أثار إعلان ترشح عمر سليمان، النائب المخلوع، للانتخابات الرئاسية في مصر، الكثير من الجدل، وأحدث ارتباكاً كبيراً في أوساط القوى السياسية، في الوقت الذي أثار غضب الكثير من المصريين, على اعتبار أنه كان رجل مبارك الأول, في الوقت الذي رفضه الشعب أثناء 25 يناير بأن يكون نائب للرئيس. في هذا الإطار استطلعت جريدة "الشعب" أراء بعض السياسيين والمفكرين, حول فكرة ترشح سليمان للرئاسة, وعن رأيهم في المليونية التي دعا إليها حزب العمل تحت عنوان" مليونية لإسقاط ترشيح عمر سليمان والمادة 28" يوم الجمعة القادم الموافق 13 ابريل.
عبد الحميد بركات نائب رئيس حزب العمل
من جانبه شدد الأستاذ عبد الحميد بركات نائب رئيس حزب العمل على ضرورة وقوف القوى الثورية صفا واحدا في مواجهة ترشح عمر سليمان أحد رموز النظام السابق معللا بقوله أن في هذا ليس فقط إجهاض للثورة بل قضاء عليها والعمل على إعادة إنتاج النظام السابق فسليمان كان شريك للمخلوع طوال 14 عام زيادة على ذلك أن آخر منصب وكل إليه كان نائبا لرئيس الجمهورية. واستنكر بركات ما فعله جهاز الأمن الوطني "أمن الدولة سابقا" حيث قام بالاتصال بكل أعضاء المجالس المحلية المنحلة لتحفيزهم على الوقوف بجانب عمر سليمان. كما دعا الجميع إلى المشاركة في المليونية التي نادى بها حزب العمل والدعوة إليها. كما أكد الدكتور مجدى قرقر عضو مجلس الشعب وأمين عام حزب العمل أن ترشح سليمان هو انقلاب على ثورة 25 يناير وعودة جديدة للنظام القديم البائد وأعلن رفضه بكل قوة داعيا إلى عدم التصويت لسليمان كما عبر بقوله أننا نراهن على إرادة الشعب المصرى الحر الذى أسقط مبارك وأسقط رموز النظام السابق. ورحب قرقر بدعوة حزب العمل إلى مليونية الجمعة القادمة معبرا بقوله أنها دعوة لاستنهاض الهمم فى مواجهة فلول النظام السابق. وفي كلمته أشار الأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي حزب الاشتراكيين أن ترشح عمر سليمان يعيدنا إلى المربع الأول وذلك لأن عمر سليمان ليس مجرد مرشح عادى بل كان ولا يزال أحد رموز النظام السابق المستبد الذى ثارت عليه جماهير يوم 25 يناير 2011 مؤكدا أن عودة سليمان للترشح هو عودة الطبقة الفاسدة التى أفسدت الحياة السياسية وجميع مجالات الحياة التى انتفض الشعب للقضاء عليها زيادة على ذلك هو بمثابة ضياع للحلم والأمل الذى ناضل من أجله الشباب أثناء ثورة يناير المجيدة. معيبا على عدد من التيارات نتيجة رغبتها فى الاستيلاء والسيطرة على الحكم وزمام الأمور مثلما كان يفعل الحزب الوطنى المنحل الأمر الذى أدى بدوره إلى تفكيك الجبهة الواسعة والتى جعلت سليمان يتمكن من المرور من بين تلك الثغرات للترشح للرئاسة بغرض تشويه الثورة وتخريب صورتها فى ظل صمت التيار الإسلامي خلال الفترة الماضية على جانب آخر أعلن بهاء الدين أنه بينما تتصارع القوى من ناحية يقف الشعب المصرى متفرجا فى محاولة لإنتظار حسم هذه المعركة. مؤكدا أن ترشح سليمان سيؤدى إلى إشتعال ثورة جديدة لكن هذه المرة لن يكون إشتعال محمود المظهر بل سيحرق فى طياته عشرات الملايين من فقراء المجتمع المصرى من عماله وفلاحيه. وفى كلمته أشاد بهاء الدين للمليونية التى دعا إليها حزب العمل و بكل نشاط يبذل من أجل وقف ترشيح عمر سليمان للرئاسة مؤكدا على ضرورة حشد أكبر كم ممكن من الأفراد معبرا بقوله إن كانت هذه المليونية هزيلة ستكون بمثابة تأييد لعمر سليمان لترشحه للرئاسة . كما أشار الشيخ راضى شرارة أحد قيادات الدعوة السلفية أن الأزمات التى مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية من أزمة الأمن المفقود مرورا بأزمة الوقود كل تلك الأشياء أوهمت الناس بأن الدولة عاجزة عن حل هذه الامور وأنها فى احتياج إلى رجل مثل سليمان الذى كان سبب رئيسى فى ملف تقسيم السودان والجرحى والقتلى والأيتام فى غزة. وفيما يتعلق بالمليونية التى دعا إليها حزب العمل أشار راضى شرارة أنه يحق لكل القوى السياسية أن تشارك فيها. من جانبه قال المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة الأسبق, أن ترشيح أي من فلول النظام السابق يعني إجهاض للثورة وان لا الثورة قد قامت في هذا البلد, وأن ما يحدث مسرحية هزلية, متسائلاً "كيف لجزء من النظام الكامن, يحاسب والآخر يعود للحكم". وتوقع عبد العزيز أن أول شيء سيقوم به الفلول بعد أن يتولى أحدهم الحكم هو الإفراج عن المخلوع وأعوانه من داخل السجون والتستر على جرائمهم خلال الثورة بالإضافة إلى ذلك سيحل مجلس الشعب وتصفية الثورة والثوار أو من ساندها أو وقف بجانبها. كما أوضح عبد العزيز أن النظام الكامن يتصارع للعودة إلى الرئاسة وأن ممثليه ما زالوا موجودين في مجلس الشعب والشورى وكافة الوزارات وأن ما أسقطه الشعب في التحرير هو رأس النظام وبعض من أعوانه. وفى إشارة إلى عمر سليمان قال رئيس نادي القضاة الأسبق أن أحد مرشحي الفلول للرئاسة قال "أنني سأكمل الثورة", واصفاً ذلك بالوقاحة والبجاحة. وأكد عبد العزيز أن ما سيحدث في مصر تطبيقا للثورة الرومانية حينما أستقطب الرجل الأول للرئيس المخلوع هناك الثوار وقام بإجهاض الثورة بعد عام ونصف فقط من اندلاعها, وبعد توليه الحكم قام بتصفية الثوار والاستيلاء على الحكم بعد تزوير الانتخابات. أما فيما يتعلق بدعوة حزب العمل لمليونية لرفض عمر سليمان والمادة 28 أكد عبد العزيز أننا مع كل التظاهرات التى تعمل على اجتثاث النظام السابق من جذوره ونجاح الثورة بشكل كامل. وهذه المليونيات تعتبر تأكيدا على أن الثورة مستمرة ولكن على الأغلبية في السلطة التشريعية أن تستمع إلى رأى الشعب ولا تعذر نفسها مشيرا إلى أن فكرة التعالي والقوة يجب أن تنتهي لأن الشعب الذي أعطى الثقة يمكن أن يسحبها في أي وقت. وأضاف رئيس نادي القضاة الأسبق على الأغلبية ألا يغرها بالله الغرور "لأن الغرور بداية السقوط " على حد وصفه وعلينا أن نعمل جميعا لصالح هذا البلد" فيما قال المفكر القومى المهندس محمد عصمت سيف الدولة أن ترشيح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية يعد ذروة محاولات إجهاض الثورة. وأضاف أن ترشح عمر سليمان سبق وأن مهد المجلس العسكرى والحكومة للسيطرة على الثورة واستئصالها وذلك من خلال إشعار الشعب المصرى أن لا أمل فى عودة الأمن والاستقرار إلا بانتخاب رئيس من النظام السابق، وأن المنقذ هو عمر سليمان. وعن دعوة الحزب قال أنها دعوة طيبة وكريمة ونحن مع أى أساليب ضغط لمنع ترشيح عمر سليمان أو أي من فلول النظام السابق. وقال دكتور ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشعب أن دخول عمر سليمان فى سباق الرئاسة يعنى عودة للظلم وعودة بقطار الثورة للوراء، وهو إشارة واضحة للاصطدام بين الثوار وفلول النظام. وأكد ممدوح إسماعيل أن فكرة حزب العمل في مليونية لإسقاط ترشيح عمر سليمان أصبح من المهم القيام بها، لأنه لا يوجد حل جذري للخروج من هذه الأزمة سوى العودة لميدان التحرير. فيما قال الكاتب والمفكر السياسي, د.عمر الشبكي, أن ترشح اللواء عمر سليمان جاء نتيجة لتراكم أخطاء شارك فيها المجلس العسكري حينما لم يقدم على أي إصلاحات سياسية أو اقتصادية فضلاً عن فشله في تطبيق الأمن في الشارع المصري هذا دفع, مما جعل فئة من الشعب – وهي قليلة – تدعم عمر سليمان لتحقيق الأمن والانضباط. وأضاف أن الشعب المصري أخطا أيضا حينما, لم يتفق منذ البداية على مرشح ثوري من ميدان التحرير, فضلاً عن أزمة الدستور التي لم نتوصل حتى الآن إلى حل يرضي الجميع. وأكد "الشبكي" أن سليمان لا يملك فرصة شعبية في الفوز بالانتخابات إلا إذا تم تزويرها, ولكني أثق في قدرة الشعب المصري على منع هذا التزوير, والقضاء المصري ونزاهته, فضلاً عن دور المؤسسات والمنظمات الأهلية في الرقابة على الانتخابات. وقد أيد "الشبكي" المليونية التي دعا إليها حزب العمل, مشيراً أننا سنشارك, ولكن لا بد أن لا ننظر إلى المليونيان على أنها الوحيد, بل هي مجرد انطلاقة لتحرير الثورة من مغتصبيها. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات عبدالحكيم آل كشك الإثنين, 09 إبريل 2012 - 06:29 pm لا للفلول لا مبارك ولا سليمان عملاء الامريكان كلمات قالها الشعب مع بداية تعيين سليمان نائب لمبارك فهل العسكرى يريد احراق مصر مثل القذافى والاسد بالالتفاف على الثورة وتقديم سليمان للترشح