في إطار زيادة وتيرة الدول العربية مع الكيان الصهيوني خلال الفترة الأخيرة من خلال أشكال متعددة بين الإسرائيليين والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية في دول عربية قوبلت برفض شعبي واسع، وجاء ذلك باستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل باتفاقيتي سلام، لا تقيم الدول العربية علاقات دبلوماسية علنية مع تل أبيب. ويعرض وزير الكيان الصهيوني، في سلطنة عمان مشروعًا لخط سكك حديدية يربط بلاده والبحر المتوسط بالدول الخليجية ومنها السعودية، وذكرت هيئة البث الصهيونية، الإثنين الماضي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتبنى وللمرة الأولى رسميًا، خطة لإنشاء خط سكة حديد "السلام الإقليمي. وجاءت الخطة حيث بلورها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير المواصلات في حكومته يسرائيل كاتس، وينطلق الخط من ميناء حيفا مرورًا بالأردن ثم الطرق القائمة إلى الخليج، الخطة تنص على مد خط سكة حديد يربط إسرائيل والأردن بالسعودية وبقية دول الخليج وهما الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، قطر والكويت.
وألقى الوزير كلمة خلال مؤتمر للاتحاد الدولي للنقل البري الذي بدأ أعماله أمس في عُمان رغم غياب العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وبين هذه السلطنة، وعرض خطته "لإرساء السلام الإقليمي" الذي سيسمح بحسب الإعلام الإسرائيلي مثلًا للسعودية بأن تحصل على منفذ مباشر على المتوسط بالقطار. الوزارة أضافت في بيان أن زيارة كاتس "تاريخية لأنها تسمح بتوطيد العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، وكان حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على تويتر، أوضح أن كاتس سيطرح على المشاركين في المؤتمر إنشاء مشروع "سكك حديدية تربط بين إسرائيل ودول الخليج، ومد البحر المتوسط بدول الخليج مرورًا بإسرائيل والأردن. للمرة الأولى، تتبنى الولاياتالمتحدةالأمريكية، رسميًا، خطة إنشاء خط السكة الحديدية، وهذه المبادرة تشكل تطورًا قد يؤثر على العديد من دول المنطقة، وأن تبني واشنطن لتلك المبادرة جاء عقب اتصالات مستمرة حولها، خلال العامين الماضيين، بين إسرائيل والإدارة الأمريكية وجهات عربية في المنطقة. وتطرق مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لهذه الخطة في تغريدة له على موقع تويتر، قائلًا "كاتس سيقدم خطة لبناء سكة حديد تربط بين إسرائيل والأردن والسعودية وباقي دول الخليج.. دعونا نواصل الحوار، هذه الجهود تدعم جهودنا، ويروّج نتنياهو والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب، لفكرة أن تقاطعًا جديدًا للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية مثل السعودية، يمكن أن يقود إلى إعادة هيكلة دبلوماسية إقليمية. وعرض الشهر الماضي مشروعه على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال لقاءات حكومية، وأعلن أن الحكومة الألمانية تدرس باهتمام مشاركة ألمانية في المشروع، وزيارة كاتس تأتي بعد أقل من أسبوعين على أول زيارة علنية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان منذ 22 عامًا. وقالت وكالة الأنباء العمانية آنذاك إن الطرفين بحثا سبل الدفع بعملية السلامة في الشرق الأوسط، كما ناقشا بعض القضايا محل الاهتمام المشترك بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد نتنياهو أن الواقع الإقليمي الجديد بدءا بتوسع النفوذ الإيراني يخلق اهتمامات مشتركة مع الدول العربية. لطالما سعى نتنياهو إلى إقامة تحالفات مع الدول العربية الأكثر بعدًا، معتبرًا أن مثل هذه الروابط يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين.