اعتقلت الأجهزة الأمنية الموريتانية الوزير السابق إسلم ولد عبد القادر، واقتادته إلى جهة مجهولة للتحقيق معه بشأن ما يوصف بانتقادات حادة وجهها قبل أيام خلال حلقة تلفزيونية للجيش الموريتاني. وقال مصدر قضائي رفض الكشف عن هويته إن النيابة الموريتانية تلقت شكوى رسمية من ولد عبد القادر تقدمت بها وزارة الدفاع بصفتها طرفا مدنيا تعرض لضرر بالغ من تصريحات أطلقها الوزير قبل أيام أثناء مشاركته في برنامج حواري بالتلفزيون الرسمي بموريتانيا، ضمن حلقة من برنامج "تحت الضوء". وكان ولد عبد القادر قال في تصريحات أثارت جدلا واسعا بموريتانيا إن كتيبة الحرس الرئاسي عبارة عن مليشيا تضم في أفرادها عناصر غير موريتانية تم تجنيسهم وإدخالهم في الجيش منذ فترة، وقال "إن وجود هذه المليشيا خطير لأنه قد يدفع إلى وجود مليشيا أخرى وهذا لا طاقة للبلد به". وحمل مسؤولية تلك الأمور للجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي ظل يقود الحرس الرئاسي منذ تأسيسه وحتى السادس من أغسطس الماضي، حين قاد انقلابا ضد الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. واعتبر أن ولد عبد العزيز هو من قاد انقلابا على معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في 3 أغسطس 2005، حيث كان من الممكن ترميم الوضع السياسي دون الحاجة إلى الانقلاب, وأنه من دفع بكافة جهوده من أجل انتخاب ولد الشيخ عبد الله، وهو من قام أيضا بانقلاب السادس من أغسطس الماضي. تداعيات لكن الحكومة سارعت -في ما يبدو ردا على الحلقة المذكورة- بإقالة مدير التلفزيون الإمام الشيخ من منصبه الذي عين فيه خلال الساعات الأولى من الانقلاب، ويوصف بأنه أحد أبرز المقربين من الحاكم العسكري للبلاد الجنرال ولد عبد العزيز، كما تم عزل مقدم البرنامج الصحفي سيدي ولد الأمجاد من تقديم الحلقات التي تلت البرنامج. وقال المصدر القضائي الذي تحدث للجزيرة نت إن ولد عبد القادر تم اقتياده للسجن بأمر من النيابة الموريتانية وبتهم من ضمنها الكذب وإهانة الجيش والإساءة إلى روحه المعنوية، متوقعا أن يحال ولد عبد القادر إلى النيابة العامة بنواكشوط بعد 24 ساعة من اعتقاله واستجوابه من طرف قوات الدرك التي يخولها القانون مسؤولية اعتقال واستجواب أي شخص يتهم في قضايا ذات صلة بالأجهزة العسكرية في البلاد. وكان الحزب الموريتاني للعدالة والديمقراطية وهو حزب صغير وغير ممثل في البرلمان قد أعلن بعد البرنامج المذكور عن نيته رفع دعوى ضد ولد عبد القادر بسبب تصريحاته المثيرة للجدل. ويعتبر ولد عبد القادر أحد المناهضين للانقلاب، وأحد الناشطين في الجبهة الوطنية لحماية الديمقراطية التي تتألف من الأحزاب والقوى المناوئة للانقلاب. معتقل رأي وشكى ذوو ولد عبد القادر من منعهم من زيارته، وقال أخوه محمد الأمين ولد عبد القادر للجزيرة إنهم منعوا من زيارته والاطلاع على أحواله. وشدد على أن ابنهم معتقل رأي بسبب تصريحاته للتلفزيون الموريتاني ومناهضته للانقلاب، مشيرا إلى أنه حتى في فترة الرئيس الأسبق ولد الطايع لم يكن السياسيون يعتقلون لمجرد أنهم أدلوا بآراء لا توافق هوى الحكومة. وكانت النيابة الموريتانية قد أوقفت بعض وزراء الرئيس المخلوع وحذرتهم من مغبة انتحال "صفة وزير"، كما قامت السلطات الأمنية بسحب جوازاتهم الدبلوماسية في الأيام الماضية.