نجح عميل مزدوج للاستخبارات الأميركية والسعودية كان متخفيا في فرع تنظيم القاعدة باليمن، في إفشال مخطط لتنظيم القاعدة بتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة، عندما تمكن من إخراج عبوة ناسفة معدة لهذا الغرض من الطائرة وتسليمها إلى العاملين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، في حين نفى مسؤولون يمنيون علم سلطات بلادهم بمحاولة تفجير الطائرة. وكشفت الإدارة الأميركية الاثنين المخطط الذي كان من المفترض أن يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وقالت إن العبوة المستخدمة نسخة مطورة من القنبلة التي كان يخبئها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في ملابسه الداخلية وحاول بها تفجير طائرة كانت في رحلة بين أمستردام وديترويت يوم عيد الميلاد عام 2009 بحسب وسائل إعلام أميركية. وكشفت شبكة أي بي سي وصحيفتا نيويورك تايمز ولوس أنجلوس تايمز أن المخطط أفشله عميل كان متخفيا منذ أسابيع في فرع تنظيم القاعدة باليمن. وأوضحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أنه في تعاون وثيق مع سي آي أي قام جهاز الاستخبارات السعودي بزرع العميل داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بهدف إقناع مسؤوليه بإعطائه قنبلة غير معدنية من نوع جديد لتنفيذ المهمة. وهذه العبوة الناسفة كان مخططا أن تُهرّب إلى الخارج على متن طائرة دون رصدها ثم تفجّر بها تلك الطائرة، وخصوصا أنها لم تحتوِ على معادن حتى لا ترصدها آلات المسح وعمليات التفتيش في المطارات. وذكرت الصحيفة أن العميل المزدوج رتب عوضا عن ذلك لتسليم العبوة إلى ضباط من المخابرات الأميركية ومخابرات أخرى كانوا في انتظاره خارج اليمن، ووصل العميل -الذي لم تذكر جنسيته- بسلام إلى دولة لم يكشف عن اسمها. وأضافت أن خبراء بمعمل القنابل التابع لمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (أف بي آي) يعكفون على تحليل العبوة لمعرفة إمكان تفاديها إجراءات الأمن في المطارات، وهل يمكن من الناحية النظرية تفجيرها لو أنها هُرِّبت على متن طائرة. من جهتها نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصدر أميركي رفيع أن العبوة الناسفة "كانت دون شك ستسقط طائرة"، وأنها كقنبلة النيجيري عبد المطلب تحمل البصمة الجنائية لصانع القنابل بالقاعدة السعودي إبراهيم حسن عسيري الذي يعتقد أنه مختبئ في اليمن. ولم تجر السلطات الأميركية أي تعديلات على الإجراءات الأمنية المعتمدة في المطارات بسبب ثقة السلطات بالنظام الأمني المعتمد إضافة إلى أن الحكومة لا تريد فرض مزيد من الأعباء على المسافرين يترتب عليه زيادة في المصاريف وتأخير الرحلات المدنية والتجارية بحسب خبراء أمنيين. وأوضح خبير في مكافحة الإرهاب أن السعوديين هم غالبا من يزود الأميركيين بمعلومات أساسية عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأتاحت معلومات أعطتها الاستخبارات السعودية رصد عبوات ناسفة مخبأة داخل آلات طابعة في أكتوبر 2010 في بريطانيا ودبي. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أراد إرسالها إلى الولاياتالمتحدة عبر طائرات شحن. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه المعلومات سمحت لأجهزة الاستخبارات الأميركية بقتل أحد أبرز قادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو اليمني فهد القصع المطلوب في قضية تفجير المدمرة الأميركية "يو أس أس كول" قبالة سواحل اليمن في العام 2000 خلال غارة جوية على اليمن الأحد. من جهته أقر رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب بيتر كينغ لسي لشبكة "سي أن أن" أن هناك رابطا بين غارة الأحد ومخطط التفجير. وقال إن البيت الأبيض أبلغه أن هناك صلة بين العمليتين. وكشف مسؤول آخر في مكافحة الإرهاب لفرانس برس أن العبوة لديها خصائص المتفجرات التي استخدمها التنظيم في محاولة اغتيال محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية وولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز. وكان الأمير نايف وزيرا للداخلية حين تعرض لمحاولة اغتيال في أغسطس2009 عندما نجح رجل في الاقتراب منه وتفجير عبوة مخبأة في ملابسه الداخلية. وكان مسؤولان يمنيان قد ذكرا أمس الثلاثاء أن اليمن ليست لديه أي معلومات عما قالت الولاياتالمتحدة إنها مؤامرة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتفجير طائرة ركاب متجهة لبلد غربي. وذكر مسؤول في مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن السلطات اليمنية ليست لديها معلومات عن محاولة التفجير التي تحدثت عنها السلطات الأميركية. وأشار مسؤول يمني آخر إلى أنه لم يتم إطلاع صنعاء على هذا الموضوع، مضيفا أن المؤامرة لشن هجوم لا تخدم سوى المصالح الأميركية، على حد تعبيره.