تمارس الولاياتالمتحدةالأمريكية حالياً ضغوطاً علي ما تصفه بالأنظمة العربية المعتدلة، لكي لا تتخذ القمة العربية، التي ستعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية يومي 28 و29 مارس الجاري، قرارات من شأنها إحراج الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالعراق والسودان والملف السوري اللبناني وإيران. وقالت مصادر مطلعة: إن اللقاء المرتقب الذي سيتم بين وزراء خارجية أعضاء اللجنة الرباعية العربية، التي تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات، وبين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والمزمع عقده يوم 25 مارس الجاري، يحمل دلالة علي ممارسة هذه الضغوط، خاصة أنه يأتي قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب يوم 26 مارس بالرياض للإعداد للقمة. وأضافت أن أجندة رايس خلال اللقاء تتضمن ألا تصدر القمة العربية أي بيانات ساخنة تهاجم إسرائيل أو تنتقد سياساتها في الأراضي المحتلة، وأن يعلن القادة العرب التزامهم بالمبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، والمستوحاة من روح خارطة الطريق-حسبما ذكرت المصري اليوم. وتابعت المصادر أن واشنطن ترغب في أن تقوم الدول التي تطلق عليها المعتدلة في العالم العربي، بممارسة ضغوط ضد سوريا لوقف دعمها حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الأراضي الفلسطينية. وحول العراق، قالت المصادر: إن رايس ستطلب من وزراء خارجية «الرباعية العربية»، عدم الإشارة في بيان القمة إلي الحرب الأهلية في العراق، بما يعني ضمناً إدانة الغزو الأمريكي باعتباره السبب في هذه الحرب، حتي لا يسبب ذلك المزيد من الإحراج لإدارة الرئيس بوش. وأضافت: إن المطالب ستشمل أيضاً الضغط علي نظام الرئيس البشير في السودان للقبول بالمطالب الدولية في دارفور، وأن تكون هناك إدانة للإبادة الجماعية للمدنيين، كما ستشمل طلب اتخاذ موقف حاسم من الملف النووي الإيراني، وتأييد الجهود الدولية لوقفه. وأشارت المصادر إلي أن هذه الضغوط من شأنها أن تسبب حرجاً للدول العربية الأربع، خاصة مع السودان وسوريا.