أكد تقرير حقوقي فلسطيني، أن نحو 860 طفلاً فلسطينياً استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى، من مجمل عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا خلال انتفاضة الأقصى، التي انطلقت في نهاية سبتمبر من سنة 2000، والبالغ عددهم 5056 شهيداً، مشيراً إلى أن هذه النسبة عالية جداً إذا ما قورنت بالسنوات السابقة. وأشار التقرير، الذي أصدره نادي الأسير الفلسطيني بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، إلى تصاعد حدة الانتهاكات الصهيونية إزاء حقوق الأطفال الفلسطينيين بوتيرة عالية خلال الانتفاضة الفلسطينية الحالية حيث تزايد استخدام العنف ضدهم وزجّ بالآلاف منهم في السجون والمعتقلات الصهيونية. وأكد التقرير أن سنة 2006 الأكثر قسوة على الأطفال الفلسطينيين، حيث اعتقل ما لا يقل عن 2000 طفل. وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الكيان الصهيوني اعتقل منذ بدأ انتفاضة الأقصى ما يقارب 6000 طفل فلسطيني، بقي محتجزاً منهم 390 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عاماً، وإن المئات من هؤلاء اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن 18 ولا يزالوا في الأسر. وأضاف، أن العديد من الأطفال تعرّضوا خلال فترة اعتقالهم لأنماط متنوعة من التعذيب والإهانة والمعاملة القاسية منذ لحظة إلقاء القبض عليهم والطريقة التي يتم بها اقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها أثناء نقلهم للمعتقلات أو مراكز التحقيق، إضافة إلى طرق التحقيق المتنوعة والقاسية التي تمارس ضدهم، وإجراءات المحاكم التعسفية وغير العادلة بحقهم. واتهم التقرير سلطات جيش الاحتلال باستخدام طرق غير إنسانية في اعتقال الفلسطينيين عموماً والأطفال خصوصاً، حيث يتضح من خلال إفادات المعتقلين القاصرين الذين تمت زيارتهم من قبل محامو جمعية نادي الأسير الفلسطيني في أماكن احتجازهم، أن الجيش الصهيوني وأجهزته الأمنية يعتقل الأطفال من الشارع لمجرد الاشتباه فيهم بإلقاء الحجارة على دورية عسكرية أو سيارة للمستعمرين، وبعض الحالات تم اعتقالهم أثناء مرورهم على الحواجز الصهيونية بسبب ورود أسمائهم على لوائح المطلوبين الموزعة على أفراد الجيش. وأوضح التقرير أن معظم حالات اعتقال الأطفال، تتم من قبل جهاز المخابرات الصهيوني، وبتنسيق مع وحدات الجيش حيث يتم دهم منازل الأطفال في ساعات متأخرة من الليل وبطريقة وحشية تثير الرعب والخوف في نفوس أفراد عائلة المعتقل، وتفتيش المنزل والعبث بمحتوياته وأحياناً تحطيم أبوابه، وربما تفجيرها حيث يتم إخراج سكان المنزل وشبحهم في الخارج والتدقيق في هوياتهم وتفتيشهم جسدياً ومن ثم يتم إلقاء القبض على الطفل المنوي اعتقاله، وعادة ما يتم تقييد يديه بكلبشات بلاستيكية أو معدنية وتعصيب عينيه على مرأى من أفراد عائلته ويجري اقتياده إلى جهة مجهولة.