون سببا للتدخل من قبل قوى خارجية؟قال الملك: آمل أنك لا تنظر إليها كسبب للتدخل، أعتقد أن لدينا أزمة يجب أن نستجيب لها، والمشكلة أنني قلق من أن الناس قد ينظرون إليها باعتبارها حجة للتدخل، بمعنى آخر، أرجو ألا يكون هناك من يخطط لدفع البعض للتأكد من أن لا تقع مواقع التخزين هذه في الأيدي الخطأ، لأنه في اللحظة التي تعبر فيها الحدود لن تسير أي خطة كما رسم لها، ونعود إلى سؤالك حول قوة النظام، أريد فقط أن أوضح أن الجميع قد يعتقد أن المعارضة تزداد قوة بالتأكيد، لكنك تعلم أن النظام كان دائما مرنا وقادرا على امتصاص الصدمات،وأعتقد أن هناك مبالغة في الحديث عن قوة المعارضة.
دعونا لا نقفز إلى الاستنتاجات، فهو لا يزال يملك الكثير من القوة ( يقصد الرئيس الأسد ) وأنا أنظر للأمر بطريقة مختلفة، بحيث لو قيل كم بقي له في السلطة من وقت،أقول كم بقي له من وقت وهو يحكم سورية، وأقصد حتى اللجوء للخطة البديلة، أي أنه قد يظل في السلطة في مناطق محددة في سورية، هذه مسالة، والمسألة الأخرى، أعتقد أن على الناس أن ينظروا إلى المسألة المالية، فباختلاف المصادر، يقدر أنه يملك ما بين 5 و7 مليارات دولار كاحتياطيات في البنك المركزي.
وعن متى ما سماه روز متى يبدا العد التنازلي ن عندما يكون الضغط الاقتصادي شديداً قال الملك، هذا يعتمد على مصدر معلوماتك ماليا، وإذا نظرت إلى أرقام البنك المركزي، فالعد التنازلي يبدأ من الناحية الفنية نهاية العام، لكن ذلك يعتمد على مدى المساعدة المالية التي يتم الحصول عليها من الخارج وهكذا، من الناحية الفنية، إذا كان يمكنه الحصول على ما يكفي من المال من الدول الداعمة، فبإمكانه أن يصمد لفترة أطول من ذلك بكثير.
وعما إذا كان الرئيس الأسد بزعم الصحفي الأمريكي من نوع الرجال الذين يفشلون فشلا ذريعا؟ رد الملك قائلاً: لكن السؤال هنا، هل هو الرجل الذي يشعر أنه المسؤول عن 5ر2 مليون من العلويين؟.
ومعرباً عن اعتقاده بان في ذهنه انه حامي العلويين ، كما تعلم، أن يقول لنفسه إن والدي قد فعل ذلك مسبقا، فلماذا لا يمكن أن أفعلها أنا، وقد سمعت ذلك من أشخاص يعرفونه جيدا، ولكن أعتقد مرة أخرى أن المسألة تتعلق بالنظام.
أعتقد أنه رهينة لهذا النظام من حوله، ومرة أخرى أقول، إن كان سيستبدل، فهل سيكون من يأتي في مكانه مختلفا؟ أعتقد أن هذا هو سوء الفهم لدى معظم الناس حول سورية.
وعن حجم مشكلة اللاجئين ( السوريين ) قال لغاية الآن عبر الحدود ما يقرب من 145 ألف لاجئ، وهناك طفرة كبيرة في حجم التدفق في الفترة الأخيرة حيث يتراوح معدل اللاجئين اليومي ما بين 300 و1000، معظمهم يصلون في الليل وهناك حوالي 30 ألف سوري يعالجون في مرافقنا الطبية ولدينا 25 ألف طفل تحت سن 5 سنوات أعطوا لقاحات، وهناك 8000 طالب على مقاعد الدراسة في مدارسنا لذلك يوجد ضغط علينا، ويبدو أن أعدادهم سوف تتزايد.
جاءوا في البداية، كزوار لأنه لا يوجد لدينا قيود على منح التأشيرات للسوريين، ووجدوا أنفسهم في جميع أنحاء الأردن من الشمال إلى الجنوب،وعليك أن تتذكر أن حوالي نصف مليون سوري وسورية متزوجون من أردنيين والرقم في تركيا أقل بكثير، فالسبب الذي يدفعهم للقدوم إلى الأردن هو الثقافة واللغة حيث يشعرون بأمان أكبر كثيرا عندما يأتون هنا، لكننا وصلنا إلى المرحلة التي يمكن وصفها بأنها حالة طوارئ، ولم يعد بإمكاننا استقبال السوريين القادمين إلينا لأن ذلك يشكل حملا على الدولة هنا، ونتيجة لذلك بدأنا بإنشاء مخيمات للاجئين.
وعن حجم تبادل إطلاق النار على الحدود بين البلدين قال لقد كنت هناك مع الجنود منذ ليلتين وقالوا لي أن هناك إطلاق نار يحصل ليلة بعد ليلة، وبخاصة من طرف الجيش السوري الذي يطلق النار على اللاجئين الذين يعبرون الحدود.
