أثار الإعلان عن تشكيل تنظيم "فرقة الاستشهاديين" حفيظة السلطات الإندونيسية التي شددت على لسان الرئيس سوسيليو بامبانغ يوديونو أن التعبير عن التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني يجب أن يكون ضمن "مساره المنطقي المقبول", وأن إرسال فرق للاستشهاديين لن يخدم مصالح الشعبين. وكان رئيس حركة الشباب المسلم الإندونيسية شعيب ديدو أعلن وجود نحو ثلاثة آلاف متطوع مدرب انضموا إلى تنظيم "فرقة الاستشهاديين"، وهم جاهزون للسفر إلى دول أجنبية لتنفيذ ما أسماه عمليات استشهادية ضد المصالح الصهيونية والأمريكية، إضافة إلى مصالح دول غربية تدعم العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان. وقال ديدو للجزيرة نت إن هناك نحو سبعين متطوعا متدربا انتقلوا فعلا إلى دول غربية داعمة لإسرائيل للقيام بعمليات استشهادية تستهدف المصالح الصهيونية هناك, وإن هؤلاء المتطوعين سيعملون ضمن شبكات محكمة تضمن لهم تنفيذ أعمالهم ضد الأهداف المحددة بدقة. ورفض الادلاء بأية تفاصيل عن أسماء هذه الدول كما رفض إعطاء أية معلومات عن آليات العمل والأهداف التي تم رصدها، غير أنه قال إن ما سينفذ سيكون عمليات استشهادية محصورة ضد أهداف صهيونية وأمريكية وأهداف لدول غربية أخرى إذا لم تتوقف عن دعمها لإسرائيل. وحول ما إذا كانت هذه العمليات ستصب في مصلحة أعمال المقاومة في فلسطين ولبنان, قال ديدو "إن ما تقوم به إسرائيل من أعمال اجرامية يفوق بدرجات أقصى ما يمكن أن نقوم به نحن، فلماذا يقف العالم معها وهي المعتدية ويقف ضدنا ونحن الضحايا؟". وأضاف ديدو -الذي يعتبر نفسه مستشارا للتنظيم وليس عضوا فيه- أنه ليست هناك أية علاقة لهذا التنظيم مع شبكة القاعدة، وقد تم إخبار أعضائه أن يكونوا "استشهاديين لا إرهابيين".
رد حكومي من ناحيتها قالت الخارجية الإندونيسية إن الحكومة لن تستطيع منع أي إندونيسي من السفر إلى الخارج, لكنها لن تسمح لهم بالقيام بأعمال عسكرية في الشرق الأوسط. من جانبه قال نائب رئيس الشرطة الوطنية الجنرال آدانغ دارغاتون إن السفر يعد أمرا طبيعيا, وليس باستطاعة الشرطة منع أي متطوع من السفر لأنه من الصعب جدا أن يتم التحكم بحركة السفر والمطارات والمعابر المائية والبرية في البلاد. سجلات للمتطوعين وفي سياق متصل فتحت تنظيمات إسلامية سجلات خاصة لتسجيل أسماء الشباب الإندونيسيين الراغبين في التطوع للجهاد ضد القوات الصهيونية. وأعلنت الجبهة الدفاعية الإسلامية فتح هذه السجلات عقب المسيرات الحاشدة التي عمت المدن الإندونيسية الأسبوع الماضي -وما زالت- تضامنا مع لبنان وفلسطين. وطالب المتظاهرون الحكومة الإندونيسية بطرد السفير الأمريكي في جاكرتا وإغلاق السفارة, كخطوة جريئة تعبر عن مقدار استنكار الشعب الإندونيسي الشديد للدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في عدوانها على الشعب العربي المسلم في لبنان وفلسطين. في الوقت ذاته دعت منظمات إسلامية أخرى إلى الابتعاد عن إقحام المواطنين الإندونيسيين في أعمال تطوعية جهادية وإفساح المجال للحكومة للقيام بدورها للمساهمة في نصرة قضايا المسلمين.