عينت رئاسة اتحاد جزر القمر رئيسا جديدا لجزيرة أنجوان المتمتعة بالحكم الذاتي في محاولة لوضع حد للأزمة الناجمة عن التعيين المثير للجدل من جانب السلطة الاتحادية لرئيس مؤقت قبل شهرين أدى إلى تمرد قاده رئيس الجزيرة المنتهية ولايته محمد بكار. وأعلنت رئاسة الاتحاد أنها عينت وزير اقتصاد أنجوان ظهيرو خالدي رئيسا بالإنابة للجزيرة في ختام اتفاق تم التفاوض عليه بوساطة الموفد الخاص للاتحاد الأفريقي خوسيه فرانسيسكو ماديرا مع حكومة أنجوان المنتهية ولايتها وحكومة الاتحاد. وجاء التعيين بعد يوم من إعلان الرئيس المنتهية ولايته محمد بكار وقف تمرده على سلطة الاتحاد والموافقة على خوض انتخابات رئاسة الجزيرة المقررة الشهر المقبل. وكانت قوات الشرطة الموالية لبكار قد هاجمت منشآت حكومية يحرسها الجيش الاتحادي احتجاجا على تعيين خالدي قمبي حمادي بقرار من المحكمة الدستورية. وقتل شخصان خلال هذه المواجهات. ووقع ماديرا الاتفاق الجمعة في جزيرة أنجوان إلى جانب نائب رئيس الاتحاد لشؤون الانتخابات والعقيد محمد بكار الذي انتهت ولايته كرئيس للجزيرة في أبريل الماضي. وقال بكار بعد مباحثاته مع ماديرا الأسبوع الماضي إنه سيحترم المؤسسات الشرعية وإنه يوافق على تعيين رئيس بالوكالة. من جهته أكد ماديرا أن الاتحاد الأفريقي سيحفظ أمن بكار كما يفعل مع سائر المرشحين. وكان بكار قد تسلم مهام الرئاسة إثر انتخابات عام 2002 لخمس سنوات. ويأتي هذا التغيير على مستوى رئاسة أنجوان قبل شهر من انتخاب رؤساء الجزر الثلاث. يشار إلى أن هذه الدولة المنتمية إلى الجامعة العربية شهدت منذ استقلالها عن فرنسا عام 1995 نحو 19 انقلابا ومحاولة انقلاب. وتتمتع الجزر الكبرى الثلاث في الاتحاد -وهي قمر الكبرى وأنجوان وموهيلي- بحكم ذاتي موسع استنادا إلى اتفاق سلام بينها موقع عام 2001، ويتناوب رؤساؤها كذلك على رئاسة الاتحاد. وتخوض الجزر -وعدد سكانها نحو 670 ألفا- انتخابات رئاسية مقررة يوم 10 يونيو المقبل، على أن تجري جولة ثانية يوم 24 من الشهر ذاته في حال وجود ضرورة لذلك. يشار إلى أن أرخبيل جزر القمر الواقع في المحيط الهندي كان قد وطأه ملاحون وبحارة عرب لأول مرة قبل ألف عام، ثم تحول إلى ملجأ للقراصنة قبل أن تقوم فرنسا بضمه إلى مستعمراتها عام 1904.