وعما إذا كان الأردن يطلق النار من أجل حماية الفارين قال عندما كان الجيش السوري يفتح النار على اللاجئين الذين يحاولون العبور، أطلقنا النار على المواقع السورية لمنعهم من إطلاق النار على اللاجئين.
ليس هناك أية اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الأردني باستثناء ما حصل قبل أسبوع عندما فتح الجيش السوري النار على اللاجئين السوريين وقتل صبيا وأصاب آخرين فحصل تبادل لإطلاق النار لمنعهم من الاستمرار في قتل بقية اللاجئين السوريين.
وعما إذا كان الملك قلقاً من أن تخرج الأمور عن السيطرة؟ قال ليس من جانبنا، فهناك رقابة صارمة على إطلاق النار وكان هذا هو الوضع عندما التقيت بالجنود.
وقال الملك أن الكتيبة الأردنية الحدودية التي زارها سهلت مرور 13 ألف لاجئ مروا عبر موقعهم في الأسابيع ال 6 الماضية، وقد بلغ العدد الكلي 30 ألف لاجئ مروا من موقع تلك الكتيبة،وخلال فترة الشهر والنصف الماضية اقتسم الجنود الخبز والماء مع اللاجئين،وساعدوا
..في نقل النساء والرجال والأطفال المصابين.
مشيراً إلى أن اللاجئين السوريين يسكنون في مخيمات، وأن المجتمع الدولي كان رائعا،وقد اتصل بي ملك اسبانيا منذ عدة أيام وكذلك فعل ملك المغرب،إنهم يحاولون تقديم المساعدة، وقد وصلتنا للتو رسالة مفادها أن الفرنسيين سيرسل مستشفى ميداني عسكري للمساعدة في بناء مخيمات اللاجئين،وبالتالي فإن المجتمع الدولي يستجيب بشكل كبير للوضع على الحدود الشمالية، وقد التقيت للتو وزير الخارجية الاسترالي الذي زار الحدود الشمالية بهدف تقديم المساعدة.
وحول رؤية الملك بأن من شروط الانتقال السياسي تهدئة مخاوف العلويين، وأن روسيا ربما تستطيع أن تفعل ذلك حيث صوتهم مسموع ، قال الملك رداً على سؤال روز ما إذا كان التدخل مطلوبا، وما هو الخط الأحمر المطلوب من القوى الخارجية كي تستطيع الذهاب إلى سورية لوقف العنف على حد تعبير روز ، قال الملك، أعتقد لسوء الحظ أنه من غير المتوقع تكرار ما حصل في ليبيا، حيث استخدم القذافي سلاح الجو داخل أجوائه، لكن ما نتحدث عنه اليوم هو أسلحة كيماوية وهو ما لم نفكر به من قبل، وقد صدم المجتمع الدولي حتى أصبح الجميع يقول كفى.
وأكد الملك أن ذلك لم يحصل بعد لكن الأمر سيكون الأمر كذلك عندما نصل إلى المرحلة التي ذكرتها للتو حول تزايد العنف الطائفي، كما أخشى أن نصل إلى لحظة تصبح الأسلحة الكيماوية متاحة للجميع بالمجان.
وعن نقطة التحول تلك ، اعرب الملك أنه لا يستطيع تحديد ذلك ولكن الأمر يزداد سوءا حتى لم تعد هناك سيطرة على سورية ولا أحد يعلم أين ستؤول الأمور، وأعتقد أن الجميع يحاول أن يستفيد ما أمكن من بعض الخطط السيئة حقا
وأضاف : المشكلة الأخرى هي أن الأتراك موجودون في الشمال والعرب في الجنوب والشرق والصهاينة إلى الغرب،ونحن لم نكن يوما نتحدث لبعضنا بثقة كبيرة، والكثيرون لديهم أجندات.
وعن الربيع العربي والقضية التي تبرز مع الإسلام السياسي قال الملك انه سمع هذا كثيرا في أمريكا: ماذا ينبغي أن تكون سياستنا تجاه الربيع العربي؟ داعياً للتوقف عن استخدام هذا المصطلح، ويمكننا فقط أن نستخدمه مؤقتا لأنه المصطلح الدارج حاليا، لأن الربيع العربي مختلف في كل دولة لذلك لا يمكن أن تكون لك سياسة واحدة تجاه الربيع العربي، وأفضل وسيلة بالنسبة لي هي أن أصفه باللغة المفهومة في الغرب، وهي أن الربيع العربي سوف يمر في مراحل، ومهما حدث في بداياته فإننا سوف ننظر للخلف إلى هذه المرحلة المفصلية من حياة العرب بعد 5 أو 10 أو 15سنة ونقول إن ما حصل كان أمرا جيدا ونقطة تحول تاريخية، ولكن كل بلد سوف يمر بمراحل مختلفة من الربيع العربي وحتى الشتاء العربي، وقد شهدنا ذلك في عدد من البلدان.
الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.