أكد الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الخميس، إن الأممالمتحدة لا يمكنها أن تفرض على السودان "ما لا يريده"، وكان مجلس الأمن قد أصدر قراراً منذ أسبوع يدعو الخرطوموجوبا إلى وقف القتال. وقال في تصريحات بمناسبة استعادة حقل هجليج النفطي، "بالنسبة للقرارات سننفذ ما نريده، وما لا نريده لا مجلس الأمن ولا مجلس الأمن والسلم "التابع للاتحاد الإفريقي" سيجعلنا ننفذه". وكانت قوات جنوب السودان احتلت منطقة هجليج النفطية في 10 ابريل/ نيسان الماضي، قبل أن تستعيدها القوات السودانية بعد عشرة ايام. يذكر أن مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا بتاريخ 2 مايو/ أيار الجاري يدعو دولتي السودان وجنوب السودان لوقف "الأعمال العدائية" عبر الحدود. وتأتي تصريحات البشير بعد يوم من تجدد تبادل الاتهامات بين الخرطوموجوبا بشان شن هجمات عبر الحدود. واتهم جنوب السودان الجيش السوداني بقصف مناطق داخل اراضيه، مما يعد خرقا لقرار مجلس الامن الدولي. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنيامين لبي بي سي إن عددا من المناطق في جنوب السودان كانت اهدافا لغارات جوية من قبل الجيش السوداني خلال يومي الأربعاء والثلاثاء. وقال بنيامين إن الضربات الجوية الجديدة وقعت يومي الثلاثاء والاربعاء في ولايتي النيل الازرق وغرب بحر الغزال. ووصف القصف الجوي بأنه خرق لقرار مجلس الامن الدولي الداعي إلى انهاء الأعمال العدائية بحلول يوم الجمعة الماضي. وأضاف متحدثاً إلى برنامج "فوكس اون افريقيا" في بي بي سي ان "الخرطوم تقصف اهدافا مدنية وتقتل النساء والاطفال وتدمر ممتلكات الناس البسطاء في هذه المناطق". لكن الخرطوم تقول إن لها الحق في الرد على الاعمال العدوانية الموجهة ضدها. من جانبه، قال الملحق الاعلامي بالسفارة السودانية في لندن خالد المبارك لبي بي سي إن هذه الهجمات ترتبط بهجمات وقعت داخل الاراضي السودانية ودعمتها جوبا. وأضاف المبارك متحدثا للبرنامج نفسه في بي بي سي إن قواتنا لديها اوامر بالرد على أي اعتداء يحدث ضدنا في أي مكان من جمهورية السودان. وأكد ناطق باسم الجيش السودان عن وقوع "معارك ضارية" في مناطق على الحدود مع جنوب السودان. وقد اعلن الجيش السوداني في بيان له الاربعاء ان "معارك ضارية" دارت بينه وبين قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين تمكنت في اعقابها قوات الخرطوم من دحر القوات الجنوبية وحلفائها من المتمردين السودانيين حسب تعبير بيان الجيش السوداني. وتخشى الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي من أن تتحول الاشتباكات الحدودية المتقطعة إلى حرب شاملة بين البلدين. وكان الجانبان خاضا أكثر من عقدين من الحرب الأهلية (1983-2005) عندما كان السودانان بلدا واحدا. وعلى الرغم من توصل الجانبان إلى اتفاق السلام الشامل عام 2005، الذي مهد الطريق لانفصال جنوب السودان، إلا أن العديد من القضايا لا تزال عالقة أبرزها ترسيم الحدود ورسوم عبور النفط من الجنوب إلى الشمال.