قال خبير في شؤون الاستيطان إن قرار سلطات الاحتلال هدم ثماني قرى فلسطينية وتهجير سكانها بجنوب الضفة الغربية، هدفه مصادرة خمسين ألف دونم من أراضي المواطنين، استكمالا لمخطط صهيوني كبير لتهويد المنطقة الجنوبية من الخليل المحاذية للبحر الميت. وأكد عبد الهادي حنتش، الخبير الفلسطيني بشؤون الخرائط والاستيطان إن "الكيان الصهيوني عمل منذ احتلاله للضفة الغربية 1967 على محاصرة القرى والتجمعات السكينة الفلسطينية بالمستوطنات، ثم أعطى المستوطنين الضوء الأخضر للاستيلاء على تلك القرى عبر العمل على توسيع بؤرهم الاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية"، مشيرا الى أن الاحتلال قام بترسيم جدار الفصل العنصري في مناطق شرق وجنوب مدينة يطا (جنوب الخليل) لتضم بؤر استيطانية يتواجد فيها أعداد قليلة من المستوطنين بهدف وصل هذه البؤر والمستوطنات ببعضها البعض عبر المصادرة وإلتهام مزيد من الأراضي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن "قرارهم الأخير بهدم ثماني قرى يصب في هذا الاتجاه". وأضاف "أن المواطنين أصحاب هذه القرى قد تعرضوا من قبل، لعمليات تهجير واسعة، ويحاول الاحتلال تكرارها ثانية"، مؤكدًا على قيام الاحتلال بممارسة "سياسات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، عبر مصادر أرضهم، ومنعهم من البناء، كما يحاول هدم ما هو قائم، ناهيك عن إطلاق يد المستوطنين بالاعتداءات اليومية على الفلسطينيين" على حد قوله. وحول تبرير الاحتلال لقراره هدم القرى الثمانية، لوجود أهمية إستراتيجية وعسكرية، يرى الخبير الفلسطيني أنها "مزاعم واهية، وليس لها أصل ولا تعد كونها استكمالًا لمخطط "ألون" الاستيطاني والذي بدأ عام 1970، لتهويد مناطق واسعة من الضفة تمتد بمحاذاة نهر الاردن من المنطقة الشمالية ويمتد للبحر الميت في المنطقة الجنوبية بطول (13-15) كيلومتر"، مضيفًا الى أن "الاحتلال بدء بتنفيذ المخطط عبر إقامة 23 مستوطنة شمال اريحا وصادر في عام 2009 أكثر من (139) ألف دونم جنوب أريحا وصولا الى مشارف بلدة سعير بالخليل لتقسيم الضفة إلى ثلاثة أضلاع ليتم السيطرة بعد ذلك على الجزء الجنوبي وبشكل كامل" على حد وصفه . الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة