أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفض خطة أمنية أمريكية تخفف القيود المفروضة على حركة تنقل الفلسطينيين وتنهي إطلاق الصواريخ على أهداف صهيونية . ووصف مشعل هذه الخطة -التي جاءت بوثيقة أمريكية سلمت إلى تل أبيب والسلطة الفلسطينية - أنها تُقزم القضية الفلسطينية. وقال مشعل إنني أعلن رسميا رفضنا في حركة حماس لهذه الوثيقة ولأي مشروع أمريكي أو أوروبي أو صهيوني ولو حتى عربي يقزم القضية الفلسطينية بهذا الشكل. وأضاف مشعل أنها معادلة رفع الحواجز مقابل وقف المقاومة.. وهذا المشروع العظيم الذي تقدمت به الإدارة الأمريكية ورحب به بعض إخواننا في السلطة تحفظ عليه الكيان الصهيوني ..والله إنها لمهزلة واستخفاف بالعقول. وأكد مشعل أن رفع الحصار ليس هدفا للشعب الفلسطيني بل حق له، داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى كسر الحصار أولا ..لا تشبعونا وعودا والتزامات ارفعوا الحصار من دون انتظار ضوء أخضر من بوش. من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت إنه قد لا يلتزم ببعض المطالب الواردة في الجدول الزمني المطروح بالخطة. وأضاف مسئولون صهاينة أن لديهم تحفظات هامة بشأن مطالب بما فيها مطلب يتعلق بالسماح لقوافل الحافلات الفلسطينية بالانتقال بين قطاع غزة والضفة الغربية اعتبارا من الأول من يوليو القادم. وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن تقدمت للجانبين الفلسطيني والصهيوني بمقترحات وأفكار لإجراءات أمنية متبادلة بين الطرفين. وكشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الخطة الأمنية المفصلة تتضمن تخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحسين الأمن. وأشار إلى أنها تشمل مُددا زمنية لتطبيق هذه الإجراءات التي تلبي أيضا الاحتياجات الأمنية للكيان الصهيوني. وأكد عريقات أن الحكومة لم تقبل بعدُ كافة الإجراءات المقترحة في الخطة وأنها ستبحثها مع الأمريكيين. وتفيد نسخة من الوثيقة نشرتها صحيفة هآرتس الصهيونية أن الخطة تقترح خدمة نقل بالحافلات بداية من مطلع يوليو بمعدل خمس رحلات أسبوعيا لتمكين الفلسطينيين من التنقل بين الضفة والقطاع. كما تنص الخطة المقترحة -حسب المصدر- على تفكيك حواجز للجيش الصهيوني قرب بيت لحم والخليل ونابلس بحلول منتصف الشهر المقبل، وتطالب الفلسطينيين بإعداد خطة مفصلة لمنع إطلاق الصواريخ على الكيان انطلاقا من غزة وذلك قبل 21 يونيو المقبل. ميدانيا استشهد ثلاثة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مساء أمس الجمعة قرب بلدة سيلة الحارثية غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية على يد قوة خاصة من الاحتلال الصهيوني. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن القوة الصهيونية الخاصة أطلقت النار على الثلاثة من سيارة مرسيدس بيضاء اللون عند منطقة سهيلة الواقعة قرب بلدة سيلة الحارثية مما أسفر عن استشهاد الثلاثة وهم مهدي أبو الخير وأحمد عزات وخالد عاشور وقد حاصرت قوات الاحتلال المنطقة التي شهدت الجريمة وحالت دون وصول سيارات الإسعاف لنقل جثث الشهداء الثلاثة لفترة طويلة. وقد اعترف جيش الاحتلال الصهيوني بارتكاب الجريمة، لكن مصادر داخله ادعت أن الشهداء فتحوا النار على القوة الصهيونية؛ مما أدى إلى تبادلٍ لإطلاق النار سقط خلاله الشهداء، لكن تلك المصادر الصهيونية لم تبرر وجود قوة خاصة من جيش الاحتلال في سيارة مدنية قرب مكان الاعتداء، وهو ما يعني أنه كان هناك تخطيط مسبق لتنفيذ عملية الاغتيال ضد عناصر المقاومة في المنطقة. من جانبها تعهدت سرايا القدس ب"رد مزلزل" على ذلك الاعتداء حيث قال قيادي بارز في السرايا إن العدو الصهيوني بهذه الجريمة فتح على نفسه أبوابًا لن يستطيع سدها، فسرايا القدس ستريه ردها الضارب على هذا الإجرام. ويأتي هذا الاعتداء الصهيوني في إطار حملة صهيونية على مناطق مختلفة من الضفة الغربية حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال عددٍ من عناصر حركة الجهاد في جنين؛ بينما شهدت مناطق أخرى من الضفة الغربية تحركات عسكرية صهيونية بالقرب منها. وقد أعلن جيش الاحتلال عن سقوط عبوة ناسفة على إحدى دورياته والتي كانت تتحرك بالقرب من مغتصبة بيت حجاي المقامة على أراضي المواطنين في مدينة الخليل جنوب الضفة، إلا أن المصادر العسكرية الصهيونية التي أقرت بالنبأ زعمت عدم وقوع إصابات في صفوف أفراد الدورية. وفي تطور سياسي بارز، قالت مصادر فلسطينية إن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية سيقدم استقالته خلال شهرين إذا لم يرفع الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام. وأضافت المصادر أن عباس حضر إلى اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الخميس الماضي في مقر المقاطعة في رام الله وهو في حالة توتر شديد. وقال لأعضاء اللجنة إنه إذا لم يتم رفع الحصار فأنا سأترك الرئاسة، أي سأستقيل وهو الاقتراح الذي أيده فيه أعضاء اللجنة المركزية قائلين إنه لم يعد بوسعهم تقديم أكثر؛ مما تم قدموه بالفعل، وأشار عباس إلى أنه بات مقتنعًا بأن الأمريكيين لا يريدون رفع الحصار المفروض. وقد تم الكشف عن هذا الاتجاه بعد أقل من يومٍ على تصريحات إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية التي قال فيها إن حل السلطة الفلسطينية صار أحد الموضوعات المطروحة على مائدة البحث الفلسطينية في حال استمرار الحصار المفروض على الفلسطينيين.