في مكتبة "أبجدية" تمت مناقشة الطبعة الجديدة لكتاب قصص شهداء الثورة فى " دماء على طريق الحرية " والذى يوثق لشهداء الثورة للصحفيتين حنان بدوى وحنان السمنى . فقد اختارت مجموعة العمل بالكتاب أن يتم مناقشة الكتاب مرات ومرات . حتى تبقى ذكرى شهداء الثورة الذين ضحوا من أجل هذا الشعب وقد اختارت مجموعة العمل ذكرى وفاة الشاب خالد سعيد " ضحية الإجرام " الذي كشف عن الظلم والقهر الذى يتعرض له من يقع تحت يد عدد من ضباط الداخلية ممن فقدوا ضمائرهم . وجاءت مناقشة الكتاب فى اعقاب الذى صدر على مبارك والعادلى وبراءة مساعدى وزير الداخلية وابناء مبارك مما اشعل فتيل الثورة من جديد . لان ما يجتمع عليه الشعب المصرى سيظل هو " دم الشهيد " الذى يتحدث عنه كتاب "دماء على طريق الحرية " والذى يتناول قصصا حقيقية لشهداء ثورة 25 يناير "ففي حالة كالتي نعيشها في مصر الآن من اختلاط المفاهيم وعدم وضوح الرؤية تصبح الحقيقة الوحيدة الواضحة امام الجميع هى حكايات وقصص شهداء الثورة التى ستبقى شاهدا مها طال الزمن على خسة من قاموا بقتلهم وهم يرفعون ايديهم " سلمية . سلمية " ليواجههم الرصاص بكل وحشية ولعل كتاب " دماء على طريق الحرية " الذى صدر عن دار صفصافة للنشر وقامت بتأليفة حنان بدوى وحنان السمنى وهما من الصحفيات اللاتى كان كل شغلهما الشاغل منذ قيام ثورة 25 يناير هو توثيق قصص الشهداء وكان نتاج الجهد الذى بذلته المؤلفتان هو كتاب جمعتا فيه اسماء ما يزيد على ال924 شهيد من خلال المعلومات الشخصية او مؤسسات المجتمع المدنى او ائتلافات شباب الثورة وذلك لعدم وجود ارقام او اسماء للشهداء صادرة عن جهة رسمية واختارت المؤلفتان ان يصدر كتابهما فى اول اجزاءه وهو يتضمن قصص وصور ما يقرب من 60 شهيدا . على ان تصدر بقية الاجزاء تباعا الكتاب " يتضمن العديد من المفاجأت والقصص الحزينة حيث اعتمد على اللقاءات الحية مع اسر الشهداء للوصول الى ادق تفاصيل حياة هؤلاء الابطال الذين خرجوا دفاعا عن كرامة المواطن المصرى فى العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية ويرد الكتاب على من اتهموا الشهداء الذين لقوا حتفهم اما م اقسام الشرطة بأنهم بلطجية ليقدم الى كل المجتمع المصرى قصص لشباب وبنات - زى الورد - ماتوا وهم يتظاهرون بسلمية واخرون ماتوا داخل منازلهم المجاورة لاقسام الشرطة يبدأ الكتاب بقصة الشهيد مصطفى رجب اول شهداء الثورة فى السويس والذى لم يكن يمسك حجرا او سلاحا بل صوت يهتف به هو وزملاءه داخل ميدان الاربعين لتأتى رصاصات الغدر وتقتل مصطفى دون ان يودع امه المريضة او اخواته البنات اللاتى كان مصطفى هو سندهم فى الحياة بعد وفاة الاب منذ سنوات ثم ينطلق الكتاب الى واحد من انبل الشهداء وهو اللواء البطران الذى اكدت المؤلفتان فى بدية سطور قصته انهما تكتبان عنه "بضمير مستريح ". فليس لاحد منا عداء ضد الشرطة وفى قصة اللواء البطران الدليل على ان من يموت دفاعا عن الوطن لابد ان يسجل التاريخ اسمه فى صفحات من نور ويستعرض الكتاب الذى حرص على ان تكون كل كلمة فيه عن الشهداء حقيقية . قصة الصحفى احمد محمود والذى قتل قنصا امام وزارة الداخلية اثناء وجوده داخل مكتبه المقابل للوزارة وكذلك الفنان احمد بسيونى الذى استشهد فى ميدان التحرير بعد ان وثق بالكاميرا الخاصة به وقائع قتل الشهداء من فوق سطح فندق "هيلتون" الاطفال الشهداء الذين راحوا بلا ذنب وقتلوا بالرصاص ضربا مباشرا ادى الى مقتلهم فى نفس اللحظة كان من ضمن صفحات الكتاب سواء قصة الطفل بلال سالم " شهيد رفح " الذى قتلوه وهو خارج منزله يلهو مع اقرانه لتبدا طلقات الرصاص عند مبنى امن الدولة تصطاد كل من فى الطريق حتى ولو كان طفلا لم يتعد العشر سنوات . اما الطفل اسلام صالح الذى لم يتعد الثانية عشر من عمره فقد قتلوه وهو خارج من المسجد فى امبابه مع والده لتخطىء الرصاصة الاب وتستقر فى صدر الصغير ولان الصغار كان ايضا مستهدفين بالرصاص فاغلبهم لن ينسى ثأره او دم والده ومنهم ابن الست سنوات الطفل الصغير بدر محمد البدرى الذى يصف اخر لحظات كان فيها مع والده فى الميدان يقومون باطفاء الحريق الذى شب فى المتحف المصرى ليسقط الاب شهيدا ويطوفون به فى الميدان وسط صرخة الطفل الذى يصف لحظات استشهاد والده الفتيات الصغيرات لم يسلمن من الرصاص الغادر فى كل أ نحاء مصر والتى رصدت المؤلفتان قصص تثير الحزن والالم منها قصة الشهيدة أميرة سمير فتاة الاسكندرية التى قتلها قناص وهى داخل منزل صديقتها لتسقط الفتاة غارقة فى دمها دون ان تدرى والدتها بأى ذنب قتلت أميرة كما تحكى السطور قصة الشابة مريم مكرم نظير التى قتلوها بالرصاص وهى تلتقط الصور لما يحدث فى قسم الزاوية الحمراء لتخترق الرصاصة وجه الجميلة مريم وتموت بعدها دون ان تعرف من الذى حرمها فرحة العيد أما الصغيرة هدير سليمان فقد أغرقت بدمائها سلالم عمارتها التى تسكن فيها بالقرب من منزل السفير الصهيوني لتقتلها الرصاصات فى لحظة. ومثلهما رحمة محسن التى كانت أول جثة تصل الى مستشفى القصر العينى قادمة من ميدان التحرير بعد ان قتلتها الرصاصات الغادرة امام الجامعة الامريكية وهى تمسك بيد اخيها وترفعها عاليا لتهتف بسقوط النظام لتسقط قبله رحمة "شهيدة فى الميدان " الكتاب تناول أيضا قصص الشهداء الأقباط شركاء الوطن والذين تظاهروا ضد الظلم الذى زاد عن الحد ومنهم يوسف ارمانيوس الذى قتلوه امام قسم السلام وهو ينقذ اصدقاء له من المسلمين الذين وجدهم غارقون فى الدم ليسقط يوسف بعد ان انقذ ما يقرب من عشرة من اصحابه برصاصة فى الصدر ادت الى تهتك الفقرات الظهرية أما مينا اسطفانوس وجرجس لمعى ومايكل وصفى ففى قصة كل منهم ما يؤكد ان الفزاعة التى استخدمها النظام السابق كانت اكذوبة كبرى فكل الشهداء الاقباط ماتوا وهم ينقذون اخوانهم المسلمين الذين قتلتهم رصاصات الغدر من بنى سويف الى السويسوالاسكندرية وحتى رفح دارت صفحات الكتاب التى حرصت الكاتبتان على ان تجمع فيها القصص وتدور كعب داير فى كل مكان تبحث عن قصة شهيد ففى بنى سويف كانت قصة الشهيد احمد سعد الذى ظل ينقذ الاطفال الصغار ثم قتلوه وظلت جثته حتى الصباح فى محكمة بنى سويف وكذلك الشهيد اشرف سالم الموجه العام بالتربية والتعليم الذى قتلوه اثناء عودته الى المنزل الكتاب يحكى عن المساومات والتهديدات التى تعرض لها اهالى الشهداء للتنازل عن القضايا مرة بالتهديد ومرات بالاقناع بقبول الدية ليعلن الجميع انهم فى انتظار القصاص العادل وهو السبب الذى يجعل اغلب اهالى الشهداء كما تقول الكاتبتان فى سطور الكتاب يلفون الدنيا من شرقها الى غربها بحثا عن دليل . واملا فى قصاص عادل يريح قلب أم الباشمهندس محمد سليمان الذى قتلوه امام قسم المرج عند عودته من الميدان وهتافة ضد النظام ليستشهد الشاب يوم عيد ميلاده اما الشهيد خالد الوكيل فقد كان اول من سقط فى ميدان المطرية الذى دارت فيه مجزرة حقيقية ضد الثوار كان اول من سقط فيها خالد الذى كان امل والديه بتفوقه فى الثانوية العامة وبراعته فى التمثيل المسرحى وتفوقه فى تطبيقات الكمبيوتر كما يرصد الكتاب لحظات الالم التى عاشها اهالى الشهداء ومنهم اسلام رافت شهيد السيارة الدبلوماسية ومحمود خالد الذى دهسته المدرعة وظل فى عذاب لشهور حتى تدهورت حالته ووصل الى وضع الجنين ثم توفى بعد ان عانى من الاهمال والعذاب بلا رحمة ويمضى الكتاب فى رصده لاحوال اسر الشهداء الذين شاركوا فى اعتصامات ومليونيات الميدان فى التحرير والاربعين والقائد ابراهيم وكل ميادين مصر حتى يصل الى محطة مجلس الوزراء واستشهاد الشيخ عماد عفت الذى كان ملازما للثوار ومقتنعا بكل مطالبهم ويجسد دور العالم الزاهد الذى كان يشم رائحة الجنة فى ميدان التحرير فجاءته الرصاصة الغادرة من باب مجلس الوزراء. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة