أشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إلى أن نجاح الأحزاب الإسلامية التي تهيمن على عملية كتابة الدستور في مصر وتونس في مرحلة ما بعد الثورة في جعل الإسلام متناغمًا مع الديمقراطية سيعطي الفرصة لقوى إسلامية أخرى فى الشرق الأوسط لا تزال تكافح في ربيع عربي لم ينته بعد. وقالت الصحيفة: "المسلمون الذين يعيشون في دول ديمقراطية في الغرب وآسيا يعرفون أن ممارستهم للإسلام يمكن أن تزدهر بشكل أفضل عندما تتوفر حماية للحريات الدينية ولحقوق المرأة، والآن فإن دولتين إسلاميتين تحررتا من الحكم الاستبداداي في الربيع العربي العام الماضي تحاولان تحديد الخط الفاصل بين المسجد والدولة". وأضافت: "في مصر وتونس، تقود الأحزاب الإسلامية التي تصدرت الانتخابات البرلمانية في البلدين الجهود لكتابة الدستور الجديد، واختياراتهم يمكن أن تعيد صياغة الشرق الأوسط إذا قرروا أن الإسلام يجب أن يكون متناغمًا مع الديمقراطية". وفي افتتاحيتها قالت الصحيفة: "حزب النهضة التونسي أعلن أن الشريعة لن تكون مصدر كل القوانين، وأن الدستور يجب أن يعترف ببساطة أن الإسلام هو الدين الرسمي، مثلما كان منصوصًا عليه في الدستور القديم، ويفضل الحزب توحيد كل التونسيين وأن يقدم نموذجًا للدول العربية الأخرى التي تشهد انتقالاً، فعلى سبيل المثال تترأس امرأة لجنة تعريف الحقوق والحريات". وأضافت "كريستيان ساينس مونيتور": "في مصر، هناك جماعة الإخوان المسلمين وتلك التي كانت يومًا ما مصدرًا للإسلام الراديكالي التي ألهمت جماعات كالقاعدة، وبينما أصبحت الجماعة أكثر براجماتية خلال عقود الحكم العسكري الستة الماضية، فإنها قررت أن تستخدم أغلبيتها في البرلمان للهيمنة على عملية صياغة الدستور، كما أنها تفكر في أن تدفع أيضًا بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة يكون له مرجعية إسلامية".