أعلنت منظمات حقوقية موريتانية أن القضاء الأمريكي أصدر حكما بالإفراج عن معتقل موريتاني في سجن جوانتانامو لكن السلطات الموريتانية رفضت استلامه. وقال رئيس المبادرة الشعبية للدفاع عن المعتقلين الموريتانيين بجوانتانامو حمود ولد النباغ إن الحكومة الأمريكية وافقت على إطلاق سراح محمد الأمين ولد سيد محمد الملقب بسيد آمين، مؤكدا القضاء الأميركي برأه من التهم الموجهة إليه. وقال ولد النباغ إن السلطات الموريتانية ممثلة في قنصليتها بالولايات المتحدة تلكأت في استلام المعتقل من الأميركيين، بل وشككت في حمله الجنسية الموريتانية. كما استنكر تصرف الحكومة، معتبرا أن كفاحا طويلا من أجل الحرية ما زال ينتظر المدافعين عن حرية وكرامة المعتقلين الموريتانيين الثلاثة في جوانتانامو. أما المحامي والحقوقي محمد أحمد ولد الحاج سيدي فقد أشار – بحسب الجزيرة - إلى أن تبرير عدم استلام هذا المعتقل بكونه غير موريتاني لا يستقيم، حتى ولو سلمنا أن هذا المعتقل لا يحمل في الوقت الحاضر الجنسية الموريتانية. وأوضح أن القانون الموريتاني واضح في هذا السياق حيث يعطي الجنسية لأي مولود من أب أو أم موريتانية، فما بالك إذا كان أبواه موريتانيين كما هو حال سيد آمين. وقال المحامي إن أسباب حصوله على الجنسية الموريتانية متحققة ولا يوجد سبب واحد لإسقاط حقه فيها، وإن حدث ذلك فإنه يتطلب مشوارا قانونيا طويلا لم تستوفه الحكومة. وفي سياق آخر فرقت الشرطة الموريتانية أمس تجمعا احتجاجيا لأسر وأهالي معتقلين محسوبين على التيار السلفي في البلاد بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيفهم. وطالب الأهالي الرئيس المنتخب ب "رفع الظلم" عن أبنائهم وذويهم المعتقلين منذ نحو سنتين بلا محاكمة ولا إخلاء سبيل، وباتخاذ إجراءات نوعية لمحو ما وصفوها بالآثار السيئة لممارسات الأنظمة البوليسية التي حكمت البلاد. وندد الأهالي بما أسموها عمليات الخطف والتعذيب التي يتعرض لها بعض أبنائهم المعتقلين داخل السجن المدني وسط العاصمة نواكشوط. واستنكرت المتحدثة باسم الأهالي ليلي بنت الغوث ما وصفته بسكوت الطبقة السياسية على "المحنة" التي يتعرض لها أبناؤهم الذين اعتقلهم نظام ولد الطايع في إطار حملة شملت مختلف الأطياف والحركات الإسلامية. وتحتفظ السلطات منذ سنتين تقريبا بنحو ثلاثين معتقلا محسوبا على التيار السلفي بتهم تتعلق بتهديد أمن البلاد، والمشاركة في هجوم على حامية عسكرية أقصى الشمال الموريتاني في يونيو 2005، إضافة إلى العلاقة بالجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال، وتلقي تدريبات في الخارج، والتخطيط للقيام بعمليات في الداخل.