أكدت مؤسسة حقوقية تعرض أسير فلسطيني محرر في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، أعاد الاحتلال اعتقاله، للتعذيب الجسدي والنفسي على يد المحققين الصهاينة في مركز تحقيق "الجلمة". ويحسب مؤسسة "التضامن الدولي لحقوق الإنسان" في بيان لها اليوم الأحد إن "الأسير إياد عطا احمد أبو فنون (33 عامًا) من قرية بتير قضاء بيت لحم، والمعتقل لدى الاحتلال منذ أكثر من عشرين يومًا، تعرض فور وصوله إلى مركز تحقيق الجلمة إلى الشبح المتواصل والحرمان من النوم لمدة خمسة أيام متواصلة، كما حُرم طوال الخمسة أيام من أداء الصلاة، وكان كلما يحاول النوم على الكرسي يقوم المحققون بضربه ومنعه من النوم، كما لم يُسمح له بقضاء الحاجة إلا مرات معدودة ولمدة دقائق فقط"، كما قالت. ولفتت المؤسسة إلى أن "المحقق الصهيوني المدعو (ستيفن) قام عدة مرات بالصراخ والبصق في وجه أبو فنون، هذا بالإضافة إلى شتمه للدين الإسلامي والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الأسير وعِرضه"، مشيرة إلى أن المحققين أكدوا للأسير أبو فنون أنه في حال لم يعترف بالتهم المنسوبة إليه فإنهم سيعيدون الحكم السابق الذي صدر بحقه قبل الإفراج عنه بالإضافة إلى عشر سنوات، مؤكدين على أنهم هم الذين يُصدرون الأحكام بحق الأسرى وليس المحكمة". وكان الأسير أبو فنون (الذي يعمل نائبا للقاضي الشرعي في محكمة بيت لحم) قد أُطلق سراحه في إطار صفقة التبادل بين حركة حماس وحكومة الاحتلال بتاريخ 18/10/2011، وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 29 سنة قضى منها ثماني سنوات. وذكر أحمد البيتاوي الباحث في المؤسسة أن "المحققين أكدوا للأسير أبو فنون أنهم سيعيدون اعتقال الأسرى الذين أفرج عنهم في الصفقة، وأنهم لن يسمحوا لهم بحرية الحركة في مدن الضفة الغربية"، حسب قوله. من جانبه، ذكر محمد العابد محامي مؤسسة التضامن الذي زار الأسير أبو فنون في مركز الجلمة أن "المحكمة الصهيونية مددت اعتقال أبو فنون في الجلسة الأخيرة لمدة (12) يوما لاستكمال التحقيق معه، ومن المفترض أن يُعرض على المحكمة القادمة بتاريخ 17/6/2012"، كما قال. وأشار العابد إلى أن "الأسير أبو فنون نُقل بعد اعتقاله من منزله بتاريخ 20/4/2012 إلى مركز توقيف عتصيون وبعدها إلى سجن عوفر ثم أُعيد إلى عتصيون مرة أخرى ثم نُقل إلى سجن نفحة وبعدها إلى مركز تحقيق الجلمة، حيث لا يزال هناك حتى تاريخ كتابة هذا التقرير". ولفت محامي مؤسسة التضامن إلى أن "الأسير أبو فنون أكد خلال زيارته له أن جميع التهم المنسوبة إليه غير صحيحة، وانه لم يقم بأية نشاطات منذ الإفراج عنه في الصفقة" ، مشيرا إلى أن "المحققين يحاولون توريطه وأسير آخر من جنين محرر في الصفقة أُعيد اعتقاله مجددا بتهم لا أساس لها من الصحة". وأكد الأسير أبو فنون على "أنه لاحظ من مجمل ما دار معه خلال جولات التحقيق أن الهدف من اعتقاله هو محاولة إلصاق التهم بالأسرى المحررين في الصفقة لكي يقوم الاحتلال بالترويج أن الذين أُطلق سراحهم عادوا لنشاطات عسكرية لتبرير اعتقالهم أو اغتيالهم مستقبلا"، وفق تعبيره. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة