قال الكاتب الامريكى توماس فريدمان فى مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم " أنه بمشاهدته اجتياح الجيش السوري لمدينة حمص من أجل إخماد التمرد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد شعر وكأنه يشاهد طبعة جديدة من فيلم سىء قام فيه الرئيس السورى السابق ووالد الرئيس الحالى حافظ الاسد بدور البطولة قبل 30 عاما". وعاد فريدمان بالاذهان إلى شهر أبريل عام 1982 حين وصل إلى بيروت كمراسل صحفي لصحيفة نيويورك تايمز، وذكر سرعة ماسمعه من قصص مرعبة إزاء الانتفاضة التي وقعت في فبراير في مدينة حماه السورية والتي قادها جماعة الإخوان المسلمين السورية، وقام حافظ الأسد بقمع هذا التمرد من خلال قصف جميع أحياء مدينة حماه ثم تدمير المباني والتي كان لايزال بداخلها عدد من السكان. وقال فريدمان إن النظام السورى شجع بعد ذلك الشعب على الذهاب إلى المدينة الجريحة والتدبر فيما يشاهدونه، مشيرا الى أنه استأجر سيارة أجرة وذهب إلى هناك وشاهد حجم المبانى التي دمرت في الواقع ثم تم تحويلها باحترافية إلى ساحات وقوف السيارات في حجم ملاعب لكرة القدم. وأشار فريدمان إلى تقدير منظمة العفو الدولية أعداد القتلي بنحو 20 ألفا. وقال إن سوريا بلد قبلي ومقسم طائفيا بشدة متمثلا في الاقلية من العلوية بقيادة الاسد تهيمن على الحكومة والجيش والأجهزة الامنية، فيما يمثل المسلمون السنة نسبة 75% ويمثل المسيحيون هناك نسبة 10% والاكراد والدروز يمثلون نسبة 3%. وأوضح فريدمان انه لا يعرف مايكفي لإقناع الاسد من أجل التنحي عن السلطة ولكنه يعلم أن من الضروري أن يخسر أهم دعائمه التي تعمل على الحفاظ على نظامه والتي تتمثل أولا في دعم الصين وإيران وروسيا من خلال استمرار الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية والاسلامية في دعوة موسكو وبكين وإيران من أجل التخلي عن دعم قتل الاسد للمدنيين العزل. وأشار إلى أن الصين وروسيا وإيران قد لايهتمون بإدانة الولاياتالمتحدة ولكنهم قد يهتمون ببقية العالم...أما الدعامة الثانية فتتمثل في ان يتم عزله من قبل الشعب السوري الذي لا يزال منقسما، وعليه ان يجد الوسيلة من أجل توحيد صفوفه بالاضافة إلى الوصول إلى العلويين والمسيحيين السوريين وتجار السنة وضمان ان مصالحهم ستكون فى مأمن في سوريا الجديدة بحيث يكون ذلك دافعا لهم من أجل التخلي عن وجود الاسد ونظامه "وبدون ذلك لن يحدث أي شىء جيد"