لقي عشرة أشخاص على الأقل مصرعهم اليوم الخميس في تجدد للاشتباكات بين المقامة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبية والصومالية الموالية لها في شارع المصانع جنوب العاصمة "مقديشو". وأكد شهود – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- وجود خمسة جثث في حي علي كمين الذي شهد اندلاع الاشتباكات اعتبارا من يوم أمس بعد تمركز دبابات إثيوبية وقوات صومالية فيه. واستخدمت في الاشتباكات الأخيرة الرشاشات والقذائف الصاروخية فيما استخدمت قوات الاحتلال المروحيات للمرة الأولى في هذه المواجهات وهو ما يشير إلى قوة المواجهات وأفاد سكان حي غوبتا الواقع جنوب مقديشو أن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب تسعة آخرون ثلاثة منهم بحالة حرجة جراء سقوط قذيفة على مرآب. وتأتي الاشتباكات بعدما قدَّمت قواتٌ إثيوبية الدعمَ لقوات الحكومة الانتقالية في الصومال أثناء القيام بعملية مداهمة ضد عناصر المقاومة في أحد معاقل عشيرة الهاويي جنوب العاصمة مقديشو. واعتبرت الخطوة الإثيوبية نقضًا للاتفاق الذي تمَّ توقيعُه بين العشيرة وقوات الاحتلال والذي يقضي بوقف مؤقت للمعارك مقابل سحب الاحتلال عناصرَه من المواقع التي يتم فيها التعاملُ مع المواطنين الصوماليين. وقد أعلنت المقاومة الصومالية أنها لا تستهدف المواطنين المدنيِّين في الصومال مؤكدة أن العمليات التي تقع ضد المواطنين ليست من تنفيذها. وتؤكد الوقائع أن غالبية أعمال القتل التي تقع بحق المواطنين تكون من تنفيذ أمراء الحرب الذين عادت ميليشياتهم إلى مقديشو بعدما دخلتها قواتُ الاحتلال الإثيوبي قبل حوالي 3 أشهر كما توضح المؤشراتُ أن كثيرًا من القتلى من المدنيين الذين يسقطون في المواجهات بين المقاومة والاحتلال يكون السبب في مقتلهم قذائف الاحتلال لا رصاصات المقاومة. كما يأتي تجدد الاشتباكات بعد يوم من مقتل الضابط والدبلوماسي السابق عبد النفير أحمد سرغيتو ورجل الأعمال عبد الله عيسى شيكشيكو برصاص مجهولين على مقربة من موقع قوة السلام الأوغندية التابعة للاتحاد الأفريقي والتي انتشرت بأماكن متفرقة من مقديشو مطلع الشهر الجاري وتنشط في الفترة الحالية العديد من جماعات المقاومة الصومالية ضد الاحتلال الإثيوبي، ومن أبرز تلك الجماعات اتحاد المحاكم الإسلامية الذي تعهَّد بقتال الاحتلال عقب خروجه من المناطق التي كان يسيطر عليها بعد دخول قوات الاحتلال إلى البلاد، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك حركة المقاومة الشعبية في أرض الهجرتين. وإلى جانب ذلك فإن هناك أيضًا عشيرة الهاويي التي تقاتل الاحتلال والحكومة الانتقالية وتتهم الاحتلال بممارسة العديد من الانتهاكات ضد المواطنين الصوماليين، ومن بينها الاغتصاب والقتل، كما توجه القبيلة اتهاماتٍ واسعةً للحكومة الانتقالية بمحاباة العشائر التي ينتمي إليها أعضاء الحكومة، من خلال منح الحكومة لتلك العشائر السلاح الذي تتم مصادرته من العشائر الأخرى.