كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" ، في تقرير لها ،اليوم الخميس 15 أغسطس ، عن ترتيب الولاياتالمتحدة محادثات بين إسرائيل ودولة الإمارات من أجل مواجهة إيران. وفيما يلي نص التقرير الذي ترجمته "عربي21":_ اللقاءين السريين عقدا في الأشهر الأخيرة من أجل التشارك في المعلومات، وتنسيق الجهود لمواجهة ما تراه الولاياتالمتحدة التهديد الذي تمثله إيران. وقال مسؤولين أمريكيين، على علم باللقاءين السريين، قولهم إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران برايان هوك هو من نسقهما، مشيرة إلى أن هذين اللقاءين هما آخر إشارة على ذوبان الجليد المتزايد بين إسرائيل ودول الخليج العربية، الذي دفعه العداء المشترك لطهران، ومحاولاتها نشر تأثيرها في المنطقة. ويضيف المسؤول إن أول لقاء حدث في الربيع، أما الثاني فحصل مؤخرا، لكنه لم يقدم الوقت الذي عقد فيه اللقاءان ولا المكان، لافتا إلى أنه لم يكن يعلم عن هذين اللقاءين سوى القليل من الأشخاص داخل الحكومة الأمريكية. وتقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية مع كل من مصر والأردن، رغم وجود خلافات تاريخية معهما والدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مستدركة بان اللقاءات السرية، وأحيانا العلنية، بين مسؤولين إسرائيليين وعرب متزايدة، خاصة في ظل الخوف المتزايد من مشروع إيران النووي، ودورها في النزاعات الأهلية في كل من سوريا واليمن والعراق. النقاشات بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والإماراتيين لا تزال في مراحلها الأولية، مشيرا إلى أنه مع ذلك فهي تظهر أن هذه الاتصالات لم تعد رمزية واستكشافية للتنسيق بشأن قضايا معينة، بل هي من أجل زيادة التعاون الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي لمواجهة إيران. التعاون العميق بين إسرائيل والإمارات العربية هو نتاج لمؤتمر الشرق الأوسط الذي عقدته الولاياتالمتحدة في وارسو في بولندا في شباط/ فبراير هذا العام، وقد جلب المؤتمر، الذي عقد على مدار يومين، قادة إسرائيل والإمارات والسعودية وعدد آخر من الدول معا، في محاولة لبناء حملة دولية ضد إيران، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلس مع قادة دول عربية لمناقشة الكيفية التي يتم فيها التعامل مع التحدي الإيراني، وقادت المحادثات إلى إنشاء نقاشات تنسيقية بين إسرائيل والإمارات، ولعب هوك دور المنسق فيها. وقبل إعلان وزارة الخارجية عن مجموعة العمل ضد إيران، فإن هوك عمل على جمع الأعداء معا في لقاءات سرية، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على النقاش. ويؤكد مسئول في إدارة دونالد ترامب، انه : "كانت مجموعة العمل ضد إيران تعمل في عدد من الدول من أجل تنسيق النشاطات الدبلوماسية والأمنية والاستخباراتية، والرد على التصعيد العدواني الإيراني". "هذه الجهود عملت على إحباط وتجميد التهديدات الإيرانية، بما فيها عمليات إرهابية وسايبرية في دول ثالثة، وخططت لهجمات ضد الملاحة الدولية وتهريب السلاح"، مع أنه لم يذكر تفاصيل عن هذه التهديدات التي تم وقفها. ويقول مسؤول آخر، قوله إن هوك يريد مساعدة الإمارات وإسرائيل لدفع دول أوروبية وشرق أوسطية لاتخاذ مواقف متشددة تجاه طهران، لافتا إلى أن ما يعقد المسألة هو أن الإمارات تقيم علاقات دبلوماسية واتصالات مع إيران، كما اتسم موقف الإمارات تجاه التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران بالحذر، ورفضت تحميل إيران مسؤولية الهجمات على ناقلات النفط في الخليج هذا الصيف. إن إسرائيل جعلت من بناء علاقات دبلوماسية مع دول الخليج أولوية، وزار وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز الإمارات في بداية العام الحالي لحضور مؤتمر، وقال إنه التقى مع "شخصية مهمة" في الحكومة الإماراتية، والتقى الشهر الماضي في واشنطن بوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة. وكانت البحرين من أكثر دول الخليج انفتاحا في علاقاتها مع إسرائيل، بحسب ما قال مسؤولان أمريكيان سابقان، وسمحت للصحافيين ورجال الأعمال الإسرائيليين بالمشاركة في الورشة الاقتصادية التي عقدتها إدارة ترامب في المنامة، مرجحا أن تسمح لهم بالمشاركة في مؤتمر حول أمن الملاحة في الخليج، من المقرر عقده في شهر تشرين الأول/ أكتوبر. ويذكر المفاوض في إدارات الديمقراطيين والجمهوريين آرون ديفيد ميللر، إن التحول في الدينامية تدفعه مظاهر القلق المشتركة من إيران، وكان حافزا لإقامة علاقات بين إسرائيل والدول العربية التي لا تعترف رسميا بها، وأضاف: "هي جديدة ومختلفة، ولم تكن على المستوى الذي نراه الآن.. يحدث هذا الأمر بسبب التغييرات الإقليمية العميقة التي غيرت حسابات الدول العربية". أن ميللر لا يتوقع تحولا جذريا في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، قائلا: "من المبالغة الحديث عن علاقات تسير باتجاه الازدهار وتصبح علامة دائمة في الشرق الأوسط الجديد".