انضم الشارع الصهيوني الى المطالبة باستقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيرالدفاع عمير بيرتس بسبب مسؤوليتهما عن الفشل في حرب لبنان الثانية، فقد تجمع في وسط تل ابيب مساء امس حوالي 200 الف اسرائيلي في تظاهرة حاشدة ضمت متشددين ومستوطنين وعلمانيين والحركات الشبابية اليسارية وممثلين عن عائلات قتل ابناؤها في الحرب المذكورة وجمعيات وجنود احتياط. وهتف المتظاهرون بصوت واحد »استقالة استقالة« فيما وضعوا لافته ضخمة كتب عليها »فشلتم فارحلوا«. وقال والد جندي قتل في الحرب بين االصهاينة وحزب الله في لبنان متوجها من على منبر الى اولمرت وبيريتس انتما في خدمة الشعب والشعب ليس هنا لخدمتكما. ورد الحشد اولمرت، اذهب الى البيت. وتم الوقوف دقيقة صمت في ذكرى 160 صهيونياً قتلوا في الحرب. وقال فكتور تال (46 عاما) الذي قدم من زخرون يعقوف قرب حيفا انه مساء عظيم. هدفنا هو استبدال هذه الحكومة التي لم تعد تتمتع بثقة الشعب. ورفع المتظاهرون لوحات كتب عليها على الحكومة ان تستقيل وانتخابات الآن. وقال المتظاهر شوكي ليفانون القادم من القدس كل الامة تجمعت هنا للمطالبة برحيل الادارة السياسية المسؤولة عن الفشل (...). لم يعد في امكاننا ان نغمض عيوننا. عليهم ان يرحلوا. وقال رئيس حركة الادارة الرشيدة الياد شراغا آمل بان ينجح اخيرا عشرات الاف الاشخاص المتجمعين هنا في افهام اولمرت وبيريتس ان عليهما الرحيل. وترافقت التظاهرة مع بث موسيقى واغان معروفة من مكبرات الصوت، في وقت توالى فنانون على الكلام على المنصة. وقال النائب جلعاد اردان من تكتل الليكود (يمين) الشخصيات السياسية لم تعط الكلام هذا المساء، لان المنظمين ارادوا ان يقولوا ان هذه التظاهرة لا تمثل لا اليمين ولا اليسار وانها تستهدف فقط دعوة الادارة الى الرحيل لانها فشلت. ووجه النائب عامي ايالون من حزب العمل (يسار) الرسالة نفسها بعد ان قرأت التقرير، توصلت الى خلاصة مفادها ان على اولمرت ان يستقيل. وقال الكاتب مئير شاليف اعلم جيدا ان الذي سيحل محل اولمرت على الفور لن يكون مثل بن غوريون (مؤسس دولة اسرائيل)، رغم ذلك على اولمرت ان يرحل. واضاف سيدي رئيس الوزراء، قلت انك تعمل من اجلنا، وبالتالي فانت مطرود. واختارت صحيفتا يديعوت احرونوت ومعاريف الاكثر انتشارا في الكيان الصهيوني امس العنوان الرئيسي نفسه، وهو اختبار الساحة، في اشارة الى ساحة اسحق رابين في وسط تل ابيب حيث تجري عادة التجمعات الكبرى. نتانياهو يدعوه للاستقالة وعقد زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو اجتماعا لحزب ليكود المتشدد الذي يتزعمه لبحث التقرير الذي نشر في وقت سابق من الاسبوع الجاري . وفي أول رد فعل عام على هذا التقرير دعا أولمرت للاستقالة . وقال نتنياهو إن الدعم الذي حصل عليه أولمرت من داخل حزبه لا يعكس الرأي العام ودعا لاجراء انتخابات مبكرة. وقال نتنياهو هناك فجوة كبيرة في البلاد بين ما يحدث داخل جدران البرلمان وما يحدث بين الناس. وقال خلال اجتماع حزبه من الواضح للحكومة أنها فقدت