قالت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية إن ما وصفته بفوضى المليشيات في مدينة بني وليد يثير المخاوف من اندلاع حرب أهلية بليبيا في مرحلة ما بعد العقيد الراحل معمر القذافي. وأشارت إلى أن ليبيا اعتادت على الانتفاضات، ولكن هذه المرة جاء دور الثوار السابقين الذين يطلقون على أنفسهم "كتيبة 28 مايو" وما زالوا يعتبرون أنفسهم مقاتلين من أجل الحرية الذين أخرجوا من المدينة على أيدي من تم تحريرهم، كما يقول الثوار. فمصطفى بن هاديا –وهو أحد الثوار- الذي كان يأمل بعد سقوط بني وليد في أكتوبر العودة إلى طبرق لينعم بوظيفة مدنية كمكافأة على مشاركته في الإطاحة بالقذافي، وجد نفسه السبت يستعد مع آلاف آخرين لدخول بني وليد والقبض على من وصفوهم بالمسؤولين السابقين الموالين للقذافي. وتقول الصحيفة إن بني وليد (نحو 100 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس) باتت منذ أكتوبر مكانا لمشاعر الاستياء والغليان وبؤرة لاندلاع العنف. وقد انتفض السكان الاثنين الماضي وشنوا هجوما على السجن الذي يقبع فيه المئات من أصدقائهم وذويهم، فطردوا القوات الموالية للحكومة وقتلوا ما لا يقل عن أربعة منهم. وتشير الصحيفة إلى أن ذلك لم يكن بداية لمواجهة بين الثوار والموالين للقذافي بقدر ما هو ضرب من الإحباط إزاء ما يصفوه بالسلوك المتعالي للثوار السابقين الذين ما زالوا يعتبرون أنفسهم مقاتلي الحرية. فسكان المدينة سئموا من قيام مليشيات الثوار بدهم المنازل ونهب محتوياتها، فضلا عن الاعتقالات في صفوف المشتبه فيهم من مسؤولي القذافي. ورغم أن وزير الدفاع أسامة جويلي أكد للصحيفة أن الاشتباكات انتهت، وأن السلطات الآن هي التي تفرض سيطرتها بالكامل، فإن صنداي تلغراف تشير إلى أن الأمور تبدو شيئا فشيئا خارجة على السيطرة. وتشير الصحيفة إلى أن مكتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل تعرض قبل يومين لعملية دهم من قبل أنصاره –وليس الموالين للقذافي- تعبيرا عن استيائهم من أدائه وعدم تحقيق التقدم الكافي في البلاد. وتؤكد أن ليبيا ما تزال الآن تدار من قبل مليشيات صنعتها الحرب التي أطاحت بنظام القذافي، مشيرة إلى أن الأحداث في بني وليد خير مثال على تدهور الوضع عند تدخل المليشيات. وتختم بما قاله المحلل الليبي نعمان بنوعثمان "عندما تكون هناك بنادق ومستوى عال من الغموض، لا ينقص الحرب الأهلية حينها سوى تفجير قنبلة أو سيارة كي تندلع". وتوقع المحلل –شأنه في ذلك شأن معظم الليبيين- أن تستمر الفوضى لسنوات، إن لم تندلع حرب أهلية.