استفزاز - تحدى واحتقار للشعب .. استهزاء بالثورة .. وقاحة تناحة .. قلة ذوق .. وانعدام للكياسة .. استهتار بمصير وتاريخ أمة .. وإجتراء منقطع النظير على مصر الثورة .. واستباحة لدماء الشهداء وآلام المصابين . كل هذه المعانى وأكثر منها تتداعى إلى الذهن مع سماع خبر تقدم عمر سليمان للترشيح لرئاسة الجمهورية ، ولكنها فى نفس الوقت صفعة وإنذار تحذيرى أخير للمستهترين بمصير الثورة الظانين أن الأمور قد انتهت ، أو الواقعين فى خلافات جانبية لتقسيم الصف الوطنى والثورى والاسلامى . فهذه هى نهاية التهاون فى تولى القوى السياسية المعارضة لنظام مبارك مقاليد الحكم التنفيذى عقب سقوط الطاغية ، وإعطاء الأمان لأتباع وموظفى حسنى مبارك فى المجلس العسكرى ليحكموا البلاد طوال هذه المدة التى تجاوزت العام . وتحول الموضوع إلى عبث فى عبث . فهانحن نعود إلى المربع رقم صفر وكأننا فى يوم 10 فبراير2011 حيث كان عمر سليمان يحكم البلاد بتفويض من رئيسه مبارك. لقد كنا اذن نتسلى ونضيع الوقت ونتساهر لأكثر من عام ، فى فلتان أمنى وضياع اقتصادى وحياة فى الوقت الضائع على هامش التاريخ وصراع الأمم ، لننتهى مرة أخرى إلى نفس النقطة التى بدأنا بها . لم تقم ثورة فى التاريخ لتقيم بعد نجاحها انتخابات يشارك فيها أبرز رموز النظام المخلوع ، بل الرمز الثانى بالتحديد ، والذى يمكن أن نصفه بالتوأم السياسى لمبارك . وبالتالى لافرق بين ترشح مبارك وترشح سليمان . إذن لماذا لايترشح مبارك وما الفرق ؟ ولماذا أصلا لم يحاكم سليمان ،بل استخدم فى شهادة زور مع طنطاوى لتبرئة مبارك من دم الشعب المصرى . نحن ندفع الآن ثمن تساهلنا مع المجلس العسكرى ومع تلاعباته السخيفة بين منطق الثورة و منطق القوانين الصادرة فى العهد البائد لتفريغ الثورة من مضمونها . وقد قام المجلس بالاحتفاظ بكل مايريد من النظام السابق وترساناته القمعية والتشريعية ، ولم يتخلص إلا من افراد الأسرة الحاكمة وعدد قليل ممن يلوذون بها ، لأن الأسرة كانت تنتوى إخراج منصب الرئاسة من العسكريين لمدنى هو ابن مبارك . احتفظ المجلس العسكرى بهيكل وزارة الداخلية كما يريد ، وتحت سيطرته ، احتفظ بالنائب العام ، احتفظ بالمحكمة الدستورية التى كان يتعين تجميدها مع تجميد الدستور لاستخدامها فى التلويح بحل البرلمان . واحتفظ بتحكمه فى العملية الانتخابية الرئاسية من خلال المادة 28 التى تحصن اللجنة الانتخابية من أى طعن ، ووضع فيها نفس أتباع مبارك بما فى ذلك المستشار المتهم بتهريب المتهمين الأمريكيين. والآن بلغ بهم الافلاس فلم يجدوا فى المؤسسة العسكرية مرشحا إلا هذا الوجه المحروق الذى أطاحت به جماهير الشعب مع مبارك. جلاد الشعب المصرى والشعب الفلسطينى وصاحب الملفات الفاشلة فى فلسطين والسودان وفى كل المنطقة العربية ، الشخص المقرب والمحبب لأمريكا واسرائيل ، مهندس المذلة والتبعية والتطبيع ، وأسرته ليست بعيدة عن الفساد المستشرى . الشخص الذى يحتقر الشعب المصرى بأسره ويقول أنه لايصلح للديموقراطية ، ولكن لأى شىء يصلح عمر سليمان عدا تعذيب الاسلاميين من مختلف أنحاء العالم حيث كانت أمريكا ترسلهم له كى يعذبهم حتى الموت . الشخص الذى اتهم الثورة كلها بالعمالة لقوى أجنبية ، كيف يطل برأسه ليطلب أصوات الشعب المصرى الجاهل بالديموقراطية ؟ لا إنه يراهن على التزوير أولا ثم بعض التعاطف الذى يغذيه الفلتان الأمنى المدبر من المجلس العسكرى وأجهزته الأمنية لكى يصرخ الشعب راغبا فى الأمن عن طريق قبضة أمنية لشخصية عسكرية أمنية !! إننا نطالب كل قوى الثورة من مختلف الاتجاهات باعادة التلاحم من جديد لمواجهة تغول المجلس العسكرى وأجهزته الأمنية لإجهاض الثورة ، لابد من وقفة شعبية موحدة للمطالبة بإسقاط ترشيح عمر سليمان باعتبار أن الثورة التى هيأت المجال لحكم المجلس العسكرى قد توصلت لاسقاط الثنائى مبارك سليمان . وأيضا لاسقاط المادة 28 من الاعلان الدستورى والتى تنص على تحصين لجنة الانتخابات الرئاسية وإعادة النظر فى تكوين هذه اللجنة . إما أن تتجمعوا فى مليونية الحفاظ على الثورة يوم الجمعة القادم 13 ابريل فى ميدان التحرير وكل الميادين الرئيسية فى المحافظات ، وإما تعريض الثورة بأسرها للضياع . لاتنتظروا التزوير حتى يحدث ، لابد من استباقه ومنعه وقد اتضحت معالمه ، واتضحت النوايا الاجرامية تجاه ثورة الشعب. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار النصر لشعب مصر وثورته المجيدة [email protected]