تفجرت الأوضاع بصورة دراماتيكية بين حكومة جوبا وقبيلة "لونوير" واتجهت لمراحل خطيرة تنذر باندلاع مواجهات بينهما، جاء ذلك فى وقت أجلت فيه وحدة الأمن الرئاسى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت من مدينة "بور" عاصمة ولاية جونجلى بطائرة عسكرية وقطع رحلته للمقاطعة التى وصل إليها أمس وغادرها بعد نصف ساعة فقط إثر احتدام النقاش بينه وبين قيادات كبرى بقبيلة لونوير من جهة وتهديدات بثها قائد ما يعرف ب "الجيش الأبيض" لأبناء "لونوير" داك كويس بتصفية سلفا حال إصرار الجيش الشعبى على نزع سلاح القبيلة بالقوة. وقال القائد داك كويس لصحيفة "الانتباهة" الصادرة بالخرطوم اليوم إنهم أعلنوا حالة التأهب من الدرجة الأولى استعدادا لهجمات متوقّعة من الجيش الشعبى على أراضى القبيلة لجمع السلاح، محذرا جوبا من مغبة "الوقوع فى صدامات مع القبيلة". وأضاف "أبلغنا سلفا كير أن لدينا 126 لاندكروزر و31 دبابة و70 ألف جندى جاهزون للحرب"، وأردف: "قلنا له إن لم تغادر الولاية فإن حياتك لن تشهد شروق شمس غد "اليوم"، بحسب قوله. ولفت القائد داك إلى أن وحدة الأمن الرئاسى أخذت حديثهم على محمل الجد وأبعدت سلفاكير فورا من مقاطعة بور عبر طائرة عسكرية. وفى سياق موازٍ تسبب مرض غامض يشتبه فى كونه "تسمما" فى مصرع أكثر من 23 جنديا بمنطقة "فارياك" يتبعون لفصيل اللواء المعتقل جبريال تانج. وكشفت مصادر خاصة بجوبا عن وفاة الجنود بمستشفى واو، وفى سياق ذلك أبلغ من يسمى ب "كنجور النوير" الفريق فيتر قديت فى اجتماع أمس بأن القبيلة لن تسلم أسلحتها للحركة الشعبية. وقال قيادى فى لو نوير فضل حجب هويته لدواعٍ أمنية إن "الكنجور" ذكر لقديت أن "أيام سلفاكير انتهت" وفق تنبؤات الكنجور بحسب زعمه. يذكر أن الرئيس سلفاكير عين الفريق فيتر قديت مكان اللواء بول دينق، قائدا لحملة جمع السلاح بالفرقة الثامنة للجيش الشعبى بولاية جونجلى، والذى وصل بدوره لأراضى لو نوير بغية التباحث حول العملية مع سلاطين القبيلة وقياداتها.
