كشفت دراسة فلسطينية حديثه أن 33.3 في المائة من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لصدمة نفسية شديدة جراء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، والذي أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى وهدم البيوت. وذكرت الدراسة، التي أجراها برنامج غزة للصحة النفسية، إن 60 في المائة من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لصدمة نفسية متوسطة و6.7 في المائة تعرضوا لصدمة نفسية بسيطة. وبيّن أن هدم البيوت له تأثير مباشر على "تطور كرب" ما بعد الصدمة والمخاوف لدى الأطفال والمراهقين، وأن قدرة الطفل على التكيف مع الخبرات الصادمة والتمتع بالصلابة النفسية يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالكرب بعد الصدمة. ودعت الدراسة إلى ضرورة إيجاد برامج تركز على تقوية المهارات الاجتماعية والمشاركة في النشاطات اللامنهجية للأطفال لتقويتهم أمام المشاكل اليومية الناجمة عن الصدامات النفسية. وكانت دائرة التدريب والبحث العلمي التابعة لبرنامج غزة للصحة النفسية، قد أجرت مؤخراً دراسة حول تأثير هدم البيوت على الصحة النفسية للأطفال الذكور والصلابة النفسية في قطاع غزة. وهدفت الدراسة إلى بحث أنواع وشدة الخبرات الصادمة في الأطفال الذكور الذين فقدوا بيوتهم نتيجة للهدم ومعرفة مدى انتشار كرب ما بعد الصدمة ومعرفة الصلابة النفسية للأطفال. وتكونت عينة البحث من 45 طفلاً ومراهقاً من العائلات التي هدمت بيوتهم في الفترة الأخيرة في منطقتي رفح وبيت حانون، والتي طبقت عليها اختبار الخبرات الصادمة ومقياس كرب ما بعد الصدمة ومقياس المخاوف والصلابة النفسية. وأظهرت نتائج الدراسة، أن متوسط التعرض للأحداث الصادمة عند الأطفال هي 9.4 حدث من إجمالي العينة، ولوحظ أن أكثر أحداث تعرض لها الأطفال هي مشاهدة مناظر وصور الجرحى والشهداء في التلفزيون وكان ذلك بنسبة 95.6 في المائة، وأوضحت النتائج إلى أن تأثير سماع القصف المدفعي في المناطق المختلفة من القطاع أثر بنسبة 95.6 في المائة. وبالنسبة لكرب ما بعد الصدمة؛ أوضحت الدراسة أن 15.6 في المائة يعانون بدرجة خفيفة و62.2 في المائة يعنون بدرجة متوسطة، في حين 20 في المائة يعانون بدرجة شديدة. وأظهرت الدراسة وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين تعرض الأطفال للأحداث الصادمة ودرجة الاضطرابات النفسية الناتجة ما بعد الصدمة.