ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن نظام الرئيس بشار الأسد يعاني من سلسلة من الانشقاقات التي تمنح المعارضة دعاية انقلابية، وسط مطالب متزايدة بالتدخل الدولي. ويأتي أحدث انشقاق من طرف قائد عسكري ثان وهو العميد مصطفى أحمد الشيخ الذي أعلن انشقاقه عن الجيش وانضمامه إلى الحركة الاحتجاجية في تسجيل مصور بث على موقع يوتيوب بعد فراره إلى تركيا. ويظهر التسجيل إعلان الشيخ في محافظة حمص التي تعد مهد الانتفاضة، انشقاقه أمام جمهور من المحتجين. وكان أحد أعضاء البرلمان من حمص ويدعى عماد غليون قد أعلن هو أيضا انشقاقه من القاهرة. وقال غليون في تصريحات صحفية إن الشعب السوري يعيش أسوأ مرحلة، مشيرا إلى أن الناس في حمص يعانون من الحصار وانقطاع التيار الكهربائي وتراكم القاذورات في الشوارع. وتشير الصحيفة إلى أن دبلوماسيين ومحللين وحتى أعضاء في المعارضة يؤكدون أن قاعدة سلطة الأسد ليست مهددة. ويقدر الشيخ لدى وصوله إلى تركيا عدد أفراد الجيش السوري الحر الآن بنحو عشرين ألفا، من أصل 300 ألف ينضوون تحت راية الجيش السوري. غير أن الصحيفة تلفت النظر إلى أن تقدير الشيخ يبلغ نصف العدد الذي تحدث عنه مؤسس الجيش السوري الحر رياض الأسعد. ولكنها تتحدث عن مؤشرات تقول إنها مؤكدة بشأن تراجع قبضة الأسد، منها أن أجزاء من حمص وإدلب تخضع لسيطرة الثوار الذين ما زالوا لا يستطيعون إحكام قبضتهم بالكامل على المدن، كما حدث في ليبيا. ويرى الأكاديمي السوري في منفاه بالولايات المتحدة عمرو عزام أن التصعيد القتالي في خطاب الأسد رغم ما قدمه من مبادرات للعفو، يعني أن الحرب الأهلية التي كثر الحديث عنها غدت أمرا محتملا. ويشير إلى أن النظام يستعد للحرب وأن المعارضة تتسلح، داعيا العرب إلى التدخل بأي طريقة كانت "سواء بإرسال قوات أو بالسماح لآخرين للقيام بذلك، إذا ما أرادوا تجنب تقسيم سوريا".