نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصادر فلسطينية في دمشق، التي تحتضن عدداً من الفصائل، اتهامها لحركة "فتح" بالقيام بنشاط ملحوظ في "زيادة تسلحها وتهريبه إلى قطاع غزة، وإجراء دورات تدريبية في الخارج تحت عناوين مختلفة، وكأن هناك أجندة خفية تستهدف الاستعداد لحرب مفتوحة، لإخراج "حماس" من الحكومة". وقالت المصادر: "بحسب المعلومات المتوافرة، سيقدم الأمريكيون 132 مليون دولار أمريكي بهدف تدريب كوادر فتح وتسليحها للمواجهة المقبلة مع حماس"، وأضافت أن سلوك "حماس" لم يتغير قبل الانتخابات وبعدها، أو قبل تشكيل الحكومة وبعده، ذلك أن الحركة كانت تعزز قدراتها في إطار الدفاع عن غزة من أي عدوان صهيوني. وتابعت "لكن الجديد هو التغيير في سلوك "فتح" في الفترة الأخيرة، في حين أن سلوك "حماس" على الأرض في حاجة إلى وقفة، فعيون حماس موجهة في الأساس إلى مقاومة الاحتلال والدفاع عن غزة، لكن لا يعني أننا نائمون على ما يجري من استعدادات". واعتبرت المصادر الفلسطينية أن الهدف يكمن في "إفشال حماس بالحكومة وسياسياً وفق الاعتقاد بإمكان إيصالها إلى انتخابات مبكرة وهي مهزومة"، وقالت: "لا أحد يستطيع شطب حماس من المعادلة، وحماس لم تأت لتخرج من الساحة، هي لا تريد الاستئثار بالسلطة أو الاستقصاء، بل تريد شراكة في القيادة الفلسطينية لخدمة الشعب الفلسطيني". وأشارت المصادر في تصريحات للصحيفة، أن "حماس" ذهبت إلى مكة وفق رؤية واضحة ونية صافية في التوصل إلى شراكة فلسطينية وحقن دماء الشعب الفلسطيني، وهي ملتزمة نصاً وروحاً باتفاق مكة، وأضافت أنه يلاحظ ثلاثة تطورات بعد انجاز تشكيل الحكومة تمثل أولها في "البطء برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني"، والثاني في "إصرار بعض الأطراف على التعامل بانتقائية مع حكومة الوحدة ما يعني الرغبة في إفشال الحكومة عبر عزل بعض وزرائها". أما التطور الثالث في وجود "سلوك فتحاوي على الأرض يستدعي التوقف والملاحظة". وقالت: "بينما حماس لم تقم بأي شيء يدل إلى أنها تستعد لحرب أهلية، لكن الطرف الآخر يفعل ذلك. وفي مقابل رغبة حماس بالشراكة، فإن فتح تريد الاستئثار بالسلطة كما تعودت خلال عقود".