سيرت قوات الاتحاد الأفريقي دوريات في مناطق شمالي العاصمة الصومالية "مقديشو" والتي شهدت مؤخرا اشتباكات عنيفة مع عناصر المقاومة المناهضة لوجود الاحتلال الإثيوبي والحكومة الصومالية الانتقالية – الموالية للاحتلال. وقال المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو بادي إنكوندا إن عناصر حفظ السلام الأوغنديين مستعدون لحماية فرق الإغاثة الإنسانية. وترافق تسيير هذه الدوريات مع عودة المئات من سكان مقديشو إلى منازلهم التي تضررت بفعل القصف بقذائف الهاون مع استمرار الهدوء النسبي لليوم الخامس . وأضاف إنكوندا أثناء مرافقته لقافلة لتقييم الأضرار التي تسببت بها تسعة أيام من الاشتباكات انتهت الخميس إن عناصر حفظ السلام الذين يسيطرون حاليا على المطار والميناء والقصر الرئاسي سيوسعون مواقعهم لضمان أمن المدينة بأكملها على حد زعمه. وينتشر نحو 1500 من قوات حفظ السلام الأوغنديين في الصومال منذ السادس من مارس الماضي، لكن الاتحاد الأفريقي لم يقم بعد بنشر بقية عناصر المهمة البالغ عددهم نحو 8000 جندي من دول أفريقية أخرى. وكان قادة المقاومة أعلنوا أمس تغيير تكتيكاتهم في القتال بمقديشو، وتعهدوا باستهداف قوات حفظ السلام الأجنبية كما القوات الإثيوبية الداعمة للحكومة الانتقالية. وأبدى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استعداده للوساطة بين الأطراف المتنازعة في الصومال. كما دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وزيادة المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين من الحرب. وقتل 1400 شخص على الأقل معظمهم من المدنيين في القتال خلال الأسابيع الأخيرة، وهجر نحو ثلثي سكان العاصمة الصومالية منذ مطلع فبراير ما أثار مخاوف حقيقية من وقوع كارثة إنسانية فيما تبدو منظمات الإغاثة عاجزة عن توفير المساعدات للمهجرين والنازحين. وقال منسق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية في الصومال إريك لاروش "نحن مهددون بكارثة إنسانية". وشهدت مقديشو حركة نزوح كبيرة، فمن أصل مليون نسمة هرب 400 ألف من المدينة، كما تهجر نحو 300 ألف من منازلهم لكنهم بقوا داخل العاصمة وفق تقديرات الأممالمتحدة. ولجأ معظم الذين غادروا مقديشو إلى مناطق وسط وجنوب البلاد التي تعرضت العام الفائت لموجة جفاف قاسية ومن ثم فيضانات، وحيث "يعاني السكان المحليون أصلا من العوز والفاقة" وفق لاروش. وقال روبير ماليتا الخبير في شؤون الصومال لدى منظمة أوكسفام البريطانية غير الحكومية إن "مسلسل الأحداث القاتلة يتضافر ليشكل سيناريو مناسبا تماما لحدوث كارثة إنسانية". ويعيش آلاف النازحين تحت الأشجار في العراء، وهم بحاجة إلى مساعدات عاجلة من الطعام والماء والخيام والأدوية. وبسبب موجات النزوح الكبيرة ازداد انتشار سوء التغذية في الصومال بنحو 20% منذ بداية 2007، كما بدأت تنتشر الأمراض وفق ما ذكر منسق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية إريك لاروش.