أجمعت الصحف الأمريكية في تغطيتها اليوم الثلاثاء على أن تعهد السلطات المصرية بالانتقام لمقتل جنودها على الحدود الصهيونية على يد مجموعة متطرفة في سيناء يواجه الكثير من العقبات، مشيرة الى ان اقلها التضاريس الوعرة لشبه الجزيرة، بجانب تحالف بعض القبائل البدوية الغاضبة من سياسة النظام السابق مع هولاء المتطرفين مما يضاعف صعوبة المهمة، حيث يجب على الرئيس محمد مرسي كسب ولاء هذه القبائل حتى يتمكن من القضاء على المتطرفين نهائيا. وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن التوترات والفوضى زادت في سيناء منذ قيام الثورة.. فقد نسف خط أنابيب الغاز إلى تل ابيب عدة مرات، كما استهدفت نقاط التفتيش، فالتصعيد في سيناء يمثل تهديد لمعاهدة السلام بين مصر وتل ابيب التي تعتبر حجر الزاوية في استقرار الشرق الأوسط منذ توقيعها عام 1979، وحثت الولاياتالمتحدة تل ابيب -التي لمحت إلى انها تعمل من جانب واحد في سيناء لحماية أمنها- ومصر على هزيمة المتطرفين. وأضافت إن سيناء هي مثال صارخ على التحول في البلاد، كما أن تضاريسها الوعرة التي ينعدم فيها القانون تعتبر مثالية لإيواء المسلحين، وهذه أول العوائق التي تقف أمام مرسي والسلطات المصرية بتنفيذ وعددهم بالانتقام من قتل الجنود، بجانب بعض البدو الذين ينضمون لهؤلاء المتطرفين نتيجة الاحباط بسبب عقود من التهميش من قبل حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك . وتابعت إن رجال القبائل تحرص على عدم المبالغة في قدرات المتطرفين، وتشير إلى أنها تتألف من عدد لا يتجاوز بضع مئات من المصريين تتصل بخلايا متطرفين من حركة حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة، وهذه المجموعات تتلقى أسلحة، بينها قاذفات هاون ومدافع من العيار الثقيل، تأتي من ليبيا والسودان. وأوضحت إن سيناء اختبار حاسم في وقت مبكر لمرسي، فالغضب يتزايد بين المصريين بسبب استمرار العنف بشبه الجزيرة، الذي يضر بالسياحة ويفضح عجز القاهرة، أو عدم وجود إرادة لكبح جماح العناصر المتطرفة. واتسع الفراغ الأمني منذ الثورة عندما انسحبت الشرطة خوفا من الانتقام، بجانب أن القبائل هي ملجأ للكثير من المتطرفين حيث توفر لهم الحماية، وكل عشيرة لديها المهربين المنبوذين والمجرمين، فقد كانت سيناء طويل مسرحا لهجمات ارهابية على المنتجعات السياحية في طابا وشرم الشيخ، كما خطف البدو في الأشهر الأخيرة، السياح انتقاما لاعتقال الشرطة رجالهم، وقد أدى هذا النجاح المحدود إلى ظهور دولة داخل الدولة، كما أن عدم تعاون القبائل يقف عائقا تنفيذ السلطات تعهدها فكل قبيلة تلقي باللوم على الآخرين. وسارت صحيفة "واشنطن بوست"على نفس النهج من أن السلطات المصرية لن تستطيع بسهولة تنفيذ تعهدها، فقد أصبحت سيناء مرتعا للمتطرفين، وكبح جماح هولاء يتطلب جهود مكثفة، ففي بيان أصدرته القوات المسلحة جاء فيه إن القوات المسلحة كانت حذرة في الاشهر الماضية وخلال أحداث الثورة على عدم سفك دماء مصرية.. لكنها تعتبر المجموعة التي شنت هذا الهجوم على القوات المسلحة أعداء الأمة الذين يجب التعامل معهم بالقوة." وأضافت إن المشكلات الأمنية في سيناء تنبع من إستياء السكان الأصليين من البدو على من قيام الشرطة بارتكاب الكثير من الانتهاكات بجانب حالة التهميش التي يعيشونها في ظل عدم وجود خدمات، ويقول مسئولون أمنيون إن المتطرفين يعقدون تحالفات مع البدو الغاضبين. وتابعت إن بعض بدو سيناء يكسبون عيشهم من التجارة غير المشروعة من المخدرات، وتهريب الأفارقة الذين يبحثون عن حياة أفضل في تل ابيب أو في تزويد التجار في قطاع غزة بالبضائع من خلال شبكة من الأنفاق السرية، كذلك تدفق كميات هائلة من الأسلحة المهربة من ليبيا، بما في ذلك المدافع الرشاشة الثقيلة، وقذائف صاروخية ومدافع مضادة للطائرات، التي تجد طريقها لإيدي الجماعات المسلحة التي تعمل في سيناء. وأوضحت مثل المشاكل الهائلة التي تعيشها مصر الأزمة الأمنية تفاقمت على مدى الأشهر ال 18 الماضية منذ الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك، وإضافة إلى تعقيدات تصاعد العنف في سيناء هناك علاقات مصر المتذبذبة مع قطاع غزة الذي تحكمه حماس التي ساعد مبارك في محاصرتها مع تل ابيب. وقال الجيش المصري إن المهاجمين تلقوا مساعدة من المسلحين الفلسطينيين، وإن هجوم الاحد كان الاعنف على الجنود المصريين منذ الحرب مع تل ابيب قبل نحو 35عاما. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة