بدأ عرب أزواد أو ما كان يعرف سابقا بشمال مالي مؤتمرا في مدينة نبيكة لحواش الموريتانية القريبة من الحدود مع مالي وذلك لبحث الفرص والخيارات المتاحة أمام العرب بعد انهيار الأوضاع في شمال مالي وخروج الجيش المالي منه. وكان تحالف بين حركتي أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد قد أعلن الأيام الماضية عن الاتفاق على إعلان قيام دولة إسلامية أزوادية تقوم على أراضي الأقاليم الأزوادية التي خرج منها الجيش المالي والتي تمثل ما يقارب ثلثي مساحة الدولة المالية، ولكن غالبية القبائل العربية ليست ممثلة ضمن هذا التحالف بعد أن اختارت النأي بنفسها وانسحب أغلب عناصرها وقادتها من المدن الرئيسية. وينعقد المؤتمر بدعم من الحكومة الموريتانية التي سبق أن أعلنت رفضها إعلان قيام دولة أزوادية من جانب واحد، ولكنها لم تفصح حتى الآن عن نيتها في التعاطي مستقبلا مع الوضع في الشمال المالي. ويقول باب محمد الحسن -وهو أحد النشطاء العرب- إن المؤتمر يهدف لجمع شتات العرب بعد أن فرقتهم الأحداث الأخيرة التي جرت في الشمال المالي، والخروج بموقف موحد تجاه ما يجري هناك سعيا لإعادة المجموعة العربية إلى سابق نفوذها وتأثيرها في المشهد الأزوادي. وأضاف في اتصال مع الجزيرة نت من نبيكة لحواش بأقصى الشرق الموريتاني، أن المؤتمر الذي يحضره مئات المشاركين من ضيوف رسميين وممثلين للقبائل العربية في المنطقة الأزوادية سيناقش خلال أيام المؤتمر الثلاثة التحرك اللازم لإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وحول وجود توجه لشن حرب لاستعادة مدينة تمبكتو وبقية مدن الإقليم من التحالف الذي يسيطر عليها، قال ولد محمد الحسن "إن كل شيء ممكن وليس هناك خيار مستبعد، وإن المنتظر هو أن يناقش المؤتمر كل الخيارات ويحسم الخيار المناسب الذي يجب أن يكون توافقيا ويمثل توجها لمختلف القبائل والمجموعات العربية". وتربط وسائل إعلام موريتانية بين تنظيم هذا المؤتمر داخل الأراضي الموريتانية ومساعي موريتانيا للتضييق على المجموعات المسيطرة على الإقليم التي تصفها بأنها سلفية جهادية، وربما للمساعدة في شن حملة عسكرية على تلك المجموعات في وقت لاحق. وبالتوازي مع تنظيم هذا المؤتمر زار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب أفريقيا سعيد جينت موريتانيا والتقى رئيسها وممثلين عن الأغلبية الحاكمة والمعارضة وتناولت المباحثات بشكل رئيسي الوضع في شمال مالي. وقال جينيت بعد لقاء له مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إنه تباحث معه بشأن الوضع في المنطقة وفي شمال مالي تحديدا، وبخاصة سبل استعادة وحدة الأراضي المالية، و"التصدي لما يتهددها من مخاطر التطرف والإرهاب في شمال مالي الذي لا يشكل تهديدا لهذه الدولة فحسب وإنما يهدد جميع دول شبه المنطقة". وكان المبعوث الأممي قد التقى قبل ذلك ممثلين عن منسقية المعارضة، وناقش معهم -بالإضافة إلى الوضع الداخلي في موريتانيا- رؤيتهم لما يجري في شمال مالي، ومستوى المخاوف التي لديهم بخصوص انعكاس تلك الأوضاع على منطقة الساحل بشكل عام وموريتانيا بشكل خاص. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة