عين المجلس الانتقالي الليبي الذي يحكم البلاد بعد خلع الزعيم معمر القذافي, رئيسا جديدا لجهاز الاستخبارات فقد أصدر المجلس الوطنى الليبى الثلاثاء، قرارين يقضى أحدهما بإنشاء جهاز المخابرات الليبية العامة، والثانى بتسمية سالم الحاسي، وهو معارض للنظام السابق، لترؤسه, وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأعلن رئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى المختار الجدال، أن المجلس قرر تسمية سالم الحاسى رئيسا لجهاز المخابرات الليبية العامة، لافتا إلى أن تعيين الحاسى جاء بعد أن "غلب المصلحة الوطنية العامة وتنازل عن جنسيته الأمريكية التى أجبر على حملها"، على حد تعبيره. وسالم الحاسى هو الناجى الوحيد من "معركة معسكر باب العزيزية" فى العاصمة الليبية طرابلس التى هدفت إلى اغتيال الزعيم الليبى السابق معمر القذافى فى 1984. ونفذت معركة معسكر باب العزيزية "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" بقيادة أحمد أحواس وراح ضحيتها أكثر من 15 مواطنا ليبيا فى المواجهات مع حرس القذافى. وكانت قد انطلقت في بنغازي شرق ليبيا أولى محاكمات مناصري نظام معمر القذافي، وتتضمن 41 شخصًا متهمين بالتآمر على الثورة الليبية وتشكيل عصابة بهدف ارتكاب أعمال إجرامية. وأعلن القاضي علي حمدي افتتاح الجلسة العلنية التي أحيطت بإجراءات أمنية مكثفة. واعترضت هيئة الدفاع التي تضم حوالي 15 محاميًا على إجراء المحاكمة أمام محكمة عسكرية؛ لأن معظم المتهمين مدنيون. يشار إلى أن مظاهرات حاشدة كانت قد انطلقت في الزنتان بليبيا للمطالبة بمحاكمة سيف الإسلام وعائشة القذافي. وانضم إلى المتظاهرين عدد من قادة ثورة 17 فبراير عبَّروا عن غضبهم إزاء ظهور عدد من الأشخاص في صورة لسيف الإسلام يتناولون الطعام معه. وطالب المتظاهرون الحكومة بتحمل مسؤوليتها الكاملة بمحاكمة "المجرم"، محذرين من أنه قد يتعرض للاغتيال في حال تسربت معلومات حول مكان احتجازه. وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية قد رفضوا طلبًا من عائشة القذافي ابنة معمر القذافي بأن تكون طرفًا في قضية ضد شقيقها سيف الإسلام.