أثار قرار بلدية جونفيلييه بالضاحية الباريسية في فرنسا أول أمس الاثنين تعليق عمل 4 منشطين مسلمين في مركز عطلة صيفية بسبب امتناعهم عن الأكل والشرب مع الأطفال خلال شهر رمضان، جدلا إعلاميا كبيرا بفرنسا، مما جعل البلدية تتراجع عن قرارها وتعيدهم لعملهم، مع اتخاذ إجراءات أخرى لضمان سلامة وأمن الأطفال المشاركين في هذه الرحلات. وأكد مسئولون في البلدية خلال اتصال فرانس24 معهم للاستفسار عن الحادثة والقرارات التي تبعتها بأن رئيس البلدية أوضح ذلك خلال بيان رسمي أمس الثلاثاء على موقع البلدية على الإنترنت. وبرر رئيس بلدية جونفيليه قرار التعليق بالبند الجديد الذي كان قد أضيف في عقود عمل المنشطين بعد الحادثة التي وقعت في مدينته منذ سنتين تقريبا، تسببت فيها منشطة كانت صائمة وأسفرت عن وقوع حادث سير وجرح طفلين، ووافق المنشطون على هذه الشروط منذ اللحظة التي أمضوا فيها عقود العمل. ونددت البلدية بالتوظيف السياسي لهذه الحادثة مؤكدة أن هذا القرار لا تحركه دوافع عنصرية أو تمييزية وأنه يهدف إلى تأمين كامل لسلامة الأطفال المشاركين في هذه الرحلات الصيفية. وتضمن البيان الصحفي قرارين ذكر نص البيان أن هدفهما سيكون إخماد الجدل القائم حول هذه الحادثة، وذلك بوقف العمل بالشرط -الذي يجبر المنشطون على الأكل والشرب مع الأطفال- طيلة شهر أغسطس/آب، وبدعم مهام المراقبة داخل مراكز الرحلات والتدخل في حال تسجيل تقصير في العناية بالأطفال. بالإضافة إلى طلب مساعدة الإدارات الإقليمية للشباب والرياضة في مهام المراقبة داخل هذه المراكز. وأكد محمد موسوي مدير المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في اتصال مع فرانس24 بأن حادثة أمس يجب نسيانها وتجاوزها بعد التصرف الحكيم لبلدية جونفيلييه وذلك بإعادة المنشطين لعملهم واتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من الاحتقان الذي تسبب فيه تعليق عملهم في إجراء غير قانوني على حد تعبيره. ويضيف موسوي بأن قرار التعليق بسبب تطبيق تعاليم دينية كان غير قانوني لأن فيه تعدي على حرية المعتقد، ولذلك يتحلى المجلس باليقظة تحسبا لتكرار مثل هذه الحوادث في مجالات أخرى. ويضيف بأن لكل مسلم في فرنسا الحق في ممارسة شعائره الدينية دون تضييق ولا تعسف. وأكد أن استهداف المسلمين من خلال ذلك الفصل القانوني الذي علقت البلدية العمل به هو أمر مرفوض لأن الإسلام قدم حلولا لمثل هذه الوضعيات، حيث يجيز للصائم الإفطار في حالات عدة حين يتعلق الأمر بإنقاذ حياة الآخرين والمسؤولية عن حياتهم، كسائقي الطائرات والقطارات والأطباء الجراحين. فالإسلام دين مرن، لا غلو فيه. ولو تبين لهؤلاء المنشطين أن قدراتهم ستتأثر بالصيام لكانوا أفطروا. ويختم موسوي بأن الحديث عن هذه الحادثة يجب أن يتوقف لقطع الطريق أمام استغلالها سياسيا ولأغراض مشبوهة، ويحرص المجلس على إخماد الجدل تفاديا لانعكاسات سلبية محتملة على مسلمي فرنسا. وحاولنا الاتصال بمحامي المنشطين الأربعة والذين صرحوا لوسائل إعلام محلية بأنهم ينوون اللجوء إلى القضاء بعد هذه الحادثة إلا أننا لم نتمكن من الظفر بإجابة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة