في وقت يستمر فيه الجدل بين الحكومة الليبية والمحكمة الجنائية الدولية حول مكان محاكمة سيف الإسلام القذافي, أعلنت ليبيا عن مكان المحاكمة داخل أراضيها. وعرضت الحكومة الليبية يوم الثلاثاء قاعة محكمة في طرابلس أعيد طلاؤها في محاولة لإظهار أنها مؤهلة لمحاكمة سيف الإسلام القذافي بدلاً من تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وسيف الإسلام - وهو من أبرز أبناء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي - محتجز في مكان سري منذ أن ألقى مقاتلون القبض عليه العام الماضي، وعارضت طرابلس تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قائلة: إنه ينبغي أن يحاكم في ليبيا. وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب للصحفيين بعد أن تفقد المكان الذي أعد للمحاكمة وكان من قبل مدرسة عسكرية: إن ليبيا تحترم القانون الدولي، ولكنها تكنُّ أيضًا الكثير من الاحترام للقانون الليبي وأنه يضمن إجراء المحاكمة دون مشاكل. وأعيد طلاء المدرسة بألوان العلم الليبي الحالي واصطف الجنود بانتظام أمام كاميرات التلفزيون. وفي الداخل تفوح رائحة الطلاء الجديد في قاعة المحكمة الصغيرة التي تم تجهيزها بالبسط والأثاث. ويأتي تفقد رئيس الوزراء للموقع في إطار مساعي الحكومة لتأكيد استعدادها لمحاكمة مساعدي القذافي السابقين، لكن المتحدث باسم الحكومة قال: إن محاكمة سيف الإسلام قد تجري في مكان آخر. وقالت المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء: إن ليبيا طلبت منها إرجاء الأمر بتسليم سيف الإسلام كي يتسنى لها أن تتقدم رسميًّا باستئناف وإجراء المحاكمة في طرابلس. وأفادت المحكمة في بيان الثلاثاء بأن الحكومة الليبية قالت في طلبها: إنها "تعتبر محاكمة سيف الإسلام وعبد الله السنوسي (رئيس المخابرات السابق) أمرًا ذا أهمية وطنية قصوى". وكانت تقارير صحفية بريطانية قد أكدت أن السجن الذي سينقل إليه سيف الإسلام القذافي من الزنتان - والذي زاره فريقها الصحفي - يشبه فيلا مرفهة أكثر مما يشبه معتقلاً سيؤوي شخصًا متهمًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد هيأ المجلس الوطني الانتقالي سجنًا خاصًّا لشخص واحد ليؤوي سيف الإسلام هو ضمن سجن "الأحداث" الذي أخلي خصيصًا حتى يكون سيف الإسلام قاطنه الوحيد. وقالت صحيفة الجارديان: إن هذا السجن المعد خصيصًا لسيف الإسلام يحتوي على جهاز تلفاز موصول بالأقمار الصناعية لمشاهدة القنوات الفضائية، بالإضافة إلى ساحة لممارسة رياضة كرة السلة، حيث من المتوقع أن يتم نقل سيف القذافي إليه من مكان احتجازه الحالي في مدينة الزنتان خلال الأسابيع القادمة للبدء بمحاكمته. وقال أحد الحراس في تعليقه على هذه الرفاهية التي ستتوفر لسيف الإسلام: "لو جاء أوباما أو ساركوزي أو كاميرون إلى هنا فسيكونون مسرورين بالإقامة مع كل مقومات الرفاهية التي يوفرها السجن الصغير". وعلق حارس آخر قائلاً: "لن يحرم سيف الإسلام من أي شيء هنا، هذا لن يكون سجنًا بل قلعة لملك". ويعلق مراسل صحيفة الأوبزرفر على الترتيبات الأمنية المشددة التي ستوفر للسجن بالقول: إنها تشي بخوف حكام ليبيا الجدد من النفوذ الذي يخشون أن عائلة القذافي تحظى به، ويؤكد ذلك خروج المسلحين إلى شوارع المدن لحمايتها في الذكرى الأولى للثورة خوفًا من ثورة مضادة يفجرها أنصار القذافي، كما تنبأ الساعدي القذافي المقيم حاليًا في النيجر.