لم يكن من قبيل المصادفة ان نختار يوم 6 يونيو لمناقشة ا الطبعة الجديدة لكتاب " دماء علي طريق الحرية " والذي يوثق لشهداء الثورة فقد اختارت مجموعة العمل بالكتاب ان يتم مناقشة الكتاب مرات ومرات . حتي تبقي ذكري شهداء الثورة الذين ضحوا من اجل هذا الشعب وقد اختارت مجموعة العمل ذكري وفاة الشاب خالد سعيد " ضحية الاجرام " الذي كشف عن الظلم والقهر الذي يتعرض له من يقع تحت يد عدد من ضباط الداخلية ممن فقدوا ضمائرهم . وجاءت مناقشة الكتاب في اعقاب الذي صدر علي مبارك والعادلي وبراءة مساعدي وزير الداخلية وابناء مبارك مما اشعل فتيل الثورة من جديد . لان ما يجتمع عليه الشعب المصري سيظل هو " دم الشهيد " الذي يتحدث عنه كتاب "دماء علي طريق الحرية " والذي يتناول قصصا حقيقية لشهداء ثورة 25 يناير "ففي حالة كالتي نعيشها في مصر الان من اختلاط المفاهيم وعدم وضوح الرؤية تصبح الحقيقة الوحيدة الواضحة امام الجميع هي حكايات وقصص شهداء الثورة التي ستبقي شاهدا مها طال الزمن علي خسة من قاموا بقتلهم وهم يرفعون ايديهم " سلمية . سلمية " ليواجههم الرصاص بكل وحشية ولعل كتاب " دماء علي طريق الحرية " الذي صدر عن دار صفصافة للنشر وقامت بتأليفة حنان بدوي وحنان السمني وهما من الصحفيات اللاتي كان كل شغلهما الشاغل منذ قيام ثورة 25 يناير هو توثيق قصص الشهداء وكان نتاج الجهد الذي بذلته المؤلفتان هو كتاب جمعتا فيه اسماء ما يزيد علي ال924 شهيد من خلال المعلومات الشخصية او مؤسسات المجتمع المدني او ائتلافات شباب الثورة وذلك لعدم وجود ارقام او اسماء للشهداء صادرة عن جهة رسمية واختارت المؤلفتان ان يصدر كتابهما في اول اجزاءه وهو يتضمن قصص وصور ما يقرب من 60 شهيدا . علي ان تصدر بقية الاجزاء تباعا الكتاب " يتضمن العديد من المفاجأت والقصص الحزينة حيث اعتمد علي اللقاءات الحية مع اسر الشهداء للوصول الي ادق تفاصيل حياة هؤلاء الابطال الذين خرجوا دفاعا عن كرامة المواطن المصري في العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية ويرد الكتاب علي من اتهموا الشهداء الذين لقوا حتفهم اما م اقسام الشرطة بأنهم بلطجية ليقدم الي كل المجتمع المصري قصص لشباب وبنات - زي الورد - ماتوا وهم يتظاهرون بسلمية واخرون ماتوا داخل منازلهم المجاورة لاقسام الشرطة يبدأ الكتاب بقصة الشهيد مصطفي رجب اول شهداء الثورة في السويس والذي لم يكن يمسك حجرا او سلاحا بل صوت يهتف به هو وزملاءه داخل ميدان الاربعين لتأتي رصاصات الغدر وتقتل مصطفي دون ان يودع امه المريضة او اخواته البنات اللاتي كان مصطفي هو سندهم في الحياة بعد وفاة الاب منذ سنوات ثم ينطلق الكتاب الي واحد من انبل الشهداء وهو اللواء البطران الذي اكدت المؤلفتان في بدية سطور قصته انهما تكتبان عنه "بضمير مستريح ". فليس لاحد منا عداء ضد الشرطة وفي قصة اللواء البطران الدليل علي ان من يموت دفاعا عن الوطن لابد ان يسجل التاريخ اسمه في صفحات من نور ويستعرض الكتاب الذي حرص علي ان تكون كل كلمة فيه عن الشهداء حقيقية . قصة الصحفي احمد محمود والذي قتل قنصا امام وزارة الداخلية اثناء وجوده داخل مكتبه المقابل للوزارة وكذلك الفنان احمد بسيوني الذي استشهد في ميدان التحرير بعد ان وثق بالكاميرا الخاصة به وقائع قتل الشهداء من فوق سطح فندق "هيلتون" الاطفال الشهداء الذين راحوا بلا ذنب وقتلوا بالرصاص ضربا مباشرا ادي الي مقتلهم في نفس اللحظة كان من ضمن صفحات الكتاب سواء قصة الطفل بلال سالم " شهيد رفح " الذي قتلوه وهو خارج منزله يلهو مع اقرانه لتبدا طلقات الرصاص عند مبني امن الدولة تصطاد كل من في الطريق حتي ولو كان طفلا لم يتعد العشر سنوات . اما الطفل اسلام صالح الذي لم يتعد الثانية عشر من عمره فقد قتلوه وهو خارج من المسجد في امبابه مع والده لتخطيء الرصاصة الاب وتستقر في صدر الصغير ولان الصغار كان ايضا مستهدفين بالرصاص فاغلبهم لن ينسي ثأره او دم والده ومنهم ابن الست سنوات الطفل الصغير بدر محمد البدري الذي يصف اخر لحظات كان فيها مع والده في الميدان يقومون باطفاء الحريق الذي شب في المتحف المصري ليسقط الاب شهيدا ويطوفون به في الميدان وسط صرخة الطفل الذي يصف لحظات استشهاد والده الفتيات الصغيرات لم يسلمن من الرصاص الغادر في كل أ نحاء مصر والتي رصدت المؤلفتان قصص تثير الحزن والالم منها قصة الشهيدة أميرة سمير فتاة الاسكندرية التي قتلها قناص وهي داخل منزل صديقتها لتسقط الفتاة غارقة في دمها دون ان تدري والدتها بأي ذنب قتلت أميرة كما تحكي السطور قصة الشابة مريم مكرم نظير التي قتلوها بالرصاص وهي تلتقط الصور لما يحدث في قسم الزاوية الحمراء لتخترق الرصاصة وجه الجميلة مريم وتموت بعدها دون ان تعرف من الذي حرمها فرحة العيد اما الصغيرة هدير سليمان فقد اغرقت بدمائها سلالم عمارتها التي تسكن فيها بالقرب من منزل السفير الاسرائيلي لتقتلها الرصاصات في لحظة ومثلهما رحمة محسن التي كانت اول جثة تصل الي مستشفي القصر العيني قادمة من ميدان التحرير بعد ان قتلتها الرصاصات الغادرة امام الجامعة الامريكية وهي تمسك بيد اخيها وترفعها عاليا لتهتف بسقوط النظام لتسقط قبله رحمة "شهيدة في الميدان " الكتاب تناول ايضا قصص الشهداء الاقباط شركاء الوطن والذين تظاهروا ضد الظلم الذي زاد عن الحد ومنهم يوسف ارمانيوس الذي قتلوه امام قسم السلام وهو ينقذ اصدقاء له من المسلمين الذين وجدهم غارقون في الدم ليسقط يوسف بعد ان انقذ ما يقرب من عشرة من اصحابه برصاصة في الصدر ادت الي تهتك الفقرات الظهرية اما مينا اسطفانوس وجرجس لمعي ومايكل وصفي ففي قصة كل منهم ما يؤكد ان الفزاعة التي استخدمها النظام السابق كانت اكذوبة كبري فكل الشهداء الاقباط ماتوا وهم ينقذون اخوانهم المسلمين الذين قتلتهم رصاصات الغدر من بني سويف الي السويسوالاسكندرية وحتي رفح دارت صفحات الكتاب التي حرصت الكاتبتان علي ان تجمع فيها القصص وتدور كعب داير في كل مكان تبحث عن قصة شهيد ففي بني سويف كانت قصة الشهيد احمد سعد الذي ظل ينقذ الاطفال الصغار ثم قتلوه وظلت جثته حتي الصباح في محكمة بني سويف وكذلك الشهيد اشرف سالم الموجه العام بالتربية والتعليم الذي قتلوه اثناء عودته الي المنزل الكتاب يحكي عن المساومات والتهديدات التي تعرض لها اهالي الشهداء للتنازل عن القضايا مرة بالتهديد ومرات بالاقناع بقبول الدية ليعلن الجميع انهم في انتظار القصاص العادل وهو السبب الذي يجعل اغلب اهالي الشهداء كما تقول الكاتبتان في سطور الكتاب يلفون الدنيا من شرقها الي غربها بحثا عن دليل . واملا في قصاص عادل يريح قلب ام الباشمهندس محمد سليمان الذي قتلوه امام قسم المرج عند عودته من الميدان وهتافة ضد النظام ليستشهد الشاب يوم عيد ميلاده اما الشهيد خالد الوكيل فقد كان اول من سقط في ميدان المطرية الذي دارت فيه مجزرة حقيقية ضد الثوار كان اول من سقط فيها خالد الذي كان امل والديه بتفوقه في الثانوية العامة وبراعته في التمثيل المسرحي وتفوقه في تطبيقات الكمبيوتر كما يرصد الكتاب لحظات الالم التي عاشها اهالي الشهداء ومنهم اسلام رافت شهيد السيارة الدبلوماسية ومحمود خالد الذي دهسته المدرعة وظل في عذاب لشهور حتي تدهورت حالته ووصل الي وضع الجنين ثم توفي بعد ان عاني من الاهمال والعذاب بلا رحمة ويمضي الكتاب في رصده لاحوال اسر الشهداء الذين شاركوا في اعتصامات ومليونيات الميدان في التحرير والاربعين والقائد ابراهيم وكل ميادين مصر حتي يصل الي محطة مجلس الوزراء واستشهاد الشيخ عماد عفت الذي كان ملازما للثوار ومقتنعا بكل مطالبهم ويجسد دور العالم الزاهد الذي كان يشم رائحة الجنة في ميدان التحرير فجاءته الرصاصة الغادرة من باب مجلس الوزراء