نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية عيِّنةً من مجموعة صور تُظهر عددًا من جنود جيش الاحتلال الأمريكي وهم يقفون بجانب أشلاء بشرية لمسلحين أفغان، الأمر الذي دفع واشنطن إلى التنديد بنشر صور هذه المشاهد. وقال وزير الحرب الأمريكي ليون بانيتا تعليقًا على الصور: إن ظهور جنود الجيش الأمريكي إلى جانب جثث لمن يشتبه في أنهم من المسلحين الأفغان "خرق أكيد" لقوانين وقيم الولاياتالمتحدة. وأضاف بانيتا: "هذه ليست هويتنا الحقيقية وليست ما نمثله بالنسبة للغالبية الساحقة من الرجال والنساء الذين يرتدون البزات الرسمية ويقومون بأداء الخدمة". وأردف بانيتا - الذي كان يتحدث خلال لقاء لحلف شمال الأطلسي في بروكسل -: "إنها الحرب، والحرب قبيحة وعنيفة، وأعرف أن هناك بعض صغار السن الذين يسقطون أحيانًا أسرى اللحظة ويتخذون قرارات حمقاء للغاية، وأنا هنا لا أتوسل لهم الأعذار، ولا أبرر تصرفاتهم، ولكنني لا أريد أن تزيد تلك الصور من جراح شعبنا أو تضر بعلاقاتنا مع الشعب الأفغاني". من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرياس فوج راسموسن: "الصور لا تعكس بأي شكل كان القيم والمعايير التي تشكل أساس المهمة التي ننفذها بأفغانستان". وعرضت الصحيفة صورتين من أصل 18 صورة قالت: إنها حصلت عليها من أحد الجنود، وأكدت أن ذلك الجندي أراد لفت الانتباه إلى المخاطر التي تنجم عن تفكك القيادة وانعدام الانضباط. وأعلن جيش الاحتلال الأمريكي أنه يقوم بالتحقيق في الواقعة، في محاولة لمعرفة حقيقة ما جرى. وأفادت قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان بأن الصور التي تعود إلى عام 2010 تظهر وجود خطأ كبير في التقدير من قبل العديد من الجنود الذين تصرفوا بجهل ودون علم بقيم الجيش الأمريكي. وتُظهر إحدى الصور جنديًّا أمريكيًّا وهو يقف أمام ما يبدو أنها جثة لأحد المقاتلين، ويبدو في الصورة رأس المسلح، كما تبدو يد - يعتقد أنها تعود له - على كتف الجندي الأمريكي، بينما ينظر جندي آخر إلى الجثة، أما الصحيفة فعلقت بالقول: إن القتيل سقط خلال محاولته زرع عبوة ناسفة. أما الصورة الثانية، فيبدو فيها عدد من الأشخاص - بينهم جنود من الجيش الأمريكي - يقفون فوق ما يبدو أنها أشلاء بشرية، ويظهر أحد الجنود وهو يبتسم رافعًا إشارة النصر، كما يوجد في الصورة عدد من عناصر الشرطة الأفغانية. وتقول الصحيفة الأمريكية: إن الصور تعود إلى عام 2010، عندما وصلت وحدة من الفرقة 82 المحمولة جوًّا إلى مقر للشرطة الأفغانية في زابل للتحقق من أشلاء في الموقع، وتحول الأمر بعدها إلى "تصرفات مخزية" ظهرت من خلال حرص الجنود على التقاط صور لأنفسهم برفقة الأشلاء.