ألغى جيش الفلبين عملية عسكرية كان من المقرر أن ينفذها اليوم الأربعاء ضد مقاتلين إسلاميين في المنطقة الجنوبية من الفلبين ذات الأغلبية المسلمة، وذلك بعد يومين من القتال العنيف خلف 17 قتيلاً من الجانبين. وصرّح القائد المحلي في قوات المشاة الفلبينية الجنرال باجاريتو نيهيمياس بأن القوّات الفلبينية أمرت بالانسحاب من قريتين تقطنهما أغلبية مسلمة على جزيرة ميندناو الجنوبية تحسبًا لوقوع مزيد من الخسائر في صفوف قوات الجيش. وأوضح مسئولون حكوميون -بحسب وكالة "فرانس برس" – أن جبهة تحرير مورو اتخذت قرارًا بدورها بإيقاف القتال، بعد قيام مفاوضين حكوميين بالتحرك لمنع الأوضاع من التفاقم على خلفية هذه المواجهات, وهو ما كان سيؤدي إلى انهيار كافة محادثات السلام بين الجبهة والحكومة الفلبينية. وأشارت الوكالة إلى أن جبهة تحرير مورو - وعدد أعضائها 12 ألف عنصر - تشن حملة لاستقلال الجنوب الفلبيني ذي الأغلبية المسلمة, والذي يتعرض لاضطهادات وقمع من قبل حكومة مانيلا منذ عام 1978، ووافقت الجبهة على وقف لإطلاق النار مع الحكومة في 2003, وهو ما مهد الطريق أمام محادثات السلام. وفيما يتعلق بالتوترات الأخيرة أكدت جبهة تحرير مورو أن القوات الفلبينية هي التي بدأت بالعدوان عندما تقدّمت صوب قريتين مسلمتين واقعتين تحت سيطرة الجبهة في بلدة مدساياب. وفي بيان له على الراديو المحلي قال الجنرال نيهيمياس اليوم: "طلبنا انسحاب كافة الوحدات البرية لقواتنا إلى مسافة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن المنطقة". وذكرت الوكالة أن مراقبي السلام في المنطقة والذين يعملون تحت قيادة ماليزيا التي توسطت في محادثات السلام وصلوا إلى بلدة مدساياب للتحقيق في ملابسات المعارك الأخيرة ومن أجل ضمان توقف القتال بصورة كاملة بين الطرفين.