استمرار لضغطها على الحكومة السودانية التي ترفض الاستجابة للإملاءات الأمريكية جددت واشنطن تلويحها بفرض عقوبات على السودان على خلفية أزمة دارفور وذلك في وقت اعتبر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى الإقليم يان إلياسون أن إرجاء واشنطن تحركها لفرض عقوبات جديدة منحه فسحة دبلوماسية للضغط على الخرطوم ومحاولة جمع الأطراف المتناحرة بالإقليم. وقال مسئولين أمريكيون – بحسب رويترز - إن صبر البيت الأبيض يوشك أن ينفد بسبب عدم تحقيق تقدم كاف وأنه قد يعلن خلال الأيام القادمة عن العقوبات الجديدة. لكن المسؤولين شددوا بنفس الوقت على أنه لم يتخذ قرار بعد بهذا الشأن. ومن بين الاحتمالات الواردة الإعلان عن إجراءات جديدة غدا الجمعة أي بعد شهر بالضبط من تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي جورج بوش بمتحف المحارق النازية (الهولوكوست) بواشنطن قال فيها إن أمام السودان فرصة أخيرة لوقف العنف في دارفور وإلا ستفرض عليه عقوبات جديدة. لكن مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص إلى السودان أندرو ناتسيوس رفض التعقيب على مسألة العقوبات. يُذكر أن واشنطن فرضت بالفعل عقوبات على الخرطوم ويتوقع أن تشمل الإجراءات الجديدة حظر تعامل 29 شركة إضافية تملكها أو تسيطر عليها الحكومة السودانية مع النظام المالي الأمريكي. وبالإضافة إلى ذلك ستفرض واشنطن عقوبات على الأفراد الذين اعتبرتهم مسؤولين عن العنف. كما أثار بوش احتمال إقامة منطقة دولية للحظر الجوي بهدف منع الطائرات العسكرية السودانية من التحليق فوق دارفور. ويأتي التلويح الأمريكي فيما أوضح المبعوث الأممي أنه يدرك أن لصبر واشنطن حدودا ولكن توقيت فرض مزيد من العقوبات يجب أن يكون مناسبا. وحذر المبعوث الأممي من أن الحكومات كثيرا ما تلقي اللوم في مشكلاتها على العقوبات التي يفرضها العالم الخارجي. وأشار إلى أنه ليس سيئا في مفاوضاتي أن يكون التهديد بعقوبات في الخلفية ولكن يجب أيضا أن تفهموا أننا عملنا جاهدين لفتح فسحة دبلوماسية. وقد رفض إلياسون الكشف عما إذا كان يؤيد العقوبات الأميركية أم يرفضها، لكنه أشار إلى أن أي إجراءات جديدة يجب أن تكون دقيقة ومحددة بقدر الإمكان.