الجزء المتبقي من ثقة الشعب في حال كانت تتمتع بأي ثقة. والشيء الوحيد الذي يتعين على الحكومة فعله هو العودة للشعب ومنحه حرية القرار. وذكرت استطلاعات الرأي التي نشرتها أبرز الصحف اليومية والمحطات التلفزيونية الصهيونية أن حزب الليكود سيسحق كاديما إذا أجريت الانتخابات حاليا. وتشير الاستطلاعات إلى أن 60 بالمئة على الاقل من الصهاينة لا يريدون أولمرت. وفي غضون ذلك أفادت تقارير إعلامية بأن رئيس الوزراء ايهود أولمرت يدرس في الوقت الحالي إقالة وزيرة خارجيته تسيبي ليفني بعد مطالبتها له علانية بالاستقالة على خلفية تقرير فينوجراد حول الحرب اللبنانية. ليفني توضح سبب الاستقالة وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في سياق اجتماعات مغلقة عقدتها مع عدد من المقربين منها انها كانت تفكر في الاستقالة من منصبها الا انها قررت في نهاية الامر عدم الاستقالة لان مثل هذه الخطوة لا تعتبر خطوة قيادية. واضافت: انها اخذت بالحسبان امكانية لجوء رئيس الوزراء الى اقالتها في اعقاب ما صرحت به حيث دعت اولمرت الى الاستقالة من منصبه واعتقدت ليفني ان علاقتها مع رئيس الوزراء تستوجب الاصلاح. اولمرت يخطط لتعديل وزاري وأضافت التقارير أن أولمرت يخطط لاجراء تعديل وزاري محدود في حكومته في المستقبل القريب. وكانت ليفني /48 عاما/ قد طالبت أولمرت أثناء مؤتمر صحفي بالاستقالة من منصبه مشيرة إلى فقدان الرأي العام الثقة في الحكومة الحالية بعد الاخطاء الجسيمة التي ارتكبت أثناء الحرب اللبنانية. من ناحية أخرى طالب وزير الامن الداخلي آفي ديختر امس بعدم إقالة وزيرة الخارجية مؤكدا أن ليفني أعربت عن رأيها بصدق وشجاعة. وقال للاذاعة الصهيونية لا يجب أن يجري تأويل تصريحات تصدر من القلب أو أن تحول إلى سيف حاد يشهر في وجه مطلقي هذه التصريحات. ولكن مستشار أولمرت الاستراتيجي تال زيلبرشتاين قال إن أولمرت ليس امامه خيار سوى إقالة ليفني. وقال زيلبرشتاين للقناة العاشرة بالتلفزيون الصهيوني لا يمكن أن تطالب باستقالته ونواصل العمل معها. وحسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست فان اولمرت تلقىقبل اجتماعه بليفني تأكيدات من ثلاثة من شركائه في الائتلاف الحاكم بأنهم لن يخدموا تحت قيادة احد من زعماء كاديما الاخرين. أما الشريك الرابع في الائتلاف وهو حزب العمل فان لديه مشاكله الخاصة. ويواجه وزير دفاعه عامير بيرتس معركة طاحنة- ازدادت سخونة بعد التقرير - في الانتخابات التمهيدية التي تجري هذا الشهر لاختيار زعيم جديد. حزب العمل يناقش الانسحاب من الحكومة ويلتئم مركز العمل بعد عشرة ايام لمناقشة احتمال انسحاب الحزب من الائتلاف الحكومي في ضوء ما ورد في تقرير لجنة فينوغراد. وبادر الى اجراء هذا النقاش النائب العمالي اوفير بينس الذي يتنافس على رئاسة الحزب في الانتخابات الداخلية المزمع اجراؤها نهاية الشهر الحالي . وكانت النائبة العمالية شيلي يحيوفيتش قد دعت رئيس حزبها الوزير بيرتس ورئيس الوزراء ايهود اولمرت الى الاستقالة فورا على خلفية تقرير فينوغراد.