واصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جهوده من أجل الدفع بفك الحصار المالي المفروض على الحكومة الفلسطينية منذ العام الماضي حيث قام ووفد مرافق له بزيارة المملكة العربية السعودية اليوم ضمن جولة عربية وعالمية تشمل ثمانية دول . والتقى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الرياض بمشعل ومرافقيه حيث تباحثا حول تطورات الوضع في الأراضي المحتلة. وأفادت مصادر صحفية أن رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز حضر اللقاء الذي ناقش أوضاع وتطورات القضية الفلسطينية، دون أن تتحدث عن مزيد من التفاصيل. وشدد العاهل السعودي أمام مشعل على ضرورة أن يقدم الزعماء العرب خلال قمتهم المرتقبة في 27 و 29 مارس الحالي كل الدعم والمساعدة لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت بناء على اتفاق مكةالمكرمة الذي عقد تحت رعايته الشهر الماضي. ويعود فضل تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية إلى الاتفاق بين حركتي فتح وحماس التي راعته المملكة السعودية في 8 فبراير الماضي والذي أنهى الانفلات الأمني ووضع أسس الوحدة الفلسطينية. وفي نفس الإطار السياسي أشارت الأنباء إلى أن وزير المالية الجديد سلام فياض التقى مع جاكوب والاس القنصل الأمريكي العام في مدينة القدسالمحتلة أمس الثلاثاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية، في أول اجتماعٍ من نوعه بين مسئولين أمريكيين ووزراء حكومة الوحدة. وكان الأمريكيون قد أعلنوا أنهم سيواصلون مقاطعة حكومة الوحدة ماليًّا وسياسيًّا حتى تعترف بالكيان الصهيوني وبالاتفاقات الموقَّعة وتتخلَّى عن المقاومة، إلا أنهم أكدوا أنهم سيُجرون اتصالاتٍ مع وزراء الحكومة من غير ممثلي حماس، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه الأوروبيون وانتقدته مختلف الأطراف الفلسطينية. هذا وقد التقى الدكتور زياد أبو عمرو وزير الخارجية الفلسطيني مساء أمس في غزة مع السفير مارك أوتي منسق الاتحاد الأوروبي لعملية التسوية في الشرق الأوسط. وناقش الوزير الفلسطيني مع أوتي التطورات السياسية الأخيرة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية معربًا عن أمله في أن تحذُوَ دول الاتحاد الأوروبي حذوَ النرويج في تطبيع العلاقات مع الحكومة الفلسطينيةالجديدة، إلى جانب فنلندا وبلجيكا وفرنسا التي أكدت أنها ستتصل بوزراء الحكومة الفلسطينية. وقال أبو عمرو: إن الشعب الفلسطيني موحَّدٌ الآن في هذه الحكومة التي يمثِّل برنامجُها برنامجَ الوحدة الوطنية، الذي يجب على المجتمع الدولي الانتباه له بشكل أكثر واقعيةً. كما وجَّه أبو عمرو دعوةً إلى المبعوث الأوروبي للضغط على الكيان الصهيوني لفتح معبر رفح الحدودي والتخفيف عن معاناة الفلسطينيين، وأعرب عن أمله في أن يستأنف الاتحاد الأوروبي مساعداته من خلال وزارة المالية في حكومة الوحدة. وكان أبو عمرو قد تسلَّم رسالةً من نظيره السويدي كارل بلت تضمَّنت تهنئةً بالمنصب الجديد وعبَّر وزير الخارجية السويدي في الرسالة عن أمله في عقْد لقاء قريب بين الجانبين لمناقشة التطورات السياسية الأخيرة في الملف الفلسطيني، مؤكدًا استعدادَ السويد لتطوير العلاقة مع الحكومة الفلسطينيةالجديدة، كما ذكرت مصادر فلسطينية أن أبو عمرو سيلتقي الجمعة القادم مع وزير الخارجية البلجيكي كارل دو جيرت في رام الله، فيما أوضحت مصادر فرنسية ونمساوية أن وزيرَي خارجية البلدين سوف يلتقيان قريبًا مع أبو عمرو في رام الله. وفي سياق متصل أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك أن وزيرة الخارجية كونداليزا رايس سوف تتجه إلى مصر يوم السبت القادم وتلتقي وزراء خارجية "الرباعية العربية" التي تضمُّ كلاًّ من مصر والأردن والسعودية والإمارات في مدينة أسوان، كما ستلتقي أيضًا بالرئيس حسني مبارك. وأشار إلى أن رايس سوف تتجه بعد ذلك إلى مدينة القدسالمحتلةورام الله والأردن، ثم تعود إلى الكيان الصهيوني قبل أن تغادر المنطقة في 27 مارس الحالي. وتسبق جولة رايس القمة العربية المقرَّر عقدُها بين يومَي 28 و29 مارس الحالي، ويشير المراقبون إلى أن تلك الجولة قد تتضمَّن بعض الاقتراحات الأمريكية لتعديل القرارات الصادرة عن القمة العربية، وخاصةً فيما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام وتحديدًا بندها المتعلِّق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي استولَت عليها العصاباتُ الصهيونية في فلسطينالمحتلة عام 1948م. لقاءات أوروبية وفي تطور آخر ألغى الكيان الصهيوني اجتماعا مع ريموند يوهانسن نائب وزير الخارجية النرويجي لأنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية، هو الأول بعد فوز حماس بالانتخابات البرلمانية العام الماضي. وزار يوهانسن هنية في غزة أمس, ليكون بذلك أول مسؤول غربي يتصل بشكل مباشر مع مسؤول بالحكومة الجديدة منذ تشكيلها. وجاءت الزيارة بعد ثلاثة أيام من اعتراف النرويج بالحكومة الجديدة, ودعوتها تل أبيب والمجتمع الدولي للتعاون معها والإفراج عن الأموال الفلسطينية المجمدة. أما على الصعيد الميداني فقد استُشهد فجر اليوم الأربعاء مواطنان فلسطينيان في مخيم عسكر قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية برصاص الاحتلال الصهيوني خلال عملية توغُّل صهيونية أسفرت أيضًا عن اعتقال 6 من عناصر المقاومة. وذكرت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أن الشهيدين- وأحدهما يُدعى فادي أبو كشيك أحد عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية- قد سقطا خلال اشتباكاتٍ بين عناصر من كتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) وقوات الاحتلال داخل المخيم، وأكدت المصادر الأمنية أن أحد الشهيدين لم يكن من المسلَّحين. يُشار إلى أن الاعتداءات الصهيونية مستمرَّةٌ على المناطق المختلفة في الضفة الغربية وخاصةً على مدينة نابلس التي شهدت قبل أسابيع حملة اعتداءات صهيونية؛ أسفرت عن استشهاد اثنَين من المواطنين واعتقال العشرات واستخدام الصهاينة الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية من أجل المساعدة في اعتقال الفلسطينيين. وفي سياق ردِّ المقاومة الفلسطينية على الاعتداءات الصهيونية أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) مسئوليتها عن إصابة أحد جنود الاحتلال الصهيوني قرب معبر صوفا جنوب قطاع غزة، وذكرت السرايا في بيانها أن هذه العملية تُعتبر "استمرارًا في الردِّ الطبيعي على الخروقات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني". هذا وتحاصر قوات الاحتلال منزلا بمدينة الخليل بالضفة الغربية قام نحو 200مستوطن باحتلاله بزعم أنهم اشتروه من أحد المواطنين الفلسطينيين. ويقع المبنى المكون من ثلاثة طوابق في طريق يربط الخليل بمستوطنة كريات أربع جنوب الضفة. وقد احتجت حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان على خطوة المستوطنين. ونبّهت في بيان إلى احتمال انفجار العنف بالخليل, داعية وزير الدفاع عمير بيرتس إلى إصدار أمر بإخلاء المنزل فورا.