منذ ان استوهبت له السلطة في العراق بعد ازاحة سلفه السيد الجعفري نتيجة الي الاخفاقات والاعتراضات التي اتسم جلها بتهمة الطائفية والفساد المالي فلم نجد الرجل الجديد باقل حماسة عن ما كان عليه سلفه السابق فيما يخص اذكاء الطائفية بل وزاد بشق صف وحدة الشعب العراقي وتمسك ببوصلة سلفه بقبضة حديدية من ان تنحرف عن مسارها الذي رسمته ووضعت احداثياته كتلة سياسية تبنت سياسة الانتقام والاخذ بالثأر لسلطة دينية/ سياسية يظنون ماكرين انها اغتصبت منهم منذ 1428 عام من اعوام النبوة المحمدية مبحرين بسفينة العراق نحو الضفة الشرقية من الوطن العربي ضاربين عرض الحائط كل رأي او مشورة عاقل وحكيم من عقلاء وحكماء العراق من الذين تتفطر قلوبهم وتتقاذفهم امواج الحسرات الي ما آلت اليه الاوضاع في بلادهم من تشرذم وتمزيق بهيكلية النسيج الوطني والاجتماعي العراقي والذي سيؤدي بالنتيجة المنطقية الي تقسيم الوطن ان لم يكن فعليا علي الارض فسيكون بالتأكيد سيكولوجيا في نفس المواطنين الامر الذي سيتطلب جهدا خرافيا لمحو اثاره من علي رقعة الخريطة السيكولوجية العراقية تماما وسيضاف عبء وهم جديد يضاف الي امراض الامة العربية المنتشرة في جسده المتهالك وسيتطلب الي اضافته الي قائمة الامراض الثلاثة المتعارف عليها الا وهي الفقر والجهل والمرض. لم يقف السيد المالكي عند حد المحاصصات الطائفية فحسب بل انتقل الي ما هو ابعد من ذلك بدعم الكتل والاحزاب التي تتناغم وتنسجم مع تطلعاته الطائفية من خلال تقديم الدعم المعلوماتي والاستخباراتي ان اقتضت الضرورة ولنا في اختفاء العناصر القيادية المهمة فبل وخلال انطلاقة خطته الامنية من الكتلة الصدرية المتورطة في تأسيس ميليشيات فرق الموت السيئة الصيت بدعم كامل من منظمة بدر وفيلق قدس في داخل وخارج العراق مثالا علي ذلك. ولكي تتمكن تلك الخطة من ازالة بعض اللبس في تحركها فقد اوقف البعض من اعضاء فرق الموت من المستويات التنظيمية الدنيا لكي تعطي انطباعا بان الخطة الامنية لم تكن موجهة لفئة دون اخري مع العلم ان اعداد الموقوفين من اعضاء وقادة ميليشيات فرق الموت السيئة الذكر لا تتجاوز العشرات. مازال السيد المالكي يعمل بالمبدأ القائل (من لم يكن معي فهو ضدي) ويحاول بكل الوسائل وفق سياسة الترغيب والترهيب لمن هو اصلا قد ارتضي الي الدخول ومشاركته في العملية السياسية في العراق سواء بالقول او العمل. اخفق السيد المالكي في اعادة الامن من خلال سياسته الامنية التي انزلها له وحي البيت الابيض وملالي قم في طهران والتي تمخضت عن تحييد كامل للسنة العرب واقصائهم في كانتونات اقيمت لها جدران اسمنتية اغدقت الاف الدولارات علي شركات المقاولات الاجنبية والعراقية والتي اقتطعت من المبالغ المخصصة لاعادة اعمار العراق تلك الخطة التي تناغمت مع سياسات الفصل العنصري والتي انجبت وليدها المسخ الاول (جدار الاعظمية القبيح) ليكون اخا في الرضاعة لجدار شارون المقبور والتي اكدت وبدون ادني شك ان فكرة الجدران الامنية مهما تنوعت مصادرها فانها تنبع من سراج واحد. اخفق السيد المالكي بارساء قواعد النزاهة في مؤسسات حكمه التي استشرت فيها سرطانات لا يرجي الشفاء منها الا بالكي او البتر وهذه اخبار المؤسسات المالية والامنية تتري علينا بقصص السرقات التي احترفتها صناعة وتنفيذا عصابات المافيا. واخير وليس اخرا فقد اخفق المالكي باستيعاب المهجرين من العراق واعادتهم الي الوطن ليكونوا الاداة الاكثر فاعلية في بناء الوطن لما لهذه الشريحة من الطبقة المتوسطة التي تحتضن الافا من العقول المبدعة والخلاقة. الدنمارك