كشف الشيخ حارث الضاري عن عمليات تهجير منظمة من مدن عراقية أبرزها لعرب أربيل وكركوك والمناطق السنية وسط بغداد تقوم بها القوات الحكومية العراقية – الموالية للاحتلال - وما تمارسه من عمليات دهم وقتل بمساعدة مكثفة من طيران الاحتلال الأمريكي الذي يقصف أحياء سنية سكنية مثل الكاظمية والأعظمية، بصورة منتظمة ومركزة، أدت لنزوح الآف من السكان من منازلهم. وقال الضاري إن الخطة الأمنية التي بدأتها قوات الاحتلال مع الحكومة العراقية لم تكن إلا خطة ثأرية انتقامية من القوى الحرة التي تقاوم الاحتلال وتعارض الوجود الأمريكي المحتل على أرض العراق مضيفًا أن الأمة العربية سكتت على الخطة الأمنية التي وصفها بالمسرحية السياسية الهزلية التي تمارس حصارًا منظمًا لمدن وقرى بكاملها، مع ما يصاحبها من اعتقالات وتجويع، ومنع لوسائل الحياة من غذاء وعلاج وماء، وقطع للكهرباء. وقلل الضاري من صحة الأنباء التي تتردد عن المفاوضات بين فصائل المقاومة والاحتلال الأمريكي، ووصفها بغير الجدية، وأن الأطراف التي دُعيت إليها لا تمثل فصائل رئيسية في المقاومة، ودلل على فشلها بتصريحات وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، التي طالب فيها بمنهجٍ جديدٍ للتفاوض مع المقاومة، معتبرًا هذه المفاوضات بأنها محاولات لاختراق المقاومة وإطالة زمن الحرب، مؤكدًا أنه حتى لو فرض فيها الجدية فالمقاومة ترتبط بخروج آخر جندي أمريكي من أرض العراق. وحذَّر من عمليات التصفية في مدينة الدور العرقية، التي كانت تعتبر من أكثر المناطق هدوءًا، وهاجمتها القوات الأمريكية منذ أسبوعين، لمجرد أن عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق ينتمي إليها، وقال إن ما يحدث في الدورة حتى مساء أمس بعيد عن وسائل الإعلام؛ حيث قتلت القوات العراقية وقوات الاحتلال ما يقرب من 150 من أبنائها، واعتقلت 200 من شبابها لا يُعرف حتى الآن مصيرهم أو أماكن احتجازهم. وقال الضاري إن القمع الذي تمارسه قوات الاحتلال لا يطال السنة وحدهم، وكشف عن قيام القوات الأمريكية بقصف بلدة الزرقاء الشيعية بالنجف، بعد أن فشلت القوات العراقية الحكومية في قمع احتجاجات سكانها المعترضين على سياستها، وكانت النتيجة قتل العشرات من أبناء هذه البلدة في الأسبوع الماضي، واعتقال 1120 من أبنائها الشيعة إلى مقرات احتجاز غير معلومة، مؤكدًا أن جبهة العلماء المسلمين تقدر عدد الأشخاص والمواطنين الذين تم اعتقالهم دون معرفة مكان الاعتقال ولا يعرف عنهم ذويهم شيئًا بحوالي 20 ألف عراقي حتى الآن، وطالب المنظمات الدولية بالتحرك لإنقاذهم. كما هاجم الضاري بيان القمة العربية التي عُقدت مؤخرًا بالرياض، بشأن العراق ووصفه بالهزيل، وأنه لم يخرج عن إطار التوصيات بعدم التدخل في شئون العراق من الدول المجاورة. كما اتهم الضاري أجهزةً حكوميةً بتفجير مرقدَي الإمامين علي العسكري والحسن الهادي لإشعال الفتنة، مؤكدًا امتلاك هيئة العلماء المسلمين الأدلة التي تُثبت ذلك.