دعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى القيام بعملية عسكرية موسعة في سيناء حتى لو كان الثمن هو العلاقات مع مصر وانهيار اتفاقية كامب ديفيد للسلام، مشيراً إلى أن إطلاق النار على إيلات من شبه جزيرة سيناء هو أول الغيث، ومؤكداً أن المصريين لن يفعلوا ما يجب أن تفعله تل ابيب وأكد الكاتب اليميني الصهيوني "رون بن يشاي" في مقالته بالصحيفة أن الصاروخ الذي انفجر في الليلة الماضية بين البنايات السكنية في إيلات فاجأ سكان المدينة الجنوبية، لكنه بالطبع لم يكن مفاجئاً للعناصر الأمنية الاستخبارية الصهيونية، مشيراً إلى أن الجيش الصهيونى والشاباك والشرطة أكدوا مؤخراً أن إطلاق الصواريخ والقذائف متعرجة المسار من سيناء إلى إيلات هي مجرد مسألة وقت. وتابع الكاتب أن القيادة السياسية أيضاً، متمثلة في وزير دفاع الكيان الصهيونى إيهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان لديهم علم بالتهديد واحتمالات تحقق هذا التهديد على المدى القريب، إلا أن علمهم هذا لم يحل الأزمة الرئيسية، وهي بحسبه كيفية الإحباط والرد على إطلاق النار من سيناء على إيلات ووقف العمليات الإرهابية الحدودية دون تدهور خطير في العلاقات مع مصر، ودون المجازفة باتقاقية كامب ديفيد الصامدة حتى الآن. وأكد الكاتب أن تل ابيب إذا أقدمت على تنفيذ عملية كهذه ستكون في حاجة لثلاثة عناصر أساسية: أولها منظومة جدران فعالة (وتلك تم إنجاز نصفها حتى الآن)، وثانيها جمع معلومات دقيقة من الجو والبر داخل سيناء، وثالثها القدرة على العمل جواً وبراً وبحراً أيضاً لضرب خلايا الإرهاب وإحباط إطلاق الصواريخ على تل ابيب مثلما هو الحال في غزة بعد فك الارتباط. وأضاف الكاتب: "من المنطقي الافتراض بأنه عندما يكتمل بناء الجدار الأمني على الحدود مع مصر سيقل بشكل كبير خطر الاختراق وتهريب الأسلحة، لكن قصة الصواريخ مختلفة تماماً، وبالتالي إذا لم تعمل تل ابيب داخل شبه جزيرة سيناء فلا قيمة للجدران والمجسات الإلكترونية المنشورة هناك. وأشار إلى أن المنظمات الغزاوية تفضل سيناء تحديداً لإطلاق عملياتها وصواريخها للأسباب التالية: عدم السيطرة المصرية على المنطقة، والحافز المالي والإسلامي للعشائر البدوية التي تعرف جيداً منطقة شبة جزيرة سيناء ولديها استعداد لتقديم خدماتها لكل من يطلب ويدفع، وكذلك إدراك البدو أن تل ابيب لن تجرؤ على العمل داخل سيناء لإحباط أنشطتهم خوفاً من التورط في تصعيد سياسي وعسكري مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في ظل شارع مصري يملي عليه تصرفاته وأحزاب إسلامية تسيطر على الساحة السياسية. وتابع الكاتب تحريضه قائلاً: إذا لم ترد تل ابيب في الوقت القريب بحزم وبشكل رادع على إطلاق النار من سيناء، وإذا لم تحبط تلك الأنشطة، فسرعان ما ستجد نفسها في وضع مشابه لوضع القطاع بعد الانسحاب الصهيوني في العام 2005. واتهم "يشاي" حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية بامتلاك صواريخ ثقيلة وطويلة المدى من طراز "جراد" المتطورة وكذلك صواريخ "فجر 5" الإيرانية، ومن السهل جداً على حد تعبيره نقلها إلى سيناء عبر الأنفاق دون أن يعلم أحد، مشيراً إلى أن هذا معناه أن إيلات ومستوطنات وادي عربة لم تعد المنطقة الوحيدة التي تواجه الخطر إنما مستوطنات نيتسانا ومناطق أخرى. وأوصى الكاتب بممارسة سياسة تكسير العظام مع الفلسطينيين في غزة قائلاً: في المقابل يجب على تل ابيب العمل عسكرياً على الفور بما يتماشى مع النهج الذي تبناه الجيش الصهيونى في الصيف الماضي وهو الرد على أهداف في القطاع بعد أي عملية في سيناء سواء كانت العملية تم تنفيذها مباشرة بواسطة منظمة غزاوية أو كان المنفذون مصريين بدو من سكان سيناء، حيث إن المبادرة بالتأكيد فلسطينية- غزاوية.