لم تجد النساء الفلسطينيات مكانا أفضل من خيمة التضامن مع الأسيرة هناء شلبي، التي تخوض إضرابا عن الطعام منذ 22 يوما، لإحياء احتفالية يوم المرأة العالمي. وجاء اختيار قرية برقين مسقط رأس الأسيرة، للاحتفال بيوم المرأة كمحاولة من القوى النسائية الفاعلة على الساحة لتسليط الضوء على قضيتها، وللتذكير بمعاناة 9 معتقلات فلسطينيات يقبعن في السجون الصهيونية، مع ما يقارب خمسة آلاف معتقل، يحتجزون جميعاً في ظروف غير إنسانية. وتقاطرت مئات النساء إلى المنزل الخميس 08-03-2012 ونظمن مهرجانًا خطابيًا استعرضن فيه إرادة المرأة الفلسطينية وصمودها معلنين تضامنهم مع الأسيرة الشلبي في إضرابها المتواصل عن الطعام. وفي الكلمات التي ألقيت، أكد المتحدثون أن الاحتلال هو السبب الأول لمعاناة النساء الفلسطينيات في كل من قطاع غزة والضفة الغربية بفعل انتهاك حقوقهن والسياسات الصهيونية التي تنعكس سلباً على ظروفهن المعيشية. وحيت والدة الأسيرة الشلبي المشاركات وطالبت بهذا اليوم جميع من يتحدثون عن حقوق المرأة والإنسان الالتفات إلى معاناة ابنتها التي تعاني الموت البطيء في سجون الاحتلال. كما تواصل طوال اليوم توافد المواطنين إلى خيمة الاعتصام المقامة أمام منزل الشلبي للتعبير عن تضامنهم معها. وطالبت انتصار الوزير "أم جهاد" رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بضرورة تكثيف حملات التضامن مع الأسرى والعمل على إلزام الاحتلال بالمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بأسرى الحرب وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة. من جهتها، شددت وزيرة الشئون الاجتماعية في حكومة الضفة الغربية ماجدة المصري على ضرورة تشكيل قوة ضاغطة على طرفي الانقسام للخروج من مأزق التشرذم وإلزام أطراف الانقسام مغادرة نهج المماطلة. وفي بيان رسمي، أكدت الاتحادات النسائية أن المرأة الفلسطينية تحتل صدارة العنوان وهي تمارس حقها الوطني في الدفاع عن قضية شعبها، لتتصدى للاحتلال، بكل ما تملك من قدرات، كما انها لا تتوانى عن المشاركة في عملية البناء الوطني والمجتمعي وصناعة القرار، وسط مطالبات بالقضاء على كل أشكال التهميش والتمييز بحقها.