تشهد الحالة السياسية في مصر هجومًا كاسحًا ضد حكومة “النظام”ووزرائها، لا سيما بعد خروج تظاهرات يومي 20 و21 سبتمبر الماضي؛ احتجاجًا على الغلاء والفساد بالإضافة لفشل مفاوضات “سد النهضة”. ورجّحت دوائر قريبة من قائد الانقلاب العسكر “عبد الفتاح السيسي”، قرب الإطاحة بوزير الخارجية “سامح شكري”، خلال التعديلات الوزارية المرتقبة. وقالت مصادر مطلعة ل “الخليج الجديد”: “إن هناك اتجاهاً قوياً لدى الرئاسة المصرية، للإطاحة ب “شكري”، على خلفية تأزّم موقف مصر في مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا”. وقبل أسابيع، أعلنت مصر رسمياً فشل المفاوضات مع إثيوبيا، مطالبةً بتدخل وسيط دولي بين الطرفين، أعقبه تصعيد من رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد علي” بأن بلاده ستحشد الملايين دفاعاً عن السد، وهو ما فاقم من تأزُّم الموقف المصري. وردّت الخارجية المصرية على تلك التصريحات، بالإعراب في بيان رسمي عن “صدمتها”، مؤكدةً أنها “تابعت بقلق بالغ وأسف شديد تصريحات آبي أحمد” أمام البرلمان الإثيوبي. وستكون “الخارجية”، إلى جانب وزارات التموين والصحة والسياحة والصناعة والاستثمار والتعليم العالي والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية والبيئة، المعنية بالتعديل، إضافة إلى تغييرات ستطال أكثر من 9 محافظين. وأضافت المصادر، أن مشاورات تجري بشأن تأجيل إقالة رئيس الحكومة “مصطفى مدبولي” لما بعد الانتخابات التشريعية، العام 2020، وكذلك إعادة منصب وزير الإعلام، المرشح له الكاتب الصحفي “ياسر رزق” رئيس مجلس إدارة “أخبار اليوم” (حكومية). وتتعرّض حكومة الانقلاب لانتقادات حادة؛ جراء الفشل في ملفات عدة، كان آخرها غرق العاصمة ومدن أخرى؛ بسبب الأمطار الغزيرة، ما أسفر عن مصرع 19 شخصاً في حوادث متفرقة. وخلال الأيام الماضية، شنّت وسائل إعلام قريبة من النظام، بالإضافة إلى برلمانيين هجوماً حاداً غير مسبوق على حكومة “مدبولي”، مطالبةً بإقالتها، وذلك بعد احتجاجات في الشارع المصري، الشهر الماضي، طالبت قائد الانقلاب “عبد الفتاح السيسي” بالرحيل. وتتعرّض حكومة “مصطفى مدبولي” لهجوم شديد من قِبل البرلمان؛ بسبب الفشل في امتصاص غضب الفقراء، على خلفية ارتفاع الأسعار. واستهلّ رئيس البرلمان “علي عبد العال” دور الانعقاد الخامس بالهجوم على الحكومة، مُتحدثًا عن “إجراء إصلاحات سياسية وحزبية وإعلامية”، خلال الفترة المقبلة، حتى يُمكن للمواطنين المصريين “جني ثمار الإصلاح الاقتصادي الذي استلزم إجراءات قاسية”. ووجّه رئيس البرلمان، حديثه إلى وزير شؤون مجلس النواب “عمر مروان”، قائلًا: “الحكومة تتعبنا، وتسبّب لنا إرهاقاً… ولا نعرف لماذا؟”. وشنّ رئيس كتلة الأغلبية ورئيس “ائتلاف دعم مصر” النائب “عبد الهادي القصبي”، هجومًا على رئيس الحكومة خلال حضوره الجلسة العامة أمس، وقال: “هناك تشريعات حكومية تصل إلى المجلس متأخرة، وغياب الوزراء في موضوعات مهمة، وتأشيرات الوزراء للنواب غير واضحة”. وأضاف زعيم الغالبية أن “الأمانة الوطنية تحتم علينا أن نعيد النظر في كل الملفات التي تمسّ صاحب السيادة المواطن المصري، الذي تحمّل بالفعل عبئًا مضنيًا، وكان ثابتًا في مواجهة كل الفتن والتحديات”. وقال النائب “صلاح حسب الله” – المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب – في تصريحات له: إن “هناك ضرورة لإجراء تعديل وزاري سريع”. من جانبه، جزم وكيل البرلمان “سليمان وهدان”، باقتراب إجراء تعديل وزاري على حكومة الدكتور “مصطفى مدبولي”، وقال: “أكيد بلا شك هناك تعديل وزاري قادم”. وأضاف “وهدان” في تصريحات له، أن “الصحة والتعليم من أهم القطاعات التي يجب النظر إليها بعين الاهتمام من جانب الحكومة”، مشيرًا إلى أن البرلمان طالب رئيس الوزراء بذلك. وأضاف: “لدينا مشكلة في وزارة التضامن الاجتماعي، ولدينا مشاكل في التموين والشعب المصري ينتظر التموين، ولا بد من مراجعة معايير وزارة التموين في تنقية المواطنين من البطاقات”، متابعًا: “الفلاح المصري أُهمل بشكل كبير في وزارة مصطفى مدبولي، وذلك على الرغم من أن الفلاح المصري هو عصب الزراعة المصرية